ملفات وتقارير

هل استطاعت الأعمال الفنية توثيق مجزرة رابعة؟ (شاهد)

عشرات الأعمال الفنية وثقت المجزرة- جيتي
عشرات الأعمال الفنية وثقت المجزرة- جيتي

أكد مخرجون ومختصون بالأعمال الفنية، أن العديد من الأسباب تقف وراء عدم ظهور عمل فني ضخم يوثق ذكرى مذبحة رابعة العدوية، منها ضعف التمويل المادي، وغياب الجهة التي تتبنى هذا العمل، بالإضافة إلى أن المذبحة مرتبطة بأحداث أخرى، مازال أصحابها في سجون نظام الإنقلاب العسكري بمصر.


ورغم ذلك أشار المختصون الذين تحدثوا لـ "عربي21"، إلى ظهور عشرات الأعمال الفنية التي وثقت المجزرة والتي يمكن أن تكون نواة لعمل ضخم يخاطب كل الناس، وليس لأنصار رابعة فقط، كما هو حال الأعمال التي تم إنتاجها.


وقد تنوعت الأعمال التي تناولت مجزرتي رابعة والنهضة وقبلهما أحداث الحرس الجمهوري، ثم سيارة الترحيلات بعد انتهاء الفض، تنوعت ما بين الأغاني الفردية والجماعية، والأفلام التسجيلية، والروايات والكتب، كما تنوعت الجهات المنتجة لهذه الأعمال بين قنوات فضائية وتحركات فردية.

 

أغنية طالع إهداء من الفنان رشيد غلام لشهداء رابعة

 

 

وبحسب المختصين، فإنه رغم مرور 6 سنوات على الفض، إلا أنه لم يتم إنتاج عمل درامي أو سينمائي، يوثق المجزرة، ويمكن من خلاله المشاركة في المهرجانات العالمية، مثل غيره من الأعمال التي تناولت مجازر مشابهة في البوسنة والهرسك وأحداث التصفيات العرقية التي شهدتها بعض الدول الأفريقية، وقبلهم أحداث الهولوكوست التي حققت من خلالها إسرائيل مكاسب سياسية واقتصادية لا تحصى.


خطاب الاتجاه الواحد

 
وفي تقييمه للأعمال التي تعلقت بمجزرة رابعة يؤكد منتج الأفلام الوثائقية علاء عادل لـ "عربي21" أن الشهور والسنوات الأولى التي تلت المجزرة، كانت الأفضل من حيث كمية الأعمال التي تحدثت عن رابعة، والتي كان معظمها أغان لأشخاص عاشوا ساعات فض الاعتصام، بالإضافة لأخرين انفعلوا بشكل كبير بما جرى، ما جعل العمل يخرج بروح مميزة حتى لو كان أقل من الناحية الفنية والإنتاجية.

 

اقرأ أيضا: ما الذي يعرقل المحاسبة الدولية لمرتكبي مجزرة "رابعة"؟

ويوضح عادل الذي شارك في تصوير أحداث فض الاعتصام، أنه بمرور الوقت فإن الاهتمام بتوثيق المجزرة بدأ في الانخفاض، وتحول الموضوع في النهاية لذكرى سنوية يكتفي فيها البعض بنشر صور أو فيديوهات عن المجزرة، رغم أن الأمر كان يتطلب إنتاج عمل ضخم كل عام، يربط ما تشهده مصر من كوارث في ظل حكم العسكر بالمجزرة البشعة التي جرت قبل 6 سنوات.


وحسب المنتج الفني فإن هناك أعمالا بارزة تم إنتاجها وكان لها تأثير على الجماهير مثل أغنية "حورية وطن" التي تم تصوير مشاهدها داخل ميدان رابعة قبل الفض وكانت مهداة للشهيدة هالة أبو شعيشع أول شهيدة بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وكذلك أغنية "متخلهمش يكسروك" التي غناها محمد عباس.


حورية وطن

 

 

ويرى عادل أن هناك شخصيات فرضت نفسها على المجال الفني بعد الفض، من خلال نوعية ما قدمته من برامج كانت سببا في حدوث نقلة حقيقية في الإعلام المعارض، مثل برنامج "جو شو" للإعلامي الساخر يوسف حسين الذي بدأ برنامجه بقناة خاصة على اليوتيوب، ثم تحول لبرنامج شهير على تليفزيون العربي، وكذلك الشاعر الساخر عبد الله الشريف، والفنان عطوة كنانة، ورغم أن هذه الأعمال تتحدث عن الشأن السياسي بشكل عام، ولكنها دائما تربط ما يحدث بمجزرة رابعة، واستطاعت أن تستخدم إمكانياتها الفنية في دعم توثيق المجزرة.

 

اقرأ أيضا: نيوزويك: هذا حال مصر بعد ست سنوات على مذبحة رابعة

ولا ينفي عادل أن الأعمال التي تم إنتاجها حتى الآن تخاطب بشكل كبير أنصار الشرعية، وهو ما أرجعه في الأساس لحداثة دخول الإسلاميين في المجال الفني، والذي توسعوا فيه بعد ثورة 25 يناير 2011، ثم بعد الإنقلاب العسكري في 3 تموز/ يوليو 2013، وهو ما جعل خبرات المشاركين في هذه الأعمال أقل من غيرها في التيارات والتوجهات الأخرى، وإن كان الموضوع اختلف بشكل كبير بعد ذلك نتيجة الإمكانيات التي وجودها خارج مصر.


كابوس السيسي

 
ويؤكد خبير التسويق التليفزيوني يحيي عبد الهادي لـ "عربي21" أن التمويل يعد سببا رئيسا في عدم ظهور عمل ضخم يوثق ذكرى رابعة العدوية، مشيرا إلى أن المشكلة ليست في ضعف التمويل، وإنما في قناعات الممولين أنفسهم، وهم في الغالب القيادات المتحكمة في المعارضة.


أوبريت كانت إشارة

 

 

ويشير عبد الهادي إلى أن بعض هذه القيادات استخدمت الإعلام المعارض، ضد الإعلام المؤيد، بمعنى آخر أن قناة مثل الشرق تواجه قناة مثل cbc أو غيرها، وهو ما جعل المحتوى قاصرا على الأداء الصحفي والإعلامي، رغم أن عملا فنيا واحدا يمكن أن يكون له تأثير سريع وممتد، أكثر من عشرات البرامج التي يتم تقديمها بشكل يومي.


ويرى عبد الهادي أنه كان يجب توفير موازنة ضخمة لإنتاج عمل فني ضخم بشكل محترف، ومن خلال ممثلين ومنتجين ومخرجين عالميين ومحترفين، يتم عرضه في كل دول العالم، ويكون مثل الكابوس الذي يلاحق رئيس نظام الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ويواجهه في أي مكان يذهب إليه، لأنه كلما كان العمل محترفا، استطاع أن يصل لكل نوعيات الجماهير بشكل أفضل وأوقع.

التعليقات (0)