صحافة دولية

الغارديان: بومبيو يتجه لتحميل القحطاني مسؤولية قتل خاشقجي

الغارديان: حث بومبيو ابن سلمان على ضرورة قطع العلاقة مع القحطاني- واس
الغارديان: حث بومبيو ابن سلمان على ضرورة قطع العلاقة مع القحطاني- واس

ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على قطع علاقاته مع مستشاره المتهم بارتكاب جريمة قتل. 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن كلام بومبيو مع محمد بن سلمان، الذي جاء في حديث خاص بينهما، حث فيه على ضرورة قطع العلاقة مع سعود القحطاني، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات لتورطه في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي

وتقول الصحيفة إن من المفهوم أن موضوع القحطاني، جاء في لقاء خاص جمع بومبيو مع ولي العهد السعودي وشقيقه الأمير خالد بن سلمان، مشيرة إلى أن السلطات الأمريكية تعتقد أن المستشار السابق لولي العهد، سعود القحطاني، قام بالإشراف على فريق القتل الذي شكل لقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.  

ويلفت التقرير إلى أنه يعتقد أن العلاقة ظلت مستمرة بين القحطاني ومحمد بن سلمان حتى بعد الجريمة، دون أن يظهر أي حضور قوي في الأشهر الماضية.

وتعلق الصحيفة قائلة إن النصيحة لتهميش القحطاني تأتي في وقت يواجه فيه بومبيو مساءلة شديدة من الكونغرس بشأن دعمه للسعودية، لافتة إلى أن المشرعين انتقدوا إدارة دونالد ترامب كونها لم تقم بشجب كاف للرياض في أعقاب مقتل جمال خاشقجي. 

وأخبر متحدث باسم الخارجية الأمريكية "الغارديان" أنه لا يستطيع مناقشة التفاصيل المتعلقة بحوار خاص. 

ويفيد التقرير بأنه تم توبيخ القحطاني علنا بعد الجريمة، فأمر الملك سلمان بعزل مستشار ابنه، وكان عزله بمنزلة اعتراف بأن المستشار القوي و"ملك" منابر التواصل الاجتماعي له دور في مقتل خاشقجي، مستدركا بأن تقارير أشارت بعد أشهر من عزله، إلى أنه لا يزال يتواصل مع الأمير المعروف باسم "أم بي أس"، ويشارك في قمع المعارضين، فيما أشارت تقارير وناشط في حقوق الإنسان إلى تورط القحطاني في تعذيب الناشطات المعتقلات. 

 

وحصلت "الغارديان" على معلومات تفيد بأن القحطاني، الذي عمل مديرا لوحدة السايبر، ظل يمارس دوره في داخل مكتب ولي العهد الخاص، مشيرة إلى أنه بحسب مصدر على معرفة بالأمر، فإن ولي العهد ظل موال للقحطاني، وقال المصدر: "لست متأكدا من أن (أم بي أس) سيهتم بما تريده الولايات بشأن هذا". 

وبحسب التقرير، فإن متحدثا باسم السفارة السعودية في واشنطن رفض الرد على طلب التعليق على دور القحطاني في المملكة، أو المزاعم التي تحدثت عنها الحكومة الأمريكية. 

وتنوه الصحيفة إلى أن اسم القحطاني وضع على قائمتي عقوبات أمريكية، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر، وضعت وزارة الخزانة الأمريكية اسم القحطاني على قائمة عقوبات لعدد من السعوديين، وقالت إنه "كان جزءا من التخطيط والتنفيذ للعملية التي قادت إلى مقتل خاشقجي"، فيما قالت وزارة الخزانة إن القحطاني كان واحدا من المسؤولين السعوديين، الذين شاركوا في "عملية القتل البشعة" للصحفي الذي استهدف بالعملية البشعة. 

ويذكر التقرير أن وزارة الخارجية أعلنت في بداية هذا الأسبوع عن منع 16 سعوديا وعائلاتهم من دخول الولايات المتحدة لدورهم في عملية القتل، ونشرت الخارجية هذا الأمر؛ "لأن لديها معلومات موثوقة عن تورط مسؤولي دولة أجنبية في فساد أو انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان". 

 

وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة السعودية قالت إن مقتل خاشقجي كان عملية مارقة، وأنكرت أي دور لولي العهد فيها، وقال وزير الدولة في الخارجية عادل الجبير: "لم يكن ولي العهد على علم بذلك. هذه عملية تجاوز فيها الأفراد الأوامر والمسؤوليات التي كلفوا بها، وارتكبوا خطأ عندما قتلوا جمال خاشقجي في القنصلية وحاولوا التستر عليها"، إلا أن المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" توصلت إلى نتيجة أن الأوامر صدرت من ولي العهد، بدرجة من الثقة تتراوح من متوسطة إلى عالية.

ويورد التقرير نقلا عن مدير برنامج الأمن في معهد بروكينغز والمحلل السابق في "سي آي إيه" بروس ريدل، قوله إن حديث بومبيو مع الأمير بطريقة خاصة، وحثه على قطع العلاقة مع القحطاني، يعنيان أن "القصة" التي لفقها السعوديون "ليست مقنعة"، وأضاف: "لا أحد يتعامل معها بجدية، وهناك حالة من اليأس، ويحاولون الآن رمي تابع ولي العهد الأمين تحت الحافلة وتحميله المسؤولية وسيكون (العميل المارق)". 

وتابع ريدل قائلا: "لا أعتقد أن هذا سينجح؛ لأن الأدلة كلها تشير إلى أن القحطاني عمل عن قرب مع (أم بي أس) في هذه العملية والعمليات الأخرى"، مشيرا إلى أن ولي العهد السعودي أصبح "شخصا غير مرغوب فيه" في معظم الدول الديمقراطية إلا البيت الأبيض، وقال إن إدارة ترامب لم تنجح بسحب قصة خاشقجي تحت البساط. 

وتلفت الصحيفة إلى أن شجب بومبيو للقحطاني يأتي في وقت تعيش فيه العلاقة الأمريكية السعودية حالة من الاضطراب، فرغم الدعم الذي قدمه ترامب وزوج ابنته جارد كوشنر، إلا أن الكونغرس يواصل هجماته التي ظهرت في القرار الذي طالب بوقف الدعم الأمريكي للسعودية في حربها في اليمن.  

وتختم "الغارديان" تقريرها بالقول، إن هناك أسئلة متزايدة حول السفيرة السعودية الجديدة ريما بنت بندر آل سعود، التي لم تقدم أوراق اعتمادها، وعينها ابن سلمان في شباط/ فبراير، لكنها غائبة عن الإعلام باستثناء تعيينها مسؤولة عن الفيدرالية السعودية الخاصة، الذي أعلن عنه في آذار/ مارس.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)