هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة " الغارديان" مقالا للكاتب ميك دامبر، يتساءل فيه عما إذا كانت إسرائيل تستعد لعمل من طرف واحد في القدس.
ويقول دامبر في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن الدلائل على ذلك كلها موجودة بعد فوز نتنياهو في الانتخابات، وإن كان ذلك بتحالف من الأحزاب المتطرفة.
ويرى الكاتب أن نتنياهو يشعر بالجرأة من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2017، الاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس، على حساب الفلسطينيين، الذين يقولون إن القدس الشرقية هي عاصمة دولتهم، وفي خرق واضح لقرارات الأمم المتحدة، حيث وعد نتنياهو في الحملة الانتخابية أنه سيضم أجزاء جديدة من الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، ورفض أي تنازلات للفلسطينيين في القدس.
ويقول دامبر إن "الملصقات الانتخابية قد أزيلت من الشوارع، وحل محلها قلق الفلسطينيين في القدس الشرقية من خطط نتنياهو المقبلة، فهو قوي سياسيا، ولديه تفويض واسع، ويتعامل مع إدارة أمريكية مذعنة، ولهذا فربما حاول عمل شيء للمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة".
ويجد الكاتب أن "النقطة المتوترة فيها هي المسجد الأقصى، الذي يعد من الأماكن المقدسة لدى المسلمين في العالم، الذي يقع في منطقة بمساحة غرين بارك في لندن، ويطلق عليه أيضا الحرم الشريف، وظلت السيطرة على المكان محل خلاف منذ احتلال إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، واعترفت إسرائيل بمركزية الحرم الشريف للإسلام والوطنية الفلسطينية، وما ينجم لو حاولت السيطرة عليه بالكامل، وسمحت للجنة معينة وممولة من الأردن لإدارة المكان وأن تكون مسؤولة عن صيانته".
ويشير دامبر إلى أن إدارة الأوقاف كانت مسؤولة عن تأمين الصلاة في ساحاته، فيما تولت إسرائيل توفير الأمن للمناطق المحيطة به، إلا أن تصاعد الحركات الدينية اليهودية على مدى العقدين الماضيين، التي حاولت إجبار الحكومة الإسرائيلية على نزع السيطرة على المكان من الأوقاف، أدت إلى حرمان الفلسطينيين من دخول الحرم الشريف.
ويلفت الكاتب إلى أن هذه المحاولات كانت مدفوعة بزعم أن الحرم والأماكن الإسلامية أقيمت على مكان هيكل سليمان، مشيرا إلى أن هذه الجماعات خشيت من اعتراف إسرائيل بسيادة الفلسطينيين على الحرم الشريف في حال استئناف المفاوضات السلمية، ولهذا كثفت جماعات المستوطنين، التي تمثل قاعدة التأييد الرئيسية لنتنياهو، من جهودها لإحباط العملية السلمية.
ويفيد دامبر بأن "المستوطنين الإسرائيليين باتوا يدخلون الحرم وبشكل منتظم، في تجاهل واضح للتعاليم الدينية اليهودية والتشريعات الإسرائيلية والاتفاق الأردني الإسرائيلي، ويدخلون بأعداد تتكون من 50 شخصا ترافقهم قوات شرطة مسلحة، ما أدى إلى مشادات بين حرس الأوقاف والمتظاهرين الفلسطينيين والمصلين، وفرض قيود على العمر لمن يدخل الحرم الشريف، وتوقف للتعاون بين حرس الأوقاف والشرطة الإسرائيلية".
ويرجح الكاتب "زيادة في حدة العنف في المستقبل القريب، وفي ظل غياب الضبط الأمريكي فإن الوضع سيكون حرجا، ففي عام 2015 طلبت الحكومة الأردنية من وزير الخارجية جون كيري التدخل، ووقف حدة المواجهة بين المصلين المتطرفين والمصلين المسلمين، الذين كانوا مصممين على منعهم من الدخول إلى المكان، وقال الملك عبد الله الثاني للولايات المتحدة وبوضوح إنها لو كانت جادة بمعالجة تهديد تنظيم الدولة فإن عليها التدخل ووقف الاستفزازات اليهودية في الحرم الشريف، ولو لم تفعل فإنه سيجد نفسه حاميا للأماكن المقدسة تعترف به الحكومة الإسرائيلية والعالم الإسلامي على الهامش، ولن ينتعش تنظيم الدولة في عمان بل في القدس، وتراجع نتنياهو نتيجة للضغط الأمريكي، وتم التوصل لطريقة عمل جديدة".
ويستدرك دامبر بأنه "منذ شهر شباط/ فبراير ظهرت نقطة توتر عند عن البوابة الذهبية، التي تعد بوابة رمزية لدخول الحرم، وأدت إلى سلسلة من المناوشات بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين المسلمين، وتعرف الحكومة الأردنية والأوقاف الإسلامية في القدس أنهما وحيدان دون دعم أمريكي للإجراءات التي تم اتخاذها لوقف التوتر في السابق".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "بالنسبة لنتنياهو، الخارج من نصره الانتخابي، ودعم الولايات المتحدة لمزاعم الضم، فإن الأماكن المقدسة أصبحت في مرمى هدف نتنياهو، وهو يحمل ملامح السياسي الوغد كلها".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)