ملفات وتقارير

تشاووش أوغلو في تونس وليبيا.. هل عادت أنقرة لشمال أفريقيا؟

تشاووش أوغلو تركيا ليبيا  طرابلس - جيتي
تشاووش أوغلو تركيا ليبيا طرابلس - جيتي

زار وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الأسبوع الماضي كُلا من تونس وليبيا، وتباحث مع مسؤولي الدولتين في الملفات السياسية والاقتصادية، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرا على توجه تركي لمزيد من الحضور في شمال أفريقيا.


وفي حين لفت الوزير التركي أن زيارته إلى ليبيا تأتي لبحث عودة الشركات التركية إلى للمساهمة بإعادة الأعمار، ذكر أن زيارته لتونس تأتي في إطار "الحرص المشترك على تعزيز العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين".


إلا أن ثمة تساؤلات تثار حول التوجه التركي نحور شمال أفريقيا خصوصا والقارة السمراء عموما، حيث نشرت وكالة الأناضول التركية الخميس تقريرا قالت فيه إن العام 2018 شهد تناميا ملحوظا في الحضور التركي حيث رفعت عدد سفاراتها هناك إلى 41 سفارة.


"علاقات مفتوحة"

 

وعن دلالات الزيارات إلى تونس وليبيا يرى الباحث والمحلل السياسي التركي أنس يلمان أنها تأتي في إطار السياسة الخارجية "التي تقوم على عدم تحديد العلاقات بل إبقاءها مفتوحة على الجميع".


ويقول في حديث لـ"عربي21" إن "حضور تركيا في تونس لم يضعف، بل على العكس قوي أكثر، وهو مستمر منذ بداية الربيع العربي، والعلاقات مع تونس كانت جيدة دائما، سبقت زيارة تشاووش أوغلو زيارة قام بها الرئيس أردوغان العام الماضي".


وتابع يلمان: "فيما يتعلق بليبيا يمكن القول بأن هناك عودة لتركيا، علما أن العلاقات التركية ليست فقط مع هاتين الدولتين، فأنقرة تحاول أن تبني علاقات مع جميع الدول المجاورة ودول شمال أفريقيا وماليزيا وأندونيسيا، وهي لا تحاول أن تعمل حدودا بينها وبين أي دولة".


وحول الهدف التركي من توطيد العلاقات بدول شمال أفريقيا يذهب يلمان إلى أن "العودة التركية لليبيا جاء ضمن محاولات فتح علاقاتها السياسية والاقتصادية، وهي تسير نحو هذا الهدف أيضا مع جميع الدول الإسلامية والأوروبية".


"ليبيا تختلف عن تونس"

 

وفي الحالة التونسية يرى الكاتب والمحلل السياسي التونسي نور الدين العلوي أن "الموقف من تركيا في تونس محكوم بالموقف من حركات الإسلام السياسي"، مشيرا إلى أن "هناك فرقا في هذه النقطة تحديدا بين تونس وليبيا".


وتابع العلوي في حديثه لـ"عربي21": "في ليبيا يختلف الموقف من تركيا عنه في تونس، حيث يمكن لأنقرة إيجاد موطئ قدم فيها، وذلك لأن الصف المعادي للإسلام السياسي غير موحد ومشتت، فبعضه تسوقه الإمارات ومصر وهو  تابع لها في الموقف من تركيا، وأما البقية يمكن إيجاد توافقات معهم، خاصة إذا تحملت تركيا الاستثمار الاقتصادي في وضع أمني غير مستقر".


وتعليقا على فرضية أن تسعى أنقرة لوساطة في الأزمة السياسية بين الرئيس التونسي ورئيس حكومته، يقول العلوي: "لا مجال لتركيا للتأثير بين الاثنين، فقد سبقتها قطر بالوساطة وفشلت".


ويتابع: "تركيا أيضا غير مرحب بها من قبل خصوم حركة النهضة، وقد تعرض الرئيس التركي منذ سنة إلى ما يشبه الطرد من تونس، وزيارته لم تؤت نتائج جيدة، نتيجة لقوة الصف المعادي له هناك".


وأكد المحلل السياسي على "أنه بالرغم من المساعدات المالية التي قدمتها تركيا وقطر لتونس، إلا أنهما مكروهتين هناك، لأنهما محسوبتان على حزب النهضة، وقد بدأ الحديث عن المال السياسي الذي منحته تركيا وقطر للغنوشي -ولا دليل مادي على ذلك- لتمويل الحزب في حملته الانتخابية القادمة، ولكن يكفي أن يطلق مدون مثل هذا الكلام في مواقع التواصل الاجتماعي ليتحول الأمر إلى خبر صحيح تقوم حوله الموائد الإعلامية".


وأشار المحلل السياسي التونسي إلى أن دورا فرنسيا يتصدى لأي حضور تركي في هذه المنطقة، وقال: "فرنسا تحارب من وراء ستار أي دور تركي في تونس والمغرب العربي بشكل عام".


وختم بالقول: "وصف الإسلام السياسي الشريك في الحكم بتونس، ليس بهذه القوة والشجاعة بحيث يمكنه أن يدافع عن تحالف علني يتحدى الدور الفرنسي وأنصاره في تونس والذي هو في موقف أقوى".

التعليقات (0)