هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن النائبة الأمريكية المنتخبة رشيدة طليب رفضت الرحلة التقليدية التي تنظمها لجنة الشؤون الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) للنواب الجدد إلى إسرائيل.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، ما جاء في مقابلة أجراها موقع "ذا إنترسبت" عن الزيارة وهدفها، مشيرا إلى أن طليب في المراحل الأولى من تحضيرها للزيارة، وتبحث عن جماعة حقوقية تدعم الخطة، ولا تعرف من سينضم للوفد.
وتقول الصحيفة إن النائبة الديمقراطية عن ولاية ميتشغان تأمل في استغلال جذورها في الشرق الأوسط، وتقدم لزملائها في الكونغرس صورة مختلفة عن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، غير تلك التي تقدمها جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، وقالت إن وفدها سيؤكد مجالات تتعلق بالتعليم وتوفير المياه الصحية والفقر.
ويلفت التقرير إلى أن طليب تأمل في أن تأخذ الوفد إلى بلدة بيت عور الفوقا، حيث تعيش والدتها، وقالت طليب إنها ليست متأكدة ممن سينضم للوفد الذي ستقوده؛ لأنها لا تزال تعمل على الأمور اللوجيستية والقضايا الأخرى المتعلقة بالزيارة، مشيرا إلى أنها تبحث عن جماعة حقوقية لدعم الرحلة.
وتفيد الصحيفة بأن طليب تريد من وفدها أن يقدم رؤية إنسانية عن الفلسطينيين، والتركيز على اللامساواة في النظام العسكري الإسرائيلي في المناطق المحتلة، لافتة إلى أنها لا تخطط لعقد لقاءات مع مسؤولين في السلطة الوطنية أو الحكومة الإسرائيلية.
ويورد التقرير نقلا عن طليب، قولها: "أريد رؤية الفصل وكيف أضر بنا ومنعنا من الحصول على موقع في المنطقة.. لا أعتقد أن (إيباك) تقدم صورة حقيقة وعادلة لهذا الموضوع.. فهي رؤية من جانب واحد، وتنظم هذه الرحلات الباذخة لكنها لا تظهر الجانب الآخر، وهو ما يحدث لجدتي وعائلتي".
وتنوه الصحيفة إلى أن طليب عبرت عن دعمها لحركة المقاطعة "بي دي أس"، التي تقوم بمعاقبة إسرائيل على انتهاكات حقوق الإنسان، وقالت: "شخصيا أدعم حركة المقاطعة"، مضيفة أن المقاطعة الاقتصادية هي طريقة للفت النظر "لمواضيع مثل العنصرية وانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها إسرائيل الآن".
وينقل التقرير عن رئيس الحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين يوسف مناير، قوله إن رحلة طليب هي إشارة إلى أنها ستقدم منظورا جديدا للقضية عندما ستبدأ عملها، وأضاف: "ستأتي ومعها رؤية جديدة لم نرها من قبل، خاصة أن لديها عائلة في الضفة الغربية ولديها صلات قوية.. وأن يكون هناك شخص كهذا سيعمل على إضاءة نور جديد على الوضع لبقية النواب في الكونغرس".
وتذكر الصحيفة أن موقف طليب من حركة المقاطعة جاء بعد أسابيع من تعرض زميلتها في الكونغرس إلهان عمر لانتقادات للموقف ذاته، بل اتهامات بمعاداة السامية أيضا، مشيرة إلى أنهما الوحيدتان الداعمتان للحركة، ووجودهما في الكونغرس دليل على تغير النقاش في واشنطن إزاء إسرائيل، رغم الدعم غير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، فإن ناشطي حقوق الإنسان يرون أن رحلات "إيباك" تعد عاملا مهما في تشكيل مواقف النواب الأمريكيين، والميل نحو الرؤية الإسرائيلية على حساب الفلسطينيين، وتجنب الحديث عن الاحتلال المستمر للضفة الغربية، لافتا إلى أن "إيباك" أدت دورا في دعم إسرائيل، والحد من الدعم للفلسطينيين، وتجريم من يدعم حركة المقاطعة الداعية لإنهاء الاحتلال.
وتبين الصحيفة أن أولويات "إيباك" أصبحت في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة خارجية للولايات المتحدة، مثل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والخروج من الاتفاقية النووية مع إيران، مشيرة إلى أن "إيباك" وفرعها مؤسسة التعليم الأمريكية الإسرائيلية أنفقت خلال عقد 12.9 مليون دولار على رحلات شارك فيها 363 مشرعا أمريكيا و657 موظفا في الكونغرس.
ويكشف التقرير عن أن رحلة النائب الجديد تكلف ما بين 9.300 إلى 10.500 دولار، وتغطي كل شيء، من تذكرة درجة رجال الأعمال، والإقامة في فندق راق في القدس، ويسمح لهم بإحضار عائلاتهم معهم، مشيرا إلى أن النواب الذين يشاركون في الرحلات لا يكون لديهم وقت للاستماع إلى رؤية الفلسطينيين، ولا يزورون غزة المحاصرة.
وتشير الصحيفة إلى أنه في عام 2017، قضى وفد من 115 ديمقراطيا معظم الوقت في الرحلة التي استمرت أسبوعا في مقابلات مع القادة الإسرائيليين، وزاروا الأماكن المسيحية واليهودية، وتعرفوا على النظام الصاروخي الإسرائيلي، وتناولوا العشاء مع محرر صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، لافتة إلى أن الوفد استمع إلى شرح من عقيد إسرائيلي عن تهديد حزب الله.
ويفيد التقرير بأن الوفد التقى مع السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الزيارة شملت على لقاء وحيد مع مسؤول فلسطيني لمدة ساعة وربع.
وتورد الصحيفة نقلا عن "ذا إنترسبت"، قوله إن زعيم الغالبية النائب الديمقراطي ستيني هوير سيقود وفدا إلى إسرائيل، وكذلك زعيم الأقلية كيفن ماكارثي، النائب الجمهوري عن كاليفورنيا سيقود الوفد الجمهوري الموازي، فيما أكدت المتحدثة باسم هوير، أناليس ديفيس، أنه سيقود الوفد، ودافع عن الرحلة، ونفت أن تكون متحيزة لصالح إسرائيل، وقالت إن "رحلة الوفد إلى إسرائيل هي مناسبة للنواب الجدد في الكونغرس للتعرف على التهديدات والديناميات الإقليمية في الشرق الأوسط، وتعقيدات النزاع الإسرائيلي الفلسطيني".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول ديفيس إن منظمي رحلة "إيباك" بذلوا الجهد لإظهار الجانبين من النزاع، بما في ذلك مقابلات مع القيادة الفلسطينية وجماعة السلام الآن.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)