هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد مصدر من مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني، أن عضوي المجلس عبد السلام كاجمان وأحمد حمزة، قدما قائمة بأسماء خمسة ضباط، ليختار فائز السراج من بينهم آمرا عسكريا لمناطق جنوب ليبيا.
وقال المصدر لـ"عربي21"، إن السراج لم يختر بعد آمرا عسكريا، منتظرا التوافق على شخصيته مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، حتى لا يتحول الجنوب إلى منطقة صراع بين الوفاق وشرق ليبيا.
جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه عدة كتائب من جنوب ليبيا، موالية للجنرال حفتر، سيطرتها على مدينة سبها والمرافق الحيوية بها، كقاعدة تمنهنت الجوية وعدة معسكرات.
وأضاف المصدر، أن حفتر وصله طلب أممي، بترشيح خمسة عسكريين من قبله، ليتم التوافق على أحدهم، مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، ويجري تعيينه آمرا عسكريا لجنوب البلاد، إلا أن حفتر لم يرد على الطلب الأممي.
وفي منتصف كانون الثاني/ يناير الجاري، أعلن الناطق باسم قوات عملية الكرامة، أحمد المسماري، انطلاق عملية عسكرية لتحرير الجنوب الغربي، ممن وصفها بالجماعات الإرهابية، المنتمية إلى تنظيمي داعش والقاعدة، وغيرها من العصابات التي تمارس أبشع أنواع القتل والجرائم، على حد وصفه.
فرنسا والخلافات
ويرى الكاتب الليبي أبوبكر بلال أن "الجنوب الليبي منطقة نفوذ فرنسية وبصماتها وتحركاتها فيه واضحة لكل متابع للشأن العام، حيث تحظى قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدعم فرنسي على المستوى العسكري والسياسي".
اقرأ أيضا: هل انقلبت "مليشيات طرابلس" على المجلس الرئاسي الليبي؟
وأضاف بلال لـ"عربي21" أن "التدخلات الإقليمية والدولية التي تمارس على أطراف الصراع في ليبيا كان لها دور أساسي في التخبط الذي يعانيه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وعلى رأسه رئيسه فائز السراج".
وأكد أن "تركيبة المجلس الرئاسي الحالية والخلافات التي تعصف به، تحول دون قرار واضح وصريح لتعيين حاكم عسكري في منطقة متنازع عليها وتشهد صراعا من الأطراف الممثلة داخل المجلس أولا والأطراف الدولية ثانيا".
وخلص الكاتب إلى أن "القرار الأمني والعسكري ليس بيد السراج، بل هو لدى أطراف دولية قد توعز للسراج إصدار قرار بتكليف حاكم عسكري تستخدمه للمناكفة السياسية والعسكرية مع أطراف دولية أخرى توظف حفتر من أجل الاستحقاقات المقبلة المتمثلة في الملتقى الجامع والانتخابات القادمة" وأن ما يقوم به حفتر في الجنوب الآن هو "أشبه بدعاية انتخابية خلافا لما جرت عليه عادة الحملات الانتخابية من قبل".
السراج وحفتر
من جانبه قال عضو المجلس الأعلى للدولة منصور الحصادي، إن "سلوك رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني، يؤكد أنه يتحاشى الاحتكاك المباشر باللواء المتقاعد خليفة حفتر، وهذا سبب تأخره حتى الآن في تعيين آمر عسكري للمنطقة الجنوبية".
وأضاف الحصادي لـ"عربي21" أن "السراج ألقى بثقله في عملية البنيان المرصوص في مدينة سرت عام 2016، بينما تغاضى عن الأوضاع الإنسانية السيئة، في مدينتي درنة وبنغازي، بسبب نفوذ حفتر على هذه المدن".
وأوضح عضو الأعلى للدولة أن "حفتر استفاد من تردي الأوضاع الأمنية في الجنوب الليبي والتي أثرت سلبا على الأوضاع المعيشية كنقص السيولة النقدية في المصارف وشح الوقود والغاز" إضافة إلى أن الجنرال المتقاعد "متيقن أن السراج لن يرسل أي قوات لتهدئة الأوضاع في الجنوب".
عدم الاتفاق
بينما يرجع الصحفي من مدينة سبها محمد الفزاني سبب تأخر السراج في تعيين آمر عسكري إلى "عدم اتفاق مكونات الجنوب على شخصية الآمر، وهو ما سيجعل أي آمر جديد عرضة لهجوم المكونات غير الراضية عنه، هجوم يتراوح بين عرقلة عمله إلى التحالف مع أمراء معينين من الشرق".
وأكد الفزاني لـ"عربي21" "تغير ولاءات المليشيات المحلية أو بعضها في الجنوب الليبي بشكل دائم، فبعضها صار مواليا لحفتر نكاية في خصومها الذين يوالون المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني".
وأشار إلى أن "حفتر بسبب تلكأ السراج في تعيين آمر عسكري، استطاع أن يملأ هذا الفراغ" مستدركا بأنه "في حالة كلف السراج آمرا للمنطقة الجنوبية، سيكون لا وجود له على الأرض، في حال تمكن حفتر من التغلغل في الجنوب بشكل منتظم".
اقرأ أيضا: التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في جنوب العاصمة الليبية طرابلس
وانتهى الصحفي الليبي إلى أن "سيطرة حفتر على الجنوب ليست حقيقية تماما، خاصة أن الكتائب الموالية له تملك عداوات مختلفة مع مكونات متعددة"، إضافة إلى أن "مناطق جنوب سبها جميعها لم تشهد بعد أي تحرك جدي لقوات حفتر فهي باقية حتى الآن في سبها بسبب التوازنات القبلية غير المضمونة دوما".