مبادرة حراك: "رابعة" بداية جديدة لعمل مشترك ضد الانقلاب

دعا منسق مبادرة "حراك"، عمار فايد، إلى اعتبار الذكرى السادسة لمجزرة فض رابعة لحظة بداية جديدة في العمل التنسيقي والمشترك بين القوى المعارضة لسلطة الانقلاب بمصر، وذلك "وفاء للشهداء، ونصرة للمعتقلين، وفي سبيل إنقاذ مصر وشعبها".

جاء ذلك في كلمة له، مساء السبت، خلال أولى فعاليات مبادرة حراك التي نظمتها تحت شعار "لن ننسى"، إحياء لذكرى فض اعتصام رابعة العدوية، وذلك بمدينة إسطنبول التركية.

وقال فايد: "لم ندعكم اليوم لإقامة احتفال أو لترديد شعارات، كما أننا لم ندعكم لإقامة سرادق للعزاء. أردنا أن نفتح بابا للشباب في ساحات الفعل، أن يلتقي الشباب في فرق عمل، يفكرون ويخططون، ويتدارسون، ويتلمسون سبيل الخروج".

وأضاف: "أردنا أن يكون لقاؤنا هذا بداية وانطلاقة لعمل جاد. تعرفنا من خلال الإعداد له على بعض مبادرات الشباب وطاقاتهم وخبراتهم، ونجحنا في تنسيق وتكامل بعض جهودهم".

واستطرد قائلا: "سنعمل بإذن الله على فتح الباب لإطلاق مزيد من المبادرات، وندعو كل مهتم أن يضع يده في أيدينا، على قاعدة التعاون والتنسيق والعمل المشترك"، منوها إلى "مبادرة حراك تهدف أيضا للتنسيق والتشبيك بين المؤسسات المصرية المعارضة في الخارج، وخلق مساحة للعمل المشترك بينها".

وأردف فايد: "لسنا بديلا لأي شيء قائم، بل نستمد نجاحنا من استمرار نجاح الفاعلين، واستثمار كل الجهود والطاقات، ونريد أن نكون ساحة يلتقي عندها كل الراغبين في تنسيق طاقاتهم، وتعظيمِ ثمرة حركتهم وفعلهم".

وتابع: "نؤمن كذلك أن التوصل لحلول للتحديات التي نواجهها يتطلب أن يلتقي الشباب والمتخصصون والفاعلون يواجهون أسئلة المستقبل بشجاعة ووعي. يعترفون بمواطن ضعفهم وإخفاقاتهم، ويطورون خبراتهم وقدراتهم".

وأكمل: "هذا جهد لن يؤتي ثمرته فورا، لكنه واجب الوقت. حراك هي إعلان صريح أن ست سنوات من السكون والحيرة تكفي. ست سنوات من الانتظار تكفي. ست سنوات من المعاناة تتطلب خطوة جديدة ونمط عمل مختلفا، أدواته الوعي والبناء والتخطيط وصناعة الفرص، والتشبيك بين أبناء الوطن الواحد، وتوحيد الهدف، ولملمة الشمل".

وأشار منسق مبادرة "حراك" إلى أن "الخطوة الأولى في هذا الطريق هي تكامل جهود المصريين في الخارج، سواء مؤسسات أو أفراد في دولة تركيا وغيرها".

وقال: "الحرية قيمة سماوية عُليا، وحق انتزَعه منا الانقلاب العسكري، ودفع وطننا، مصر، في سبيله مئات الشهداء، بدءا من السويس في اليوم الأول من ثورة يناير، وحتى رابعة والأيام القليلة الماضية داخل سجون النظام الاستبدادي. من يناير مرورا برابعة إلى يومنا هذا؛ هتافُنا الأول: حرية".

وأكد أن "رابعة تمثل لنا ملحمة مشهودة تستحق ذكراها أن تكون بداية لجهدنا التنسيقي في مبادرة (حراك)"، لافتا إلى أن "مبادرة حراك رغم أنها تنطلق من ذكرى رابعة، إلا إنها لا تعيش أبدا أسيرة للماضي، ولا هي وسيلتُنا لتمضية اليوم، بل هي مبادرة للمستقبل".

وتابع: "لم يكن من الممكن أن تمر ذكرى رابعة بعد أيام قليلة من استشهاد رئيسنا الدكتور محمد مرسي دون أن نتداعى، ودون أن نفكر ونخطط ونقرر أننا لن ننسى. فكل التضحيات ما زالت حاضرة في قلوبِنا تُلهب أرواحنا وتُلهم عزيمتنا".

وذكر: "لن ننسى أن ثلة طاهرة محبة لوطنها اختارت بوعي وعزم أن ترفض الظلم كي لا يصير الباطل حقا، ولتنقذ حاضر مصر ومستقبلَها من الضياع. لم تكن مخدوعة أو مغيبة؛ فلم تهرب، ولم تنسحب، رغم أنها اختبرت جرم القتلة وقسوتِهم يوم مذبحة الحرس الجمهوري ثم يوم المنصة".

وأضاف منسق مبادرة "حراك": "لن ننسى قضيتهم وحلمهم. لن ننسى قاتلهم. سنظل نطارده يوما بعد يوم، وعاما بعد عام، كي لا يُنسى جُرمه، وحتى لا يُمحى عاره، إلى أن تأتي ساعة القصاص".

وتابع: "لن ننسى حكومات وأنظمة دعمت الجريمة، ومهدت لها، وأسكرتها دماؤُنا. اطمئنوا. نذكركم جيدا، لن ننسى ولن نسامح. لن ننسى آلاف المعتقلين. لن ننسى معاناتهم ومعاناة أسرهم. ولن نسامح أو نفرط في حقوقهم التي لا تقتصر على مجرد إطلاق سراحهم".

وشدّد على أن "حراك هي قرار برفض السكون. قرار برفض الانتظار حتى يأتي مخلص مجهول"، مضيفا: "لن ننسى كل ضحايا الاستبداد ممن يعانون الفقر والخوف والانقسام المجتمعي".

وقال فايد: "إننا نؤمن إيمانا لا يخالطُه شك أن المخلص الذي تنتظره مصر هو نحن.. هو أنت.. هو أنتِ. فلن يُنقذ مصر من محنتها سوى جهدُنا جميعا وعملُنا معا وحركتُنا الواعية إلى الأمام".

ومبادرة "حراك" هي مبادرة مصرية شبابية تهدف "لإحياء ذاكرة الثورة المصرية، وتخليد ذكرى شهدائها ومصابيها ومعتقليها. كما تهدف لإحياء قيم الثورة من الحرية والعدل والكرامة الإنسانية من خلال فعاليات مختلفة ومتنوعة"، حسبما تقول المبادرة عن نفسها.

اقرأ أيضا: هل استطاعت الأعمال الفنية توثيق مجزرة رابعة؟ (شاهد)