هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سادت حالة من التفاؤل الحذر في الأسواق الدولية بعد تعليقات إيجابية من واشنطن وبكين في ما يتعلق باتفاق تجاري مبدئي بين أكبر اقتصادين في العالم وبيانات اقتصادية متفائلة خففت قلق المستثمرين.
وقال ترامب خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، الجمعة إن الصفقة التجارية مع الصين قد تكون قريبة للغاية، مضيفا أن "لدينا فرصة جيدة للغاية لعقد صفقة تجارية".
وسبق حديث ترامب، تصريحات للرئيس الصيني شي جين بينغ، عن الاتفاق التجاري قال فيها إن بلاده ترغب بالتوصل إلى اتفاق تجاري مبدئي مع الولايات المتحدة، لكنها "لا تخشى" المواجهة إذا اندلعت أي حرب تجارية.
وقال شي لمسؤولين أمريكيين سابقين وغيرهم من كبار الشخصيات الأجنبية في بكين: "سنخوض المواجهة عند الضرورة، لكننا نعمل بشكل نشط من أجل عدم اندلاع حرب تجارية"، مضيفا أننا "نريد العمل باتجاه اتفاق مرحلة أولى قائم على الاحترام المتبادل والمساواة".
وكانت الصين دعت كبار المفاوضين التجاريين الأمريكيين لعقد جولة جديدة من المحادثات المباشرة في بكين سعيا لإبرام اتفاق، بعد أن ذكرت تقارير أن "المرحلة واحد" من اتفاق تجاري ربما لا تُوقع هذا العام.
اقرأ أيضا: رئيس الصين: نريد اتفاقا مع أمريكا لكن مستعدون للحرب التجارية
وجاء تصريحات ترامب وشي بعد تقارير صحفية تفيد بأنه من المحتمل تأجيل إتمام الاتفاق التجاري الجزئي بين واشنطن وبكين إلى العام المقبل.
ويرى كبار المسؤولين في غرفة التجارة الأمريكية أن إتمام الولايات المتحدة والصين للمرحلة الأولى من الصفقة التجارية قد لا يتم قبل الموعد النهائي للتعريفات القادمة في منتصف ديسمبر/ كانون الأول.
بيانات إيجابية
وإلى جانب التصريحات الإيجابية عن الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين، عززت بيانات اقتصادية أمريكية جديدة من انتعاش الأسواق.
وأظهر مسح لمديري المشتريات أن إنتاج قطاع التصنيع في الولايات المتحدة نما في نوفمبر/ تشرين الثاني بأسرع وتيرة في سبعة أشهر، وأن نشاط قطاع الخدمات زاد أيضا بأسرع من المتوقع.
وعززت تلك البيانات التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيتوقف عن خفض أسعار الفائدة في اجتماعاته القليلة المقبلة.
وزادت ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة خلال الشهر الجاري بأكثر من توقعات المحللين.
انتعاش الأسهم
ومع عودة التفاؤل التجاري، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية والأوروبية واليابانية في ختام تعاملات أمس.
وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت مرتفعا 103.93 نقطة، أو 0.37 بالمئة، إلى 27870.22 نقطة بينما صعد المؤشر ستاندرد أند بورز500 الأوسع نطاقا 6.75 نقطة، أو 0.22 بالمئة، ليغلق عند 3110.29 نقطة.
وأغلق المؤشر ناسداك المجمع مرتفعا 13.67 نقطة، أو 0.16 بالمئة، إلى 8519.89 نقطة.
لكن المؤشرات الثلاثة تنهي الأسبوع على خسائر مع هبوط ستاندرد أند بورز 0.33 بالمئة وداو جونز 0.47 بالمئة وناسداك 0.25 بالمئة.
اقرأ أيضا: تنامي شكوك التوصل لـ"اتفاق تجاري" يرفع أسعار الذهب
وفي أسواق الذهب، الذي يعتبر من الأصول الآمنة في أوقات الشكوك السياسية والاقتصادية، تراجعت الأسعار، وسجل سعر المعدن الأصفر للبيع الفوري 1462.71 دولار للأوقية (الأونصة) في أواخر جلسة التداول، منخفضا 0.1 بالمئة ومنهيا الأسبوع على خسارة 0.3 بالمئة، بعد أن سجل مكاسب بلغت 0.6 بالمئة الأسبوع الماضي.
واستقرت العقود الأمريكية الآجلة للذهب لتبلغ عند التسوية 1463.60 دولار للأوقية.
هبوط النفط
وعلى صعيد النفط، تراجعت أسعار الخام من أعلى مستوى في شهرين عند تسوية تعاملات الجمعة حيث فقد أكثر من 1 بالمائة من قيمته، ليسجل خسائر أسبوعية.
وبحلول الساعة 0544 بتوقيت غرينتش، نزلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 42 سنتا أو 0.7 بالمئة إلى 63.55 دولار للبرميل. وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 58.14 دولار للبرميل منخفضا 44 سنتا أو 0.8 بالمئة.
اقرأ ايضا: أسعار النفط تفقد مكاسبها وتتراجع إلى 63.5 دولارا للبرميل
وخفضت شركات الطاقة الأمريكية هذا الأسبوع عدد حفارات النفط العاملة لخامس أسبوع على التوالي، وهبط عدد الحفارات 24 في المئة على أساس سنوي مع قيام منتجين بخفض الانفاق على عمليات الحفر الجديدة.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، الجمعة، في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، إن شركات الحفر أوقفت تشغيل ثلاثة حفارات نفطية في الأسبوع المنتهي في الثاني والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني، ليهبط اجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة إلى 671، وهو أدنى مستوى منذ أبريل/ نيسان 2017 .
وفي نفس الأسبوع قبل عام، كان هناك 885 حفارا نفطيا قيد التشغيل.
وتراجع عدد حفارات النفط النشطة في أمريكا، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، للشهر الحادي عشر على التوالي مع قيام شركات مستقلة للاستكشاف والانتاج بخفض الانفاق على عمليات الحفر الجديدة بينما تركز بشكل أكبر على زيادة الأرباح وسط انخفاض أسعار الطاقة.
وعلى الرغم من انخفاض عدد الحفارات فإن انتاج النفط الأمريكي واصل الارتفاع، فيما يرجع جزئيا إلى زيادة الانتاجية إلى مستويات قياسية في معظم أحواض النفط الصخري في الولايات المتحدة.