سياسة عربية

جنازة "حياة".. تذكي الغضب بعد مقتلها برصاص مغربي (شاهد)

وتكفلت السلطات المحلية بمصاريف الجنازة والعزاء - فيسبوك
وتكفلت السلطات المحلية بمصاريف الجنازة والعزاء - فيسبوك

شيّع المئات من سكان مدينة تطوان (شمال المغرب)، أمس الأربعاء، الطالبة حياة بلقاسم التي قُتلت بنيران قوات البحرية الملكية بسواحل المضيق، أول أمس الثلاثاء، أثناء محاولتها الهجرة رفقة مجموعة من الشباب المغاربة إلى إسبانيا عبر زورق سريع.

الجنازة عرفت حضورا لافتا لممثلي السلطات المحلية والمصالح الأمنية، على رأسهم باشا المدينة، فيما غابت الهيئات والأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية، وفق شهود عيان.

وتكفلت السلطات المحلية بمصاريف الجنازة والعزاء، وفق ما أكدت أسرة الراحلة حياة في تصريحات صحفية.

 

          

 

وكانت وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية المغربية أطلقت النار على قارب مطاطي إسباني سريع من نوع “Go fast” بسواحل المضيق، أول أمس الثلاثاء، كان يقل مرشحين للهجرة، ما أسفر عن مقتل الطالبة حياة ووقوع 3 إصابات خطيرة، فيما أوضحت البحرية الملكية أنها أطلقت النار نتيجة "عدم امتثال قائد الزورق للتحذيرات الموجهة إليه".

 

اقرأ أيضاالبحرية المغربية تقتل سيدة وتصيب آخرين حاولوا الهجرة

مناشدة الملك
ناشدت أسرة الضحية "حياة" العاهل المغربي للتدخل وإنصافهم من قتلة ابنتهم، وقالوا في تصريحات متفرقة للوسائل الإعلام المغربية، إنهم يطالبون بمحاكمة المتسببين في مقتل "حياة"، حيث قالت والدتها: "ابنتي قتلها المخزن وأطالب بأن يأخذوا حقي منه"، مضيفة: "أطالب الملك بأن يمنحني حق ابنتي".


بدوره، تساءل والد الضحية عن السبب الذي دفع البحرية الملكية لإطلاق الرصاص على ابنته، وطالب المسؤولين بالتحقيق في مقتل ابنته، وقال: "عيب أن يموت أبناؤنا برصاصنا".

 


ابن عم الملك: حذار من الانزلاق
حذر الأمير مولاي هشام، ابن عم العاهل المغربي، الملك محمد السادس، من الانزلاق بعدما استعملت البحرية الملكية الرصاص الحي لتوقيف زورق يحمل مغاربة مرشحين للهجرة نحو إسبانيا.

وقال الأمير المغربي المقيم بالولايات المتحدة، في تغريدة له على حسابه بـ"تويتر"، إن "الحادث الذي أودى على الأقل بحياة سيدة مغربية ضمن مرشحين للهجرة في مياه المضيق –الفنيدق مأساوي".

وأضاف: "هو مظهر آخر للأزمة الاجتماعية، هو انتقال للاحتجاج المطالب بالعيش الكريم إلى الإصرار على الهجرة"، مشيرا إلى أننا "أمام احتجاج من البر نحو البحر".

وبعد أن أشار إلى أن حماية الحدود واجب وطني، وأن البحرية الملكية التزمت بقانون إجراءات التحذير ضد الزورق، إلا أنه استدرك بالقول: "لكن يبقى الأمر هو تدخل العنصر العسكري في الاحتجاج، خاصة وأنه لم يسبق في الماضي تدخله بالسلاح ضد قوارب الهجرة"، متسائلا: "لماذا هذه المرة؟".

وأعرب "الأمير الأحمر" عن قلقه من هذا التطور "ويدعونا للتأمل العميق لتفادي الانزلاق"، وفق تعبيره.

