هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للصحافي آزاد عيسى، يقول فيه إن الأمر لم يكن سوى مسألة وقت قبل أن يتم نزع القفازات.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بعد انتخاب الأمريكية الصومالية إلهان عمر، والأمريكية الفلسطينية رشيدة طليب للكونغرس، في تشرين الثاني/ نوفمبر، فإنه تم تسليط الضوء على وصول هاتين المرأتين المسلمتين لواشنطن، من المعارضين والناقدين؛ بسبب استعدادهما لتحدي الإجماع السياسي.
ويفيد عيسى بأن عمر عندما غردت ليلة الأحد بأن أعضاء الحكومة الأمريكيين يدعمون إسرائيل بسبب ضغط إيباك، فإن تلك التغريدة تبعها وابل من الانتقادات والغضب على منصات التواصل الاجتماعي والإعلام الأمريكي يوم الاثنين، مشيرا إلى أن السياسيين المؤيدين لإسرائيل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي اتهموا عمر بعداء السامية، واحتجوا بأن في تعليقاتها تلميحا إلى الصورة الكاريكاتورية لـ"المال اليهودي" و"السيطرة اليهودية" على الحكومات، التي استخدمت وسيلة لشيطنة اليهود واضطهادهم.
ويستدرك الموقع بأن آخرين قالوا إن تلك الاتهامات لعمر تستهدف مواقف عمر السياسية المؤيدة للفلسطينيين، فقالت محامية حقوق الإنسان والأكاديمية في جامعة جورج ماسون في فرجينيا، نورة عريقات: "أعتقد أن ما حصل يرمز إلى عدد من الأشياء، أحدها هو مجرد رد فعل صريح من المؤسسة لوجود مسلمة في الكونغرس تنتقد إسرائيل"، وأضافت عريقات لـ"ميدل إيست آي": "وجود إلهان عمر ورشيدة طليب يربك الوضع الراهن، حيث يدعم الحزبان إسرائيل دون أي نقد".
ويقول الكاتب: "دعونا نبدأ من البداية"، مشيرا إلى أن صحافي "إنترسبت"، غلين غرينوالد، انتقد في يوم الأحد، السياسي الجمهوري كيفين مكارثي، الذي هدد بمعاقبة طليب وعمر بسبب انتقادهما لإسرائيل، وأعادت عمر تغريدة غرينوالد معلقة عليها: "إن الأمر يتعلق بالبنيامينيين يا عزيزي".
ويلفت التقرير إلى أن إشارة عمر إلى "البنيامينيين" قصد منها أغنية راب اشتهرت في أواسط تسعينيات القرن الماضي، تستخدم الاسم بنيامين للإشارة "للمال"، حيث أن ورقة المئة دولار الأمريكية تحمل صورة أحد المؤسسين لأمريكا، وهو بنيامين فرانكلين.
ويذكر الموقع أن محررة صفحة الرأي في مجلة فوروورد "اليهودية"، باتيا أونغار – سارغون، ردت عليها موجهة السؤال من تظن أنه "يدفع للسياسيين الأمريكيين ليصبحوا مؤيدين لإسرائيل، مع أنني أعتقد أنني أستطيع أن أحزر"، وردت عليها عمر: "إيباك".
وينقل عيسى عن المتحدث بإسم (If Not Now)، وهي حركة يهودية تركز على حث اليهود الأمريكيين على سحب دعمهم للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، يونا ليبرمان، قوله لـ"ميدل إيست آي" بأن ما حصل كان "اختيارا غير موفق للكلمات"، وأضاف ليبرمان: "أعتقد أنه من الممكن الإدراك بأن إيباك تستخدم تكتيكات الضغط التقليدية، بما في ذلك جمع الأموال للسياسيين -لئلا يقوموا بانتقاد السياسة الإسرائيلية- مع الإدراك أن إلهان عمر لم توفق في اختيار الكلمات التي عكست قوالب نمطية حول الأموال اليهودية التي تسيطر على السياسيين".
