هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خيم الحزن على شبكات التواصل الاجتماعي في
الأردن حزنا على رئيس مجلس النواب الأسبق، والقيادي البارز في جماعة الإخوان
المسلمين والسياسي والتربوي الدكتور عبداللطيف عربيات الذي وافته المنية أثناء
خطبة الجمعة في العاصمة عمان.
وسارعت شخصيات أردنية، من مختلف التوجهات من اليسار،
واليمين، وأخرى حكومية، لنعي الفقيد الذي ترك بصمة في العمل السياسي في الأردن.
ونعى رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز في بيان
رسمي عربيات قائلا: "الدكتور عربيات كان قامة وطنية وإسلامية كبيرة امتازت
بالحكمة والفكر المعتدل المستنير والتي حظيت باحترام الجميع".
بينما قال فيه وزير الثقافة الأردني محمد أبو
رمان: "بفقدانه نخسر قامة وطنية ورجلا من خيرة رجال الوطن؛ نموذج لرجل
الدولة المعتدل؛ وعلم من أعلام التربية
والفكر الإسلامي. أعزي شعبنا وأصدقائي الأعزاء أبناءه وعائلته، وأعزي نفسي بصديقي
والأستاذ الكبير".
وتبعته الناطقة باسم الحكومة جمانة غنيمات،
بالقول: "خسر الوطن قامة وطنية حكيمة معتدلة مستنيرة حظيت باحترام الجميع
وقدمت الكثير للوطن. إلى رحمة الله".
اقرأ أيضا: وفاة السياسي الأردني والقيادي الإسلامي عبد اللطيف عربيات
كما غرد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف
الطراونة عبر تويتر: "خيم الحزن على القلوب برحيل الدكتور عربيات، لن ننسى
مواقف الراحل الكبير، وهو الذي كان على الدوام صاحب رأي وحكمة يسترشد بها الجميع، وداعاً
أيها الفارس النبيل".
ونعى النائب طارق خوري المحسوب على التيار
القومي، عربيات بالقول: "فقدنا اليوم القيادي،الذي سجل خلال مسيرته الحزبية محطات تاريخية مضيئة في القيادة والنضال والفكر والثقافة والإبداع، وفي الحضور الوازن في حزبه، وفي الوسط السياسي والإعلامي والثقافي في الأردن، هذه القامة القيادية الكبيرة، رحلت جسداً لكنها تبقى حاضرة في الذاكرة الوطنية."
من هو عبد اللطيف عربيات؟
ولد د. عبد اللطيف عربيات عام 1933 في مدينة
السلط، التحق في صفوف جماعة الإخوان المسلمين مبكرا منذ المرحلة الإعدادية،
وبالتحديد بدايةً من عام 1950م، وكان له نشاطه الإسلامي في المرحلتين الثانوية.
عربيات الذي عمل في سلك التعليم بدأ حياته
مدرسا، وأكمل دراسة الدكتوراه في التربية المهنية بجامعة تكساس ليتدرج في التعليم
ويستلم منصب مدير المناهج ثم أمين عام وزارة التربية والتعليم في الفترة
(1981-1982).
دخل صفوف الحركة الإسلامية في الأردن، وشعل
مناصب قيادية عدة أبرزها رئيس شورى جماعة الإخوان المسلمين، والأمين العام لحزب
جبهة العمل الإسلامي، ورئيسا لمجلس شورى الحزب وعرف بوسطيته واعتداله وصنف من
"تيار الحمائم" في الجماعة.
وحاولت جماعة
الإخوان المسلمين في الأردن، تنصيب عربيات مراقبا عاما لها في 2016 لاحتواء الأزمة
مع الحكومة الأردنية من خلال شخصية معتدلة إلا أنه رفض قبول ذلك، بسبب الخلافات
الداخلية والانشقاقات التي عصفت بالجماعة.
وشغل عربيات رئاسة مجلس النواب الأردني لـ 3
دورات منذ عام 1990 وحتى 1993 وعضوا في مجلس الأعيان منذ 1993 وحتى عام 1997 وعضوا
في اللجنة الملكية للميثاق الوطني عام 1990 وعضوا في اللجنة الملكية للاجندة
الوطنية عام 2005.
منحه الملك الراحل الحسين بن طلال لقب معالي
رغم عدم استلامه لأي حقيبة وزارية، ليصبح عضوا في مجلس الأعيان 1993 - 1997.
يقول عنه القيادي في جماعة الإخوان المسلمين
بادي الرفايعة: "كان عنواناً للإخوان، وكان بيته مقصداً للإخوان، إذا اختلفوا
في أمرٍ ما، كان لكل الإخوان، لم يبدّل ولَم يغيّر، كان يأمر وينهى، ويصبّر ويذكّر
بالمبادىء والثبات عليها، أكثر ما تسمع منه التذكير بالحكمة".
متابعا: "من قبل كان للأردن، ولفلسطين،
ولأمته، مربياً، وسياسياً، وحكيماً، وبرلمانياً فذاً، قاد مجلس النواب في أيامٍ عصيبةٍ مرت على الأردن، كان الكل يصغي
إليه، علاقاته ممتدة في الكل الأردني والعربي والإسلامي".
وأضاف: "في مجلس شورى الجماعة اعتدنا
الإصغاء لتوجيهاته، وتذكيره لنا بفكرة الجماعة والحرص عليها، وكنا ننتظره حتى يتم
كلامه - كانت مداخلته في موضوع النقاش أو خارجه - لا أحد يقاطعه، وتنزل كلماته على
قلوبنا حباً وجلالاً".
ونعت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، الفقيد
ودعت للمشاركة في تشييع جثمانه من مسجد الجامعة الأردنية في العاصمة عمان إلى مثواه
الأخير ظهر يوم السبت، بينما تتقبل التعازي في مدينة السلط.