هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خرجت مظاهرات في العاصمة الليبية طرابلس، السبت، ضد اللقاء الذي جمع رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، باللواء المتقاعد خليفة حفتر، في الإمارات.
وطرحت المظاهرات تساؤلات حول دلالة وتداعيات هذا الرفض، وما إذا كان مكان الاجتماع هو السبب، أم أن هناك أسبابا أخرى؟
وشهد ميدان الشهداء في طرابلس، مظاهرة ضد اجتماع "أبوظبي" بين السراج وحفتر، مطالبة بعدم السماح لعودة حكم العسكر مرة أخرى، وضرورة الإسراع في الاستفتاء والانتخابات والتداول السلمي على السلطة، وسط رفع المتظاهرين صور السراج وحفتر وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، وعليها علامة "X" باللون الأحمر.
من وراء المظاهرات؟
ورغم مشاركة العشرات في المظاهرة التي لم تتصد لها أي قوة أمنية في طرابلس، إلا أنه لم تعلن أي مؤسسة أو حزب أو كيان سياسي أنه يقف وراء هذه المظاهرات أو يؤيدها، لكن المتظاهرين اتفقوا على ضرورة مدنية الدولة، وأن يخضع الجيش للمؤسسة المدنية، والضغط على البعثة الأممية لعدم استغلال الملتقى الجامع لإخراج مخرجات تؤيد رجوع حكم عسكري في البلاد، وفق قولهم.
"أمر واقع"
من جهته، رأى الإعلامي من الغرب الليبي، محمد سالم، أن "التظاهرات رفضت أن يستفرد كل من السراج وحفتر بالمشهد، وتمثيل ليبيا، فالأول رئيس مؤسسة تنفيذية فرضته الأمم المتحدة، والثاني حاكم عسكري فرض نفسه، وكلاهما غير منتخب، إنما جاء كفرض أمر واقع"، بحسب تعبيره.
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "طرابلس عاصمة كل الليبيين، ومنشأ دولة الحريات والعدالة، لذا حتى "المليشيات" المسلحة المتواجدة هنا مرفوضة، وخرجت مظاهرات ضده أكثر من مرة، أما بخصوص السراج وتراجع شعبيته، فهو أصلا لم يكن له شعبية، فقط كان أمل الشعب أن يحدث تغييرات على يديه، لكن هذا لم يحدث".
اقرأ أيضا: السراج: هذا ما اتفقت عليه مع حفتر في أبو ظبي
وتابع: "وجود أزمة مالية وشح في المواد الغذائية بدون رقيب ولا حسيب، كان لها أثر كبير في عدم رضا الرأي العام على الواقع الحالي، وأصبح جل الشعب ينتظر انتخابات برلمانية ورئاسية بأسرع وقت".
مبالغة ونظرة سلبية
لكن المحلل السياسي الليبي، السنوسي الشريف، أشار إلى أن "هناك مبالغة كبيرة في النظر بسلبية أو تخوف لاجتماع "أبوظبي" بين السراج وحفتر، كون هناك تأكيدات من السراج على حرصه على مدنية الدولة وضرورة خضوع المؤسسة العسكرية للسلطة المدنية التنفيذية".
وأوضح لـ"عربي21" أن "السراج أيضا أكد خلال الاجتماع على ضرورة وقف التدخل الإقليمي والدولي السلبي مشفوعا بقرارات مجلس الأمن، ومدفوعا بمساندة الولايات المتحدة غير المسبوق، لاستبعاد كلي للحل العسكري، والمضي في طريق الحل السياسي المبني على الاتفاق السياسي، وخارطة الأمم المتحدة"، بحسب قوله.
وفيما يخص المظاهرات في طرابلس ضد الاجتماع، قال السنوسي: "هي مظاهرات تطالب بمدنية الدولة وهذا ما يطالب به السراج نفسه".
"الإمارات السبب"
وقال رئيس تحرير صحيفة "الرأي" الليبية (المستقلة)، حسين العريان، إنه "بعد لقاء "حفتر- السراج" الأخير، الذي لم يعلن عن نتائجه، انقسم الغرب الليبي وليس طرابلس فقط، بين مؤيد ومعارض، وأغلب المعارضين من ينادون بمدنية الدولة، ورفض العسكرة، ومن يعتبرون الإمارات طرفا أساسيا في الأزمة الليبية، وليست محايدة، كونها تدعم حفتر، لذا فنتائج هذا الاجتماع ستكون لصالح حليفها، وفق قوله.
اقرأ أيضا: المشري يتهم أطرافا ليبية بعرقلة الاتفاق السياسي منذ توقيعه
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "الترحيب والرفض للقاء، وصل كل الأجسام والمكونات بما فيها المجموعات المسلحة داخل طرابلس، وغيرها من مدن الغرب الليبي، أما بالنسبة للسراج وشعبيته، فقد فقدها منذ أكثر من عام مضى، كونه لم ينفذ ما وعد به، والتعامل معه، وقبوله أمرا واقعا، مع التأكيد أن الدعم الدولي له أكثر من الدعم الداخلي".
رفض ثلاثي
بدروه، رأى الناشط السياسي الليبي، خالد الغول، أن "المجموعة التي خرجت في المظاهرة غالبا من الرافضين للاتفاق السياسي الليبي، ويرون أن لقاء أبوظبي هو تكملة لمشروع سيمكن حفتر من الدخول إلى العاصمة طرابلس سلميا".
وأكد لـ"عربي21" أن "رفض الاجتماع جاء لرفض المتظاهرين الثلاثي لكل من السراج وحفتر والإمارات، أما بخصوص المظاهرة نفسها، فلا ندري هل جاءت بعلم الأجهزة الأمنية أم كانت عفوية، والمؤكد أن شعبية السراج تراجعت داخل المجلس وخارجه، وهو يسير وفق خطوات مرسومة له منذ تعيينه"، وفق رأيه.