وتابع ليبرمان قائلا للموقع: "لا أعتقد أن عمر معادية للسامية وقد اعتذرت، وهذا أمر شجاع بحد ذاته، لكن كان بإمكانها أن تشير إلى إن إيباك تتمتع بنفوذ مفرط على السياسة الخارجية الأمريكية، دون الوقوع في تلك الأقوال المجازية".
وينوه التقرير إلى أن عضوية إيباك، التي أنشأها قادة اليهود عام 1951، تصل إلى 100 ألف شخص في أمريكا، مشيرا إلى أنه مع أن إيباك نفسها لا تتبرع مباشرة للمرشحين السياسيين، إلا أنها تشجع أعضاءها على فعل ذلك.
ويذكر الموقع أن إيباك منظمة تركز على تمرير قوانين معينة مؤيدة لإسرائيل، وترعى زيارات حكومية لإسرائيل، وتتمتع بنفوذ كبير على السياسيين الأمريكيين، مشيرا إلى أن إيباك تقول بأن "الكونغرس منح إسرائيل أقوى دعم تقدمه أي مؤسسة في العالم"، وأنفقت عام 2018 وحده 3.5 ملايين دولار نفقات ضغط سياسي فقط.
ويستدرك الكاتب بأن إيباك ليست المنظمة الوحيدة الداعمة لإسرائيل التي تمارس ضغطا سياسيا على الحكومة، بالإضافة إلى أنها ليست المانح الأكبر للمؤسسة السياسية الأمريكية.
ويورد التقرير نقلا عن موقع "كوارتز"، قوله إن عائلة أديلسون، التي تعود جذورها إلى أوروبا الشرقية، تجعل من مبلغ 118 مليون دولار الذي شاركت به إيباك دعما للحزب الجمهوري للانتخابات النصفية فقط يبدو ضئيلا، مشيرا إلى أنه يقال إن عائلة أديلسون أثرت على دونالد ترامب لاتخاذ قراره بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وهو ما أيدته إيباك.
وينوه الموقع إلى أنه ردا على تعليقات عمر حول إيباك، فإن مجموعة (J-StreetPac) المؤيدة لإسرائيل قالت إن "المال عادة ما يؤدي دورا في نظامنا السياسي.. ولكن على المسؤولين المنتخبين أن يكونوا مدركين تماما بأن الاستعارات المتعلقة بالمال اليهودي والنفوذ السياسي استخدمت عبر التاريخ لاستهداف ووصم مجتمعنا".
وأضافت المجموعة، التي تصف نفسها بأنها مؤيدة لإسرائيل ومؤيدة للسلام: "هذا النوع من الكلام والصور لم يكن أبد حكرا على اليسار أو اليمين، ويجب أن يكون كل من الديمقراطيين والجمهوريين متنبهين تماما للتأكد تماما بألا يشكل جزءا من خطابنا السياسي".
وينقل عيسى عن المديرة التنفيذية لجمعية "أصوات يهودية لأجل السلام"، وهي جمعية تعارض معاداة اليهود ومعاداة المسلمين ومعاداة العرب، وتعارض القمع، ريبيكا فيلكوميرسون، قولها لـ"ميدل ايست آي"، إن "القول بأن مجموعة ضغط تستخدم المال للتأثير على السياسة ليس معاديا للسامية"، وأعربت فيلكوميرسون عن قلقها من كون أي انتقاد لدولة إسرائيل يحاط باتهامات معاداة السامية.
وأضافت فيلكوميرسون: "إن إيباك لا تعرف نفسها بأنها منظمة يهودية، وبعض أكبر داعميها -بحسب بعض التقارير- هم في الواقع غير يهود، ولذلك فإنه يبدو بالنسبة لي، وعلى المستويات كلها، أننا نتحدث عن حقيقة.. (وهي أن) مجموعات الضغط تستخدم المال للتأثير، وهذه هي مشكلة نظامنا السياسي، وهو أمر يستحق الحديث عنه".
ويورد التقرير نقلا عن ليبرمان، قوله إن الرد على عمر يتعلق بشكل جزئي على حقيقة أن معاداة السامية في حالة صعود، في "مرحلة فوضوية جدا من تاريخنا الأمريكي"، وأضاف: "إن اليهود الأمريكيين يجرون حوارا مفتوحا حول ازدياد معاداة السامية في البلد.. نحن قلقون.. وما نراه هنا هو أن اليمين يتلاعب بالمخاوف الشرعية ليقسم ويحكم الحركة التقدمية".
