قضايا وآراء

الفستان!

هشام عبد الحميد
1300x600
1300x600
يتفق الرأي العام، في عالمنا العربي على فضيحة الفستان، سواء ذلك الذي لبسته فلانة المصرية في ختام مهرجان القاهرة السينمائي أم ذلك الذي لبسته فلانة أُخرى من الفنانات أم العارضات.. الفستان مناف للآداب العامة والحشمة. يتفقون كلهم عموما على إدانة الفستان وتلك التي تلبس الفستان.

ولا يتفق الرأي العام عندنا على العشرات من المآسي التي تحيق بالعالم عموما، والعالم العربي خصوصا.

لا ينتفض رأينا العام لمسلمي الروهينغيا الذين يذبحون بدم بارد؛ وتُقطع أجسادهم في أبشع الصور بمشاهد تقشعر لها الأبدان..

ومن قبلهم مأساة التطهير العرقي في البوسنة والهرسك، ومن بعد في سوريا الجريحة.

صمت الرأي العام أمام حرق 35 جثة شاب مصري في محرقة عربة الترحيلات الشهيرة في بلاد النيل.

يصمت الرأي العام عن الفقر المُدقع الذي يستوطن حياة الملايين من البشر في بلادنا، وتدني مستويات المعيشة إلى ما دون خط الفاقة بين أهلنا وإخوتنا.

يصمت الرأي أمام اختلال منظومة التعليم وانحدار مستوياتها وتخبطها العشوائي، لدرجة أن التربية ومؤسساتها باتت تُعيد إنتاج التخلف والجهل.

يصمت الرأي العام عندنا أمام كل التجاوزات الإعلامية التي تصل لحد الانفلات من العقال، بدون رابط ولا ضابط في غياب قانون يحمي المشاهدين والإعلاميين، ويضع مسافة واضحة بين الحرية والإسفاف، ليعيد للمنابر الإعلامية هيبتها المفقودة.

يتوازى ذلك مع هبوط مكوك فضاءات سايت على المريخ، حيث تحتفل ناسا بهذا الفتح الجديد، بينما الرأي العام عندنا ما زال مشغولا لقاع أذنيه شاجبا وناقدا، ويتهدج غضبه ويموج في البحث عن الفستان.
التعليقات (0)