هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تساءل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فور وقوع الهجوم
الإرهابي على مسجد في نيوزيلندا، حول سبب تأخر رد فعل الزعماء العرب
وإدانتهم للمجزرة، كما تساءلوا حول ما إذا كان هؤلاء الزعماء سيخرجون في مسيرة مشابهة لتلك
التي خرجوا فيها دعما لضحايا هجوم شارلي إيبدو.
وعادة في حالة حدوث هجوم في دولة غربية ويتبين أن المنفذ
مسلم، تسارع الدول العربية للإدانة، حتى لو كان هذا المنفذ ولد وعاش في الدولة التي
نفذ فيها هجومها، بالمقابل بدأت تغريدات الإدانة الرسمية العربية لهجوم أمس تخرج
بعد أربع ساعات من وقوع المجزرة.
إدانة ضعيفة وكسب ود الغرب
وقال الباحث في القانون الدولي والمحلل السياسي إسماعيل
خلف الله: "هناك تفسير واحد لتباين مواقف زعماء العرب بين الهجمات التي يكون
ضحيتها مسلمين وعربا، وبين الهجمات التي يكون ضحيتها غربيين، وهو أنهم يحاولون كسب
العالم الغربي، ولو كان الضحية غربيا لكانوا سباقين بالتنديد، وقد يصبح مكان الهجوم
مزارا لهم".
وتابع خلف الله حديثه لـ"عربي21: "للأسف لو
حدث هذا الهجوم ضد جهة غربية ما ومهما كان الفاعل، لأصبحت العاصمة التي وقع فيها
الحدث مزارا لكل العالم".
وأضاف: "للأسف أيضا أن الموقف العربي والإسلامي
ضعيف، وكان المفروض من الهيئات التي تمثل المسلمين أن تجتمع على الأقل اجتماعا طارئا، سواء منظمة التعاون الإسلامي أو الجامعة العربية".
واعتبر خلف الله أن "كسب بعض الزعماء العرب لود القادة
الغربيين أهم من كسب ود جالياتهم العربية والإسلامية في الغرب"، مضيفا:
"للأسف الشديد، قيمة الإنسان المسلم والعربي إذا كان ضحية ليست مثل قيمة الغربي
إذا كان كذلك، وفق ميزان الزعماء العرب".
وختم حديثه بالقول: "موقف المؤسسات التي تمثل
العالم الإسلامي كان باهتا، ولم تكن الإدانة قوية".
"شرعية مفقودة"
من جهته، قال الكاتب والصحفي عمر عياصرة إن "شرعيات الحكام
العرب في غالبها ليست شرعيات داخلية، ولا علاقة لها بالشعوب أو بالدم العربي أو الإسلامي،
لذلك شرعياتهم غالبا خارجية ومرتبطة بالغرب، ودائما يحاولون تأكيد هذه الشرعية
من خلال الانتباه لما يجري في الغرب".
وتابع عياصرة في حديث لـ"عربي21: "في حال حدوث
عملية إرهابية يكون فيها قتلى غربيين، تجدهم يدينونها سريعا ويتبرؤون منها،
ويقولون إنه لا علاقة لنا بالإرهاب، ولا علاقة لنا بهذا الأمر، وهذا كله يفسر سرعة استجابة
الحاكم العربي لأي هجوم يحدث في الغرب ويكون ضحاياه من الغربيين؛ لأنه يرى كرسيه مرتبطا بالشرعية الخارجية".
وأضاف: "في السنوات الأخيرة، وتحديدا بعد هجمات 11 سبتمبر
2001، أصبحت قصة الإرهاب فوبيا خاصة بالحكام العرب، بمعنى أنه يتم فيها اتهام بعض المناطق
كدول الخليج، وبالتالي هم يحاولون التأكيد وبشكل عاجل على أنهم بريئون، وأنهم يدينون، وأنهم ما زالوا يكافحون الإرهاب، وكل ذلك لإرضاء الغرب".
"مجاملة اليمين المتطرف"
وحول سعي بعض الحكام العرب لمهاجمة الإسلام واعتباره
أساسا للإرهاب، قال عياصرة: "بعد صعود اليمين المتطرف في الغرب، لاحظنا أن بعض الحكام
العرب يجاملونهم على حساب الدين وعلى حساب المنظومة الثقافية، فمثلا محمد بن سلمان
كثيرا ما تحدث عن أنه لا يمانع التضييق على المساجد، وأوقفت السعودية تمويل الكثير
منها، وتم غلق بعضها، بمعنى أنه محاكاة لليمين المتطرف، خاصة بعد صعود شخصيات كترامب
وغيره، ويبدو أن الحكام العرب بدأوا بمحاكاة هذا اليمين المتطرف".
بدوره، تساءل المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن،
عما إذا كان زعماء العالم سيشاركون في مسيرة تضامن مع ضحايا مجزرة نيوزيلندا، على غرار
تلك التي شاركوا فيها لأجل ضحايا مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية.
وبحسب وكالة الأناضول التركية عن المتحدث باسم الرئاسة التركية، قال قالن إنه "بوسع من يتشاطرون ألما مشتركا حقا، أن يكونوا في الحداد معا".
وقتل 50 شخصا وأصيب آخرون، في هجومين إرهابيين استهدفا مسجدين
بمدينة كرايتس تشيرش النيوزيلندية، في أثناء صلاة الجمعة، وفق آخر محصلة للشرطة.
اقرأ أيضا: هجوم نيوزيلندا الإرهابي.. القصة الكاملة