ويفيد الموقع بأن العنصرية، بما في ذلك معاداة اليهود والمسلمين والمثليين والجرائم ضد الأمريكيين الأفارقة، زادت منذ عام 2016، مشيرا إلى قول شرطة نيويورك بأنه كانت هناك زيادة بمعدل 22% في جرائم معاداة اليهود على مدى عام 2018.
ويشير الكاتب إلى أن عريقات توافق على أن الاستعارات موجودة، وأنها تستخدم، لكن "لا شيء قالته عمر يشير إلى تلك (الاستعارة).. وقالت بوضوح إيباك، التي تعرف نفسها على أنها مجموعة اهتمام خاصة تعمل بصفتها منظمة تتبرع لأعضاء الكونغرس".
وأضافت عريقات للموقع: "لو كان الأمر حقا اهتماما بمعاداة السامية لكان مختلفا تماما، لكن انظر كيف لم يقترب منه أحد سوى اختصار ما حدث.. ولن يحاول أحد أن يشرح ما يشكل معاداة للسامية وما يشكل معاداة للصهيونية، وكيف قامت جماعات الضغط الإسرائيلية بخلط الأمرين من أجل ترويج أجندتها".
وقال ليبرمان للموقع إنه يتفق مع تحليل عريقات، مشيرا إلى أنه لن يكون لدى الناس الذين كانوا في مقدمة المنتقدين لعمر ما يقولونه عن الاحتلال الإسرائيلي وازدياد العداء للسامية، وأضاف: "هؤلاء الناس مهتمون أكثر بدعم إسرائيل، بغض النظر إن كانت على حق أو على باطل، بدلا من معالجة قيام حركة القوميين البيض، التي لها جذور معادية للسامية".
وبحسب التقرير، فإن رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي أصدرت بيانا في مساء يوم الاثنين، بعد تغريدة عمر، دعت فيه عضوة الكونغرس إلى الاعتذار، وخلال ساعات أصدرت عمر اعتذارا.
ويورد الموقع نقلا عن فيلكوميرسون من جمعية أصوات يهودية لأجل السلام، قولها: "كان أمرا جيدا أن اعتذرت، خاصة أنه تم التشويش على وجهة نظرها.. فهي كانت متفاعلة.. مع من قالوا إنها جرحتهم، ونأمل أن يسمح هذا للناس بالتركيز على الجوهر".
ويلفت عيسى إلى أن كاتب العمود في مجلة "ذي نيشن" ديف زيرين، كتب تغريدة تعليقا على الانتقاد المستمر لعمر، قال فيها: "كوني يهوديا، أريد أن أرحب بأي شخص يريد أن ينتقد تحالف جماعات ضغط تموله الصناعات الحربية والمسيحيون الإنجيليون وحلفاء اليمين المتطرف في السياسة الإسرائيلية.. انتقاد إيباك ليس فيه معاداة للسامية، ومن غير المعقول أن هناك حاجة لقول هذا".
وينقل التقرير عن الصحافي الاستقصائي في مجلة "سلاج" أليكس كوتش، قوله: "الإشارة إلى حقائق تمويل هذه الحملات ليست فيه معاداة للسامية، بل هي معلومات مهمة تشكل تضارب مصالح بين المسؤولين المنتخبين.. وتصنيف كل شيء يتعلق باليهود والمال على أنه معاداة للسامية يتنافى مع الأمانة العلمية".
وقال ليبرمان للموقع: "نعلم أنها وطليب، وحتى ألكساندريا أوكاسيو- كورتيز، تتم مراقبتهن وتسليط الضوء عليهن، وينتظر الناس منهن أن يخطئن، أكثر حتى من ترامب".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول ليبرمان: "ما أستطيع أن أقوله لكم بصفتنا يهودا أمريكيين شبابا، فإننا لا نزال مع إلهان عمر، ولا نزال معها في معارضتها للاحتلال العنصري اللاأخلاقي للأراضي الفلسطينية".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)