هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا لكل من كولام لينتش وروبي غرامر، يقولان فيه إن الزيارة المخطط لها إلى الصين، لكبير المسؤولين عن مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، الذي يحمل الجنسية الروسية، أغضبت المدافعين عن حقوق الإنسان في الحكومات الغربية، الذين يخشون من استخدم بكين هذه الزيارة لخدمة دعايتها.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الزيارة التي سيقوم بها فلاديمير إيفانوفيتش فورونكوف تعد أول زيارة على مستوى رفيع من مسؤول في الأمم المتحدة للإقليم ذي الغالبية المسلمة، منذ أن بدأت بكين في وضع حوالي مليون من الإيغور المسلمين في مخيمات اعتقال، بحسب عدد من الدبلوماسيين في الأمم المتحدة.
ويلفت الكاتبان إلى أن وزير الأمن العام الصيني سيصاحب فورونكوف، وهو الوكيل العام لمكتب مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، مشيرين إلى قول الناقدين إن هذه الزيارة ستخدم في تأكيد ادعاء الصين بأن ما تقوم به هو نتيجة تهديد إرهابي، وليس قمعا حكوميا لأقلية.
وتنقل المجلة عن مدير قسم الأمم المتحدة في "هيومان رايتس ووتش" لويس تشاربونيو، قوله: "إن ذلك يمنح الصين انتصارا دعائيا.. وهناك خطر في تأكيد الرواية المزيفة للصين بأن هذه قضية مكافحة للإرهاب، وليست قضية انتهاك كبير لحقوق الإنسان".
ويفيد التقرير بأن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريس، ستيفان دوجاريك، أكد أن فورونكوف في زيارة رسمية للصين، العضو الدائم الوحيد في المجلس الذي لم يقم بزيارته بعد، لكنه رفض أن يقول عما إذا كان سيزور إقليم سنجان أم لا.
ويورد الكاتبان نقلا عن دوجاريك، قوله: "مكتب مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة مكلف من الجمعية العامة، ويقدم الدعم للدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة"، وأضاف أن مهماته تتضمن "ضمان احترام حقوق الإنسان للجميع، وسيادة القانون، بصفة ذلك أساسا مبدئيا لمكافحة الإرهاب".
وتنقل المجلة عن منتقدي الزيارة، قولهم إنها تهدد بالتغطية على خطط المفوضة العليا لحقوق الإنسان ميشيل باتشيليت بزيارة سنجان للفت الانتباه إلى معسكرات الاعتقال الصينية، التي تدعي الصين أنها معسكرات تعليمية.
ويورد التقرير نقلا عن السفير الصيني للأمم المتحدة، تشن جو، قوله للصحافيين في مؤتمر صحافي في جنيف، بأن الصين حريصة على استضافة باتشيليت في سنجان، إلا أنه لم يتم الاتفاق بعد على تاريخ للزيارة، مشيرا إلى أن باتشيليت ستكون أول مفوضة سامية لحقوق الإنسان تزور الصين منذ عام 2005، عندما قامت لويس أربر بزيارة رسمية.
وقال السفير الصيني: "نأمل أن نرى المفوضة السامية تقوم بزيارة للصين، بما في ذلك زيارة لسنجان لترى بنفسها.. الدعوة للمفوضة السامية موجودة دائما، ونأمل أن نحدد وقتا يناسب الطرفين".
وينوه الكاتبان إلى أن تشن أنكر أن الصين أنشأت شبكة من معسكرات الاعتقال، وقال إن تلك المنشآت هي "مراكز تدريب عملي لمساعدة الشباب، خاصة الشباب، لتعلم مهارات، ليكونوا معدين بشكل جيد لإعادة إدماجهم في المجتمع".
وتذكر المجلة أن المفوض السامي السابق لحقوق الإنسان الأمير زيد رعد الحسين من الأردن، أعرب عن قلقه من أن جولة بسيطة بإدارة من الحكومة في سنجان لن تقدم فكرة عن الظروف الحقيقية في المعسكرات، خاصة أن المسؤولين الأممين لا يستطيعون التحدث مع المعتقلين.
وقال الأمير في رسالة إلكترونية لـ"فورين بوليسي": "إن مجرد الوصول دون إجراء تحقيق مناسب (حر ودون قيود) فيما يحصل في تلك المعسكرات لا فائدة منه، ويزيد بشكل كبير احتمال الإخراج المسرحي والتبرئة".
وينقل التقرير عن مراصد حقوق الإنسان، قولها إن الصين عادة ما استخدمت الإجراءات الأمنية ستارا للقيام بحملات قمع، مشيرا إلى قول المسؤول عن قسم آسيا والباسيفيكي في منظمة العفو الدولية، فرانسسكو بنكوسمي: "إن هذا الأمر يتوافق إلى حد كبير مع محاولات الحكومة الصينية أن تؤطر ما تقوم به على أنه عملية مكافحة للإرهاب.. وعادة ما استخدم الصينيون قوانين أو تبريرات الأمن القومي لارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان".
ويشير الكاتبان إلى أن متحدثا باسم الخارجية الأمريكية لم يستطع تأكيد طبيعة زيارة فورونكوف، لكنه انتقد مثل هذه الزيارات الموافق عليها رسميا، باعتبارها نجاحا صينيا في العلاقات العامة، وقال المتحدث: "نحث المجتمع الدولي بقوة على أن تتم دراسة أي دعوة من بكين لزيارة سنجان بشكل جيد.. فالجولات المصممة بشكل كبير التي تقودها الحكومة مع وجود مراقبيها في سنجان، أثبتت أنها تنشر الأكاذيب وتعتم على حقيقة انتهاكات حقوق الانسات التي ترتكبها الصين".
ويلفت التقرير إلى أنه تم توجيه انتقادات شديدة من ناشطي حقوق الإنسان لغوتيريس بسبب عدم تعليقه علنا على الانتهاكات التي يتعرض لها الإيغور، مشيرا إلى أن كلا من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وتركيا حثت الأمين العام على الإعراب عن قلقه من تلك المعسكرات للصينيين خلال زيارته لبكين في أواخر نيسان/ أبريل، لحضور مؤتمر عن مبادرة الطريق والحزام الصينية، بحسب ما ورد في "نيويورك تايمز".
ويقول الكاتبان إن غوتيريس أشار في خطابه إلى الصين على أنها "ركيزة للتعاون الدولي والتعددية"، لكنه لم يشر إلى معاناة الإيغور، لكن دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريس، قال للمراسلين بأن الأمين العام للأمم المتحدة تحدث في الموضوع مباشرة مع السلطات الصينية، بمن فيهم وزير الخارجية وانغ يي.
وتختم "فورين بوليسي" تقريرها بالإشارة إلى قول دوجاريك: "موقف الأمين العام الخاص والعام كان دائما هو ذاته.. يجب احترام حقوق الإنسان كاملة في الحرب ضد الإرهاب، وفي الحماية من التطرف العنيف".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)