هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت
صحيفة "الغادريان" البريطانية في تقرير لها، الأربعاء، تحركات المعارض
المصري الفنان محمد علي ضد نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ويعرض
التقرير الذي كتبه المحرر الدبلوماسي للصحيفة، باتريك وينتور، لأول ظهور رسمي لمحمد
علي منذ أن غادر مصر قبل عام، ليعيش في منفاه الاختياري في مدينة برشلونة الإسبانية.
وفيما
يلي تقرير الغارديان الذي ترجمته "عربي21":
محمد
علي، الذي أشعل فتيل احتجاجات نادرة في شوارع مصر قبل شهرين، بما كشفه عن فساد مستشر
في بلاده، قام بتدشين حركة مكرسة لإنقاذ الاقتصاد والديمقراطية في مصر.
أعلن
محمد علي في لندن، الأربعاء، أنه يعمل على جمع الليبراليين مع الإخوان المسلمين مع حركة
السادس من أبريل، في تحرك يأمل أن يؤدي إلى إجبار الرئيس عبد الفتاح السيسي على التنحي.
اقترب
محمد علي من التحول مصادفة إلى زعيم للمعارضة المصرية، عندما أطلق ابتداء من يوم الثاني
من أيلول/ سبتمبر سلسلة من المقاطع المصورة، التي تكشف عن حجم الفساد الشخصي المستشري
داخل مصر، بناء على معرفته الشخصية كرجل أعمال عمل لسنوات عديدة في مشاريع إنشاءات تابعة
للجيش المصري.
وبفضل
معرفته لبواطن الأمور، وقدرته على مخاطبة الناس بلغة ملكت ألباب المصريين العاديين، فقد
نجح في إشعال فتيل احتجاجات جابت شوارع مصر. إلا أن الحركة الاحتجاجية ما لبثت أن ركدت، بعد الاعتقالات الجماعية وإجراءات القمع التي مارستها الدولة.
يقر
محمد علي بأنه ليس سياسيا حاذقا، لكنه أخبر صحيفة الغارديان أنه قضى الشهرين الماضيين
وهو يسعى لتوحيد المعارضة المصرية المتفرقة، وجمعها على برنامج مشترك؛ لإنقاذ اقتصاد
البلاد ومؤسساتها.
وقال:
"ستون بالمئة من المصريين فقراء أو سيصبحون فقراء خلال عامين اثنين. لا يوجد
تعليم صحي، كما أخبر السيسي نفسه إيمانويل ماكرون، ولا توجد وظائف. بل هناك ما يقرب
من ستين ألف معتقل في غياهب السجون".
كما
حذر أوروبا بأن عليها أن تبدي اهتماما أكبر بما يجري في مصر؛ نظرا لاحتمال أن يؤدي
حكم السيسي إلى حدوث هجرة جماعية باتجاه أوروبا.
وقال:
"أزمة السد الإثيوبي آخذة بالتفاقم، ولا يوجد اتفاق بين إثيوبيا ومصر. فإذا ما
نضبت المياه فقد يدفع ذلك مئة مليون مصري إلى القدوم إلى أوروبا، خاصة إذا ما تم
إنجاز ذلك السد دون مفاوضات. حينها ستهدد الهجرة غير الشرعية الأوضاع في أوروبا".
وأضاف:
"خطتي في الشهر القادم تتمثل في توجيه دعوة سياسية في لندن؛ سعيا لتوحيد المعارضة
السياسية داخل البلاد وخارجها. فأنا على اتصال بكافة التيارات السياسية، الإخوان المسلمين
واللبراليين وحركة السادس من أبريل. وسوف أطلق خطة للإصلاح بالاشتراك مع بعض الخبراء
والسياسيين، ومع قطاع الصحة والمال والتعليم والإعلام. سوف أدعو جميع الخبراء في مصر
للانضمام إلى هذه الحملة."
وصف
محمد علي خطته بأنها "خارطة طريق شاملة للإصلاح وإنقاذ مصر".
اقرأ أيضا: "علي" لـ عربي21: هكذا علمت أن السيسي هو الرئيس القادم
وقال
إنه على تواصل مع المعارضين السياسيين، الذين وصلوا إلى الاستنتاج بأن السيسي لا ينوي
التنحي حتى عام 2030. وأكد أنه يرى نفسه ممارسا لدور المنسق وليس الزعيم في الحركة
السياسية الجديدة.
يمثل
ذلك المؤتمر الصحفي الذي دعت له منظمة اسمها "إيجبت واتش" أول ظهور رسمي
له منذ أن غادر مصر قبل عام ليعيش في منفاه الاختياري في مدينة برشلونة الإسبانية.
وقال إنه يعتقد بأنه سيكون آمنا وبعيدا عن المخاطر في لندن. وقال إنه قد يسعى لعرض
خطته لإنقاذ البلاد على الاستفتاء الشعبي، وهو أمر يصعب تنظيمه بالنظر إلى مستوى الهيمنة
التي تمارسها الدولة في مصر.
وقال
إنه سيسلط الضوء على قضايا المساجين السياسيين من النساء في مصر، بمن فيهم عائشة الشاطر،
ابنة الزعيم في جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر.
سرد
محمد علي قائمة بأسماء الخبراء الفنيين الذين يتشاور معهم، لكنه قال إنه من السابق
لأوانه الكشف عن أسماء السياسيين الذين يتحاور معهم بشأن مخططاته.
هناك
مجموعة من الأسباب المختلفة، منها ما هو سياسي ومنها ما هو أيديولوجي، هي التي أدت
إلى انقسام المعارضة، ولكن بعض رموز هذه المعارضة يعتقدون بأن محمد علي يتمتع بالمصداقية
لدى المصريين العاديين، وهو قادر على تنشيط المعارضة الخاملة، بدليل ما أحدثته مقاطعه
المصورة مؤخرا.
اقرأ أيضا: "علي" معلنا مشروعا لإنقاذ مصر: الحراك خلال شهرين (فيديو)