صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: هذه أهم الدروس من "خيانة" واشنطن للأكراد

شاي: التجربة الكردية تعلم إسرائيل الكثر من الدروس، أهمها أن كل شيء قابل للتغير فجأة لأن المصالح تأتي وتذهب
شاي: التجربة الكردية تعلم إسرائيل الكثر من الدروس، أهمها أن كل شيء قابل للتغير فجأة لأن المصالح تأتي وتذهب

قال كاتب إسرائيلي إن "إسرائيل تستخلص الدروس والعبر مما وصفها "خيانة" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحلفائه الأكراد، صحيح أن الولايات المتحدة لن تنقلب على إسرائيل في اليوم التالي، لكن الأحداث الأخيرة في المنطقة تتطلب من الإسرائيليين التذكر جيدا أن المصالح الأمريكية تأتي وتذهب".


وأضاف نحمان شاي، المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "الإسرائيليين يحبون دائما استخدام مصطلح "الفيلا وسط الغابة"، نحن الإسرائيليون موجودون في الفيلا، والعرب هم سكان الغابة، ولدينا نوع من الاطمئنان أننا في حال أغلقنا نوافذ وأبواب الفيلّا، فإن ذلك يجعلنا بمأمن من أي أخطار خارجية، لكن هذه الفرضية ليس لها نصيب من الواقع".


وأشار إلى أن "الأسبوع المنصرم شهد أحداثا في الشرق الأوسط أكدت أن الفيلا التي نسكنها ليست ملكا خاصا بنا، رغم القدرات التكنولوجية والهايتك والثقافة الغربية التي نتسلح بها، على اعتبار أن ما يحصل في الغابة خارج حدود الفيلا يؤثر فينا بالضرورة، فالسلوك الخياني الذي قامت به الولايات المتحدة تجاه الأكراد اخترق جدران الفيلا الإسرائيلية، ويجب أن يخرجنا من الأوهام التي نعيشها".


وأوضح شاي، عضو الكنيست السابق، المحاضر في معهد إسرائيل بجامعة أموري بولاية أتلانتا الأمريكية، أن "التخلي الأمريكي عن الأكراد له تبعات ونتائج خطيرة جدا، تتجاوز بكثير قرارات عديدة اتخذها ترامب، رغم أن الأكراد خدموا بدمائهم المصالح الغربية عموما، والولايات المتحدة خصوصا، وهو أمر يتطلب من إسرائيل التنبه له جيدا، ومعرفة عواقبه".


وأكد أن "السلوك الأمريكي تجاه الأكراد يذكرنا بنا نحن، الأقلية اليهودية التي استطاعت أن تقيم دولة لها، لكننا في الكثير من الحروب التي خضناها كنا وحيدين، سواء في حرب سيناء 1956 حين كان بيننا تحالف عسكري مع القوتين العظميين آنذاك؛ بريطانيا وفرنسا، وخلالها احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء، لكننا اضطررنا لاحقا للانسحاب منها بصورة مخجلة عقب الضغوط الأمريكية القوية".


وأضاف أن "فرنسا تخلت عن إسرائيل قبل حرب الأيام الستة 1967، وتركتنا نقاتل العرب وحدنا، صحيح أن الولايات المتحدة رافقتا عن بعد في أيام حرجة من حرب أكتوبر 1973، ومع قرب انتهائها زادت من فاعلية الجسر الجوي، ثم ظهرت وسيطة من خلال وزير خارجيتها هنري كيسنجر، وساعدت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والفصل بين القوات، وفي النهاية الوصول إلى اتفاق سلام مع مصر".


وأشار إلى أن "الحديث متزايد في إسرائيل اليوم عن إنشاء حلف عسكري مع الولايات المتحدة. تبدو الفكرة جيدة، ولا أرفضها؛ لأن أحد أهم أسس بقاء إسرائيل في هذه المنطقة هو اعتمادها على تحالف قوي، وعلاقات علنية وسرية مع الدول المجاورة، وقبل ذلك وبعده يظهر البعد الثاني الذي يثبت صحته وصوابيته أكثر من أي اعتبار آخر في العالم، وهو أن إسرائيل يجب أن تضمن بقاءها واستمرارها وأمنها على قوتها الذاتية فقط".


وأوضح أنه "حين تقوم إسرائيل بذلك، فإنها تعمل على التخفيف من مخاطر أن يخذلها أي من القوى العظمى المتحالفة معها، صحيح أن ترامب قد لا ينقلب على إسرائيل غدا أو بعد غد، رغم تصريحاته العلنية بأنه من الخسارة تورطنا في الشرق الأوسط، لكن هناك قوى كبيرة في الكونغرس والمؤسسة الأمنية والعسكرية والاستخبارية والرأي العام الأمريكي ما زالوا يدعمون إسرائيل، ويقدرون موقعها الإقليمي، ومستعدون لمساعدتها".


وختم بالقول إن "التجربة الكردية تعلّم إسرائيل الكثر من الدروس، وأهمها أن كل شيء قابل للتغير فجأة، لأن المصالح تأتي وتذهب".

التعليقات (0)