صحافة إسرائيلية

كاتب في "هآرتس" يحذر من اشتعال الضفة بعد "العمليات الفردية"

الكاتب الإسرائيلي: من شأن اندلاع موجة عمليات فردية أن تخدم حماس- جيتي
الكاتب الإسرائيلي: من شأن اندلاع موجة عمليات فردية أن تخدم حماس- جيتي

حذر كاتب إسرائيلي، من ما سماها "عودة العمليات الفردية" في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، في إشارة إلى عمليات المقاومة التي ينفذها شبان فلسطينيون لا ينتمون لأي من الفصائل الفلسطينية.


وأكد الكاتب الإسرائيلي ينيف كوبوفيتش في مقال له بصحيفة هآرتس العبرية، أن عملية إطلاق النار التي وقعت الأحد، في منطقة "بركان" الصناعية بالقرب من مستوطنة "أريئيل" وأدت لمقتل إسرائيليين، "تضع تحديا أمام المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل، دون أن يزيد ذلك من خطر تجدد التصعيد في الضفة الغربية".


وأشار إلى أنه منذ 30 آذار/مارس الماضي، وهو اليوم الذي بدأت فيه مسيرات العودة وكسر الحصار على طول السياج مع قطاع غزة، "حاولت حماس بكل طريقة، جر سكان الضفة الغربية إلى المعركة".


"الضفة غير مبالية"

 

وزعم أن "مقتل نحو 200 فلسطيني وجرح الآلاف في غزة، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس ومرور ذكرى النكبة والنكسة، تركت كلها الضفة الغربية غير مبالية".


وذكر أن "جهود حماس فشلت في بناء بنية تحتية لها في الضفة الغربية؛ بسبب نشاط الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك، وإلى حد كبير نشاط أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، التي تحافظ على التنسيق الأمني مع إسرائيل".


ونوه كوبوفيتش، أن "تخوفات، أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والشاباك، توضح أن الوضع أكثر حساسية، ومن شأن الأجواء السائدة لدى القيادة والسكان في الضفة الغربية أن تشكل أرضية خصبة لتجديد الهجمات الفردية".


وأوضح أن "السيناريو الذي تخشاه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، هو وقوع موجة مشابهة لتلك التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2015، والتي أطلق عليها "انتفاضة الأفراد"، والتي تسببت بمقتل عشرات الإسرائيليين في عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار؛ والتي عرفت أيضا بـ"العمليات المستلهمة"؛ أي أن منفذيها لم يتماثلوا مع أي منظمة، وعملوا بأنفسهم، بإيحاء من العمليات السابقة ومن منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي".


"العقاب الجماعي"

 
وقال: "من شأن اندلاع موجة كهذه أن تخدم حماس، وتضعها في موقف مختلف في عملية الترتيب وفي المواجهة مع إسرائيل بشكل عام، ووضع الجيش الإسرائيلي أمام تحد أكبر بكثير مما يواجهه حاليا في قطاع غزة"، لافتا أن "مسؤولين في الجهاز الأمني الإسرائيلي، يعتقدون أن من شأن مبادرة سياسية إسرائيلية منع مثل هذا الوضع".


وحذر مسؤولون كبار في الجهاز الأمني الحكومة الإسرائيلية، من "اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية"، وفق الكاتب الذي ذكر أنه في الشهر الماضي حذر رئيس الأركان غادي إيزنكوت أعضاء المجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر (الكابينت) من "خطر حدوث تصاعد في المستقبل القريب، وقبله جاء تحذير مماثل من رئيس الشاباك، نداف أرجمان".


ونبه كوبوفيتش، أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تعتقد أن إدارة الاتصالات للتوصل إلى ترتيبات في غزة مع حركة حماس، من فوق رأس محمود عباس يؤدي إلى سحق مكانة عباس في الضفة الغربية، وتعزيز مكانة حماس، وخلق شعور بأن اللجوء إلى العمليات أكثر جدوى".


ولفت إلى أن سياسية "العقاب الجماعي"، التي من الممكن أن تستهدف 8000 فلسطيني يعملون في "بركان"، أو نحو 100 ألف فلسطيني ممن لديهم تصاريح للعمل داخل إسرائيل، "في نظر الجيش والشاباك، غير فعالة في ردع المنفذين الأفراد، كما أنه يتوقع أن تعزز قوة حماس وتزيد من خطر اندلاع العنف في الضفة الغربية".


وفي حالات سابقة، "كان كبار أعضاء القيادة السياسية يميلون إلى فرض العقاب الجماعي لأغراض الردع، حتى في أعقاب الانتقادات العامة"، وفق الكاتب الذي أشار إلى أن هناك "ضغطا الآن على المستوى السياسي للرد بحدة، في حين أن القيادة الأمنية ستسعى إلى تخفيف الرد الإسرائيلي".


وكشف أن الجيش الإسرائيلي الشاباك ومعهم الشرطة الإسرائيلية، "يعملون على إحباط هجمات الأفراد، من بين أمور أخرى، عبر تنفيذ نحو 4000 عملية اعتقال كل سنة في الضفة الغربية، إضافة لمراقبة المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي".


واعترف رئيس جهاز "الشاباك" أرجمان، بأن جهازه "أحبط 250 هجوما خلال النصف الأول من العام الجاري، وألقى القبض على أكثر من 400 فلسطيني خططوا لهجمات، ومنذ بداية العام استولى الجيش الإسرائيلي على 330 قطعة سلاح أثناء عمليات الاعتقال".

التعليقات (0)