كررت حركة
طالبان الأربعاء مطلبها القائم منذ
فترة طويلة بخروج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان، ورفضت اقتراح الرئيس
الأمريكي دونالد
ترامب بوجود أمريكي طويل لمكافحة الإرهاب بعد خفض عدد القوات.
وكان ترامب قد استغل خطابه عن حالة الاتحاد
للتأكيد على أهمية الإسراع بالمحادثات مع حركة طالبان لإنهاء أطول حروب أمريكا
"التي لا تضع أوزارها".
ولم يحدد ترامب متى سيعيد للوطن 14 ألف جندي
أمريكي في أفغانستان لكنه قال إنه مع إحراز تقدم في المفاوضات مع طالبان ستتمكن
الولايات المتحدة من خفض عدد القوات و"التركيز على مكافحة الإرهاب".
وقال سهيل شاهين المتحدث باسم مكتب طالبان في
قطر وعضو فريق طالبان الذي يجتمع حاليا مع ساسة أفغان معارضين في
موسكو: "كخطوة أولى نريد مغادرة جميع القوات الأجنبية وإنهاء الوجود العسكري في
بلادنا".
وأضاف: "لكن بعد إنهاء وجودهم العسكري،
يمكن لفرقهم غير العسكرية الحضور ونحتاجها أيضا، يمكنها أن تأتي وتشارك في أعمال
إعادة الإعمار وعملية التنمية".
وأجرى مسؤولون أمريكيون عدة جولات من المحادثات
مع طالبان في قطر منذ العام الماضي في جهود اعتبرت على نطاق واسع أهم محاولة
لإحلال السلام في الحرب المندلعة منذ 17 عاما.
من جهة أخرى، قال مكتب الرئيس أشرف غني في وقت
متأخر من مساء الثلاثاء إن الحكومة يجب أن تكون "صاحبة القرار" في أي
اتفاق.
وفي تعليقه على خطاب ترامب، قال هارون
تشاكانسوري المتحدث باسم القصر الرئاسي إن الخطاب "عكس جوهر" الشراكة
الاستراتيجية بين الحكومة الأفغانية وواشنطن.
وأضاف: "الولايات المتحدة أقوى حلفائنا،
والحكومة الأفغانية تعمل معها للقضاء على تهديد الإرهاب المحدق بأفغانستان
والولايات المتحدة والمنطقة والمجتمع الدولي".
في سياق متصل ارتفعت حصيلة قتلى هجوم تبنته
حركة طالبان على قوات أمن أفغانية في ولاية بغلان شمالي البلاد إلى 28 شخصا.
وذكر نائب رئيس مجلس شورى الولاية صفي الله
أميري، الثلاثاء، أن 25 جنديًا و3 عناصر شرطة قتلوا إثر هجوم المسلحين على القاعدة
العسكرية.
في وقت سابق، صرح مسؤول أفغاني، بأنّ 11 شرطيا
قتلوا، وأصيب 5 آخرون في هجوم تبنته طالبان.
وقال صفدار موحسيني، رئيس مجلس الولاية، إنّ
طالبان "استهدفت، مساء الإثنين، قوات الشرطة المحلية في منطقة مركزي، ببغلان.
وأضاف أنّ الهجوم "رافقه تبادل لإطلاق
النار استمر لساعات".
كما أشار إلى مصادرة مسلحي طالبان لجميع أسلحة
وذخيرة عناصر الشرطة التي كانت متواجدة في نقطة التفتيش، حسب المصدر ذاته.
وجاء الهجوم بالتزامن مع انطلاق مباحثات بين
ممثلين عن حركة طالبان، وشخصيات أفغانية بينهم الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي،
اليوم، في العاصمة الروسية موسكو، في إطار مساعي الاتفاق على إحلال السلام في
البلاد.