 


الأحزاب تدخل على الخط
بعد مقتل الشابة حياة، أصدر كل من حزبي العدالة والتنمية (الحاكم) والتقدم والاشتراكية (مشارك في الحكومة)، بلاغين متفرقين، حذرا فيهما من خطورة ارتفاع ظاهرة الهجرة السرية في الآونة الأخيرة، ودعيا إلى التصدي لها للحد من مظاهر "الاحتقان" بالمجتمع المغربي.

واعتبرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في بلاغ لها، أمس الأربعاء، تزايد الهجرة غير الشرعية بأنها "ظاهرة خطيرة"، داعية الجهات المعنية إلى "تكثيف الجهود وتعزيز البرامج التنموية للحد منها ومعالجة أسبابها، مع إعمال الصرامة اللازمة لمواجهة شبكات التهريب والاتجار في البشر والمخدرات، والعمل على حفظ سلامة وأمن المواطنين والمواطنات".

بدوره، عبر حزب التقدم والاشتراكية في بلاغ لمكتبه السياسي، عن قلقه الكبير بخصوص "التطورات السلبية والخطيرة التي تشهدها ظاهرة الهجرة غير القانونية والأوضاع السلبية المتردية للشباب المغربي".

واعتبر الحزب المشارك في الحكومة، أن ما يرافق الظاهرة، خاصة في شمال المملكة، "من انفلاتات على أرض الواقع ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وما يحمله ذلك من إشارات سلبية، تعبر عن ما يخالج فئات واسعة من جماهير الشباب المغربي من إحساس باليأس وفقدان الثقة في المستقبل".

ولفت الحزب إلى أن "تزايد مظاهر الاحتقان على الساحة الاجتماعية تنتعش في الأجواء السلبية التي تخيم على الوضع العام ببلادنا، حيث تتواصل الضبابية والأزمة في الحقلين السياسي والحزبي ويتعمق الإحساس بانسداد الآفاق أمام شرائح اجتماعية واسعة، في غياب مبادرات عمومية قادرة على احتواء هذا الاحتقان عبر بث نفس إصلاحي قوي في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، وفق تعبير البيان.

هيومن رايتس: تقديم المسؤولين للعدالة
دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المغرب لمحاسبة المسؤولين عن إطلاق الرصاص على زورق سريع يحمل مرشحين للهجرة، وتقديمهم إلى العدالة.

وقالت مسؤولة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، سارة ليا ويتسن، في بلاغ لها، إنه "ليس هناك أي دليل يشير إلى أن الركاب كانوا يشكلون خطرًا أمنيًا على أي أحد، وهو التبرير القانوني الوحيد الذي قد يضطر البحرية إلى إطلاق النار بسببه".

وطالبت المنظمة الحقوقية العالمية، السلطات بالتحقيق في عملية القتل؛ والكشف عن نتائج التحقيق علناً، داعية إلى تقديم "المسؤولين عن القتل إلى العدالة".

مطالب بمساءلة وزير الداخلية
دعت منسقة مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في مجلس المستشارين، ثريا لحرش، إلى عقد اجتماع للجنة الداخلية والجماعات الترابية والبنيات الأساسية، من أجل الاستماع إلى وزير الداخلية، عبد الوفي لفتيت، حول التطورات الأخيرة، التي شهدتها ظاهرة الهجرة السرية وتناميها في المغرب.

 

اقرأ أيضا"الشعب يريد الهجرة مجانا" تستنفر سلطات المغرب (شاهد)

بأي ذنب قتلت؟
دشن نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي هاشتاغ "#بأي_ذنب_قتلت" انتشر بشكل واسع في مواقع التواصل، عبّر خلاله المدونون عن غضبهم من طريقة تعامل البحرية الملكية مع المرشحين للهجرة، وطالبوا بمحاسبة المتسببين في مقتل الشابة "حياة".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات (1)
لاجئ
الجمعة، 28-09-2018 09:20 ص
كنت اتاسف على هجرة السوريين الماساوية وهربهم من القتل العشوائي وركوبهم البحر اما ان يحدث ذلك في بلد مسلم أمن كالمغرب فماذا يمكن القول؟!