سياسة عربية

شخصيتان أمريكيتان بالعراق بعد زيارة ترامب.. ماذا وراءهما؟

القائد الأمريكي أجرى جولة في بغداد بالتزامن بذكرى انسحاب القوات الأمريكية من العراق- يويتوب
القائد الأمريكي أجرى جولة في بغداد بالتزامن بذكرى انسحاب القوات الأمريكية من العراق- يويتوب

شكلت جولة الجنرال الأمريكي أوستن رينفورث في شوارع بغداد، وتعيين السفير السابق جيمس جيفري مبعوثا جديدا للتحالف الدولي، أبرز حدثين خلال الأسبوع الأول من العام الجديد في العراق، حيث اعتبرها محللون أنها تمثل إستراتيجية أمريكية جديدة بالعراق.


ولعل السؤال الأبرز، هو ما الهدف من هذه الجولة في وقت يحتفل فيه العراق بيوم السيادة (أي خروج القوات الأمريكية)، وكذلك تعيين جيفري المعروف برفضه للانسحاب الأمريكي إبان إدارة الرئيس السابق باراك أوباما؟


مؤشر جيد


وفي حديث لـ"عربي21"، قال المحلل السياسي الدكتور يحيى الكبيسي، إنه "ممكن التعامل مع الحادثين على أنهما مؤشر على إمكانية أن تكون هناك إستراتيجية أمريكية مغايرة للتي حكمت الإدارة الأمريكية طوال سنوات ما بعد 2003 وحتى اللحظة الحالية".

 

اقرأ أيضا: صور لافتة لقائد كبير بالجيش الأمريكي يتجول ببغداد (شاهد)

وأوضح أن "مجيء المبعوث الجديد جيفري جيمس، الذي كان معروفا بعدم رضاه عن إدارة أوباما، تحديدا فيما يتعلق بانسحاب القوات الأمريكية من العراق. وتغيير بيرت ماكغورك الذي كان له رؤاه وتصوراته الخاصة عن وضع العراق، والذي ساهم إلى حد كبير في تظليل الإدارة الأمريكية، أنا اعتقد هذا مؤشر جيد".


ورأى الكبيسي أن "زيارة قائد القوات الأمريكية إلى شارع المتنبي يأتي متزامنا مع يوم السيادة العراقي، لكن السؤال: إلى أي مدى إدارة ترامب مهتمة في إيجاد إستراتيجية حقيقية تجاه العراق غير مرتبطة بسياق الإستراتيجية المضادة لإيران؟".


وتابع: "لأن العراق له وضع خاص، ولا يمكن أن يكون مجرد هامش في إطار الصراع الأمريكي الإيراني. لحد هذه اللحظة لا وجود لأي مؤشرات على إستراتيجية واضحة محددة تجاه العراق".


ولفت الكبيسي إلى أن "من يراجع السياسة الأمريكية بالعراق سيجد أنها كانت دائما إستراتيجية غير واضحة، وارتجالية سادها الكثير من التخبط والاعتماد على تصورات شخصية أكثر مما هي قائمة على أسس موضوعية. هل هناك إمكانية لتغيير ذلك؟ ننتظر ونرى".


رؤية ترامب


من جهته، قال الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، الدكتور أمير الساعدي، إن "ردود فعل الشارع العراقي تفاوتت حول زيارة القائد الأمريكي، الجمعة الماضية، إلى شارع المتنبي في بغداد، فهناك من استهجنها وآخرون اعتبروها عملية تحد، وبالتالي فهي جاءت بعد زيارة ترامب التي استهجنها الشارع أيضا، واعتبرها خرقا للسيادة".


وأضاف لـ"عربي21": يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد تعزز رؤيتها عبر زيارة الرئيس ترامب بزيارة ميدانية، وهذه الأيام يعيش العراق يوم السيادة، لتقول نحن من ثبت هذه السيادة ووطد أركانها، لما قاله ترامب بأن بلاده ستبقي نقاط انطلاق أمريكية في العراق لمحاربة داعش في سوريا وغيرها، ومراقب وقريب من إيران، والجولة التي قام بها القائد الأمريكي تأكيد لهذا التوجه. 


ورأى الساعدي أن "تعيين السفير السابق جيفري يؤكد ما توجهت إليه الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الخصوص؛ لأنه كانت لديه رؤية لإبقاء القوات الأمريكية في عام 2011 بعهد الرئيس أوباما".


وأردف: "يبدو أن ترامب يريد أن يعزز رؤيته باختياره جيفري، وأيضا عبر بواعث من البنتاغون بإرسال هذا القائد ليحتفل في بغداد؛ لأنهم كانوا جزءا من النصر الذي تحقق على داعش، وجزءا من النصر الذي تحقق بموضوع السيادة، بأنهم من ثبتوا أركان التغيير فيما بعد 2003".

 

اقرأ أيضا: كتلة الصدر تعلق على تجول قائد أمريكي كبير في بغداد

وتناقلت وسائل إعلام عراقية، الأحد، مقطعا مصورا لوصول تعزيزات عسكرية أمريكية إلى قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، والتي تتخذها القوات الأمريكية مقرا لها.


وانتشرت، السبت، صور لقائد العمليات للتحالف الدولي في العراق، الجنرال أوستن رينفورث، وهو يتجول في شارع المتنبي الشهير وسط بغداد رفقة قائد عمليات العاصمة، جليل الربيعي، بالتزامن مع ذكرى انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، ما أثار جدلا حادا في الأوساط السياسية والشعبية.


وأنهت القوات الأمريكية العمليات القتالية في العراق عام 2010، وجعلت محور عملها بعد ذلك تدريب القوات العراقية.


وغادر آخر جندي أمريكي العراق في 18 كانون الأول/ ديسمبر العام 2011، باستثناء عدد من أفراد الجيش الأمريكي الذين بقوا تحت سلطة السفارة الأمريكية.

التعليقات (0)