ملفات وتقارير

"حفتر" في القاهرة بعد زيارة روما.. ما علاقتها بلقاء السراج؟

محللون قالوا إن الزيارة تتمحور حول توحيد المؤسسة العسكرية- جيتي
محللون قالوا إن الزيارة تتمحور حول توحيد المؤسسة العسكرية- جيتي

يقوم اللواء الليبي، خليفة حفتر بزيارة إلى القاهرة بعد زيارته الأخيرة إلى إيطاليا وحديث عن لقاء وشيك بينه وبين رئيس الحكومة، فائز السراج، وسط تساؤلات حول دلالة هذه الزيارة الآن، وما إذا كانت ستتناول زيارة روما ولقاء السراج.

ووصل "حفتر" إلى العاصمة المصرية "القاهرة" مساء الثلاثاء في زيارة تستغرق يومين، يلتقي خلالها عددا من المسؤولين لبحث التعاون بين مصر وليبيا، خاصة في مجالات ضبط الحدود ومنع التسلل عبر الحدود المشتركة وتبادل المعلومات بشأن مواجهة التنظيمات الإرهابية"، وفق وكالة "وال" الليبية المحلية.
والسؤال: هل لزيارة القاهرة علاقة بزيارة "حفتر" لروما أو لقائه المرتقب بالسراج؟.

النفط وتوحيد "الجيش"


من جهته، أكد وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي أن "الأمر كله يتمحور حول توحيد المؤسسة العسكرية، فهناك قضايا عدة تزيد فى تأزم الموقف مع بداية 2019 وتتطلب توحيد الجيش لمواجهتها، ومنها غلق حقول النفط فى الجنوب، والتحشيد لمهاجمة الهلال النفطى فى السدرة وراس لانوف والبريقة".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "هذه التصرفات الأخيرة ليست فى غير صالح "السراج وحفتر" على السواء، لهذا لقاء الطرفين وتنازل أحدهما للآخر قد يؤدى إلى توحيد الجيش القادر على مواجهة "المليشيات" التى تلعب بمصادر النفط والغاز"، حسب رأيه.

وبخصوص زيارة "حفتر" للقاهرة، قال الوزير: "مصر لها دور محوري ومحايد فى قضية توحيد الجيش، وقد أنجزت شوطا لا بأس به، لكن تظل مشكلة تحديد منصب القائد الأعلى الذى لم يوافق عليه قائد "الجيش" فى شخص السراج كما ورد فى مسودة اتفاق الصخيرات الذى تؤيده الأمم المتحدة"، كما قال.

"عشماوي وأمور أخرى"

لكن الكاتب والمحلل السياسي الليبي، عزالدين عقيل قال إن "الزيارة ربما تأت في إطار قيام "المشير" حفتر باستشارة الجانب المصري في بعض المقترحات المقدمة من الجانب الإيطالي الذي أبدى تقاربا مع "الجيش" مؤخرا، ومن الطبيعي أن ينسق "حفتر" مع الجانب المصري".

وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "التقارب الإيطالي مع "الجيش" (قوات حفتر) أظنه يخص الطرفين ويحقق مصالحهما في موضوع محاربة الهجرة غير الشرعية، لكن "الطليان" متخبطين وغير قادرين على طرح حلول حقيقية"، حسب كلامه.

 

اقرأ أيضا: لقاء مرتقب بين السراج وحفتر برعاية إيطالية.. ما الجديد؟

وتابع: "أما بخصوص زيارة مصر، فربما تكون قضية "عشماوي" أيضا حاضرة خلال اللقاء، وربما تكون هناك معلومات دقيقة وحساسة توصل لها الجيش خلال التحقيقات ويريد "المشير" إيصالها بنفسه للجانب المصري الذي حدث معه "فتور" بسبب عدم تسليم "عشماوي" وإصرار ليبيا على محاكمته داخلها".

تخوفات وضعف "حفتر"


وقال الناشط من الشرق الليبي، نصر عقوب إن "الملف الليبي مرتبط دائما بدول ثلاث: إيطاليا والجزائر ومصر، والرابط المشترك بين زيارات السراج وحفتر لروما والقاهرة تنبع من معرفتهما بأهمية موافقة الدولتين على أي قرار ومسار".

وأضاف لـ"عربي21": "والتغييرات السياسية في المشهد الليبي أضعفت موقف حفتر، وزياراته لإيطاليا ومصر وغيرهما تدل وتعبر عن خشيته وخيفته من هذه التغييرات والتي قد تخرجه من دائرة النفوذ والسلطة إلى دائرة الإتهام والمساءلة، وأظنه قد بات يدرك ذلك"، بحسب تعبيره.

وأشار الصحفي الليبي، حسين العريان إلى أن "الزيارة مرتبطة بتفاهم ضمني بين إيطاليا وفرنسا على ضرورة إنهاء حالة الانقسام والتشتت للجيش الليبي، وهذا على المستوى العسكري التنظيمي، باعتبار ثمة قادة كثيرين غير "حفتر" متواجدين في الغرب الليبي ويمكنهم فرض أنفسهم على المشهد العسكري بصفة عامة، مضيفا لـ"عربي21": ولقاء حفتر والسراج يندرج أيضا تحت هذا التفاهم الفرنسي الإيطالي"، كما قال.

ضغوط دولية


ورأى الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد أن " حفتر الآن يقع تحت ضغط دولي لأنه أصبح معرقل للمسار السياسي مع تراجع دوره العسكري بانتهاء الصراع في المنطقة الشرقية، لذا فإن المنتظر أن يخطو خطوة ملموسة حتى يثبت أنه جاد في الدفع بالمسار السياسي".

 

اقرأ أيضا: زيارة غير معلنة لحفتر إلى إيطاليا.. ما علاقة "مصير السراج"؟

وتابع لـ"عربي21" : وزيارته لمصر مرتبطة بتقاربه الأخير مع السراج برعاية إيطالية، والأمر غير واضح لكن المؤشرات توحي بأنه سيكون على أساسين هما صلاحية عسكرية وأمنية واسعة لحفتر مقابل اعترافه بالرئاسي وتوحيد السلطة التنفيذية تحت مظلته وبرئاسة "السراج"، حسب تقديراته.

وشاركه الرأي الصحفي، عبدالله الكبير بقوله لـ"عربي21" إن "حفتر يحتاج إلى دعم مصري لمواجهة أي ضغوط أمريكية أو أوربية للقبول بالعمل تحت سلطة "السراج"، وكذلك البحث مع الجانب المصري توحيد الجيش لأنه مسألة تم التطرق لها بشكل صريح في لقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوربي.

التعليقات (0)