فنون منوعة

حصاد دراما 2019.. آخر حلقات استحواذ السيسي على المصريين

من آثار التحكم في صناعة الدراما في عام 2019 انخفاض عدد الأعمال الدرامية إلى 24 عملا فقط- صفحة السيسي عبر فيسبوك
من آثار التحكم في صناعة الدراما في عام 2019 انخفاض عدد الأعمال الدرامية إلى 24 عملا فقط- صفحة السيسي عبر فيسبوك

مع نهاية عام 2019 كان نظام الانقلاب المصري أحكم سيطرته على الإعلام والدراما، إنتاجا ورقابة من خلال الأجهزة السيادية من جهة، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام من جهة أخرى.
 
لكنّ فنانين ونقادا وكتاب دراما أكدوا "فشل الدولة في تقديم بديل مقنع للجمهور على مدار السنتين الماضيتين، اللتين خضعت فيهما وسائل الإعلام والدراما لسيطرة ورقابة النظام".
 
وقالوا في تصريحات لـ"عربي21": "إن جهود النظام باتجاه التحكم في صناعة الدراما والسينما نجحت في "تأميمها" فقط، ولكنها أخفقت في إدارتها، أو إضافة شيء جديد، إن لم تكن انتقصت منها".
 
الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، هي شركة تتهم بتبعيتها للمخابرات، ويرأسها المنتج تامر مرسي، واستطاعت خلال العامين الماضيين فقط الاستحواذ على قنوات تلفزيونية وشركات إنتاج فني، فاحتكرت إنتاج الأفلام والمسلسلات من خلال شركة "سينرجي".
 
ويقول نقاد وفنانون ومنتجون إن العمل الفني في مصر برمته إنتاجا وتوزيعا وإعلانا بات تحت سيطرة الدولة، وإن كل شركات الإنتاج والإعلان تعمل في مساحة ضيقة، وفق ضوابط وشروط محددة، وكذلك نجوم الدراما الكبار والمشاهير.
 
ومن آثار التحكم في صناعة الدراما في عام 2019، انخفاض عدد الأعمال الدرامية إلى 24 عملا فقط، 15 منها من إنتاج شركة سينرجي التابعة للشركة المتحدة، بينما كان يبلغ عددها 40 عملا سنويا سابقا من خلال عدة شركات إنتاجية.

 

اقرأ أيضا: إعلام السيسي يهاجم قمة كوالالمبور.. لماذا؟
 
من التوجيهات للامتلاك


وقال الفنان المصري، هشام عبدالله، إن "السيطرة في عهد السيسي تجاوزت التوجيهات إلى الامتلاك والتحكم في مضمون العمل الفني، فامتلكت القنوات التلفزيونية والشركات الإنتاجية، بالمال السعودي والإماراتي، وإدارة الأجهزة الأمنية"، مشيرا إلى أن "المال الخليجي كل هدفه القضاء على ريادة مصر في صناعة الفن، ونجحوا في ذلك إلى حد بعيد في عهد السيسي".
 
واستهجن بقوة في حديثه لـ"عربي21" محاولات "إذعان السيسي وأجهزته لتأثير الصهاينة في القضاء على القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وتفكيك سمات المجتمع المصري"، لافتا إلى أن "الدراما أصبحت بعيدة كل البعد عن واقع المصريين، فباتت قائمه على طبقة مارينا وشرم الشيخ، ومعظمهم من أصحاب المال الحرام والمفسدين فى الأرض".
 
وأشار إلى "ابتعاد الفن عن رسالته في ترسيخ قيم المجتمع المصري، أو مناقشة مشاكله، فكان الفنان العبقري الراحل، فريد شوقي، يقول لي في فترة تبنيه لي، أثناء عرض مسلسل البخيل وأنا، إن أساس المجتمع المتحضر التربية في البيت، وإن رسالتنا جزء من هذه التربية فى الأعمال التليفزيونية؛ لأنه ضيف إجباري في بيوت المصريين".
 
وعن سوق عمل الفنانين والمنتجين، أكد عبدالله أن "مثلهم مثل باقي طبقات الشعب في القطاعات الأخرى يعملون بالسخرة لدى الجهات الأمنية، فهي المتحكمة في من يعمل ومن لا يعمل، ومحتوى العمل وحدوده، وأجره، وحقوق عرض العمل وخلافه من أمور إنتاجية، وبعض الفنانين البسطاء باتوا يعملون سائقين لآن على سياراتهم".
 
واختتم حديثه بالقول "أستحضر هنا أعظم مرافعة في السينما المصرية لأحمد زكي حينما قال: هُنّا عندما هان كل شيء. وسقطنا عندما سقط كل شيء. كلنا فاسدون ولا أستثنىي حتى الصمت العاجز قليل الحيلة. كلنا فاسدون".
 
غسيل أدمغة ومحو ما قبل 2013


يقول السينارست والناقد الفني، حسام الغمري، إن "عام 2019 شهد سيطرة تامة من شركات الإنتاج التابعة للمخابرات العامة، وغياب شركات كبيرة منافسة، كما أشار التقرير الصادر عن وكالة رويترز مؤخرا، وشهد تقليص عدد المسلسلات التي تم تقديها ما خلق "بطالة" في صفوف الفنانين".
 
وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن "الدراما كانت ضعيفة وباهتة؛ فتجاهلت مناقشة أي قضايا تهم المواطنين كغلاء الأسعار، وقضايا الأمة، والحرية والديمقراطية، وإظهار ضباط الشرطة والجيش كأبطال، ورموز مجتمعية يحتذى بها، كما أنها تعمدت تشويه خصوم النظام السياسيين".
 
وأضاف الغمري: "كما تعمدت الدراما تشوية الشخصيات الثورية، وإظهارهم كعملاء للخارج ومخربين كما رأينا في مسلسل كلبش الذي أشرفت وزارة الداخلية على إنتاجه مباشرة"، مشيرا إلى أن "كل الأعمال الدرامية هدفها واحد هو غسيل الأدمغة، ومسح ما قبل 2013 وتشويهه".
 
وذهب إلى القول إن "هناك قناعة لدى المشاهدين بأن ما يتم تقديمه هو تحريف وتزييف للوعي، وبالتالي فقد زادت نسب المشاهدة للعروض الدرامية التي تنتج في الخارج، رغم قلتها، ولكنها ذات قيمة أعلى مقابل تراجع نسب المشاهدة للأعمال الدرامية بالداخل ذات القيمة الفنية المنخفضة".

التعليقات (0)