هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعاد تدخل الجيش التونسي لإنقاذ أكثر من ألفي مسافر كانوا عالقين بميناء تونس حلق الوادي، الحديث عن دور الجيش في تسيير شؤون البلاد في ظل صراع سياسي ونقابي بات، بحسب مراقبين، مهددا لاستقرار تونس وتلاشي هيبة الدولة.
وشهدت الرحلة البحرية على متن باخرة "قرطاج" المتجهة نحو مدينة جنوة الإيطالية، مساء الأحد، تعطلا بسبب إضراب مفاجئ لأعوان القيادة بالباخرة، الأمر الذي خلف حالة من الاستياء والفوضى في صفوف نحو 2500 مسافر مقيم بالخارج.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش التونسي، محمد زكري، في حديثه ل"عربي21"، أن عشرة تقنيين وميكانيكيين يتبعون جيش البحر باشروا عملهم خلال الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين، عبر رحلة الباخرة "قرطاج".
ولفت إلى أنه تمت عملية تسخيرهم، بعد طلب تقدمت به وزارة النقل لوزارة الدفاع، لتنطلق الرحلة من تونس نحو جنوة حوالي الثالثة من صباح يوم الاثنين.
ويأتي هذا الإضراب بعد تعطل المفاوضات بين نقابة أعوان وإطارات القيادة بالشركة التونسية للملاحة، وبين وزارة النقل على إثر لائحة مطالب مهنية لأعوان الشركة تقدمت بها نقابة اتحاد الشغل.
ويرى مراقبون أن معركة كسر العظام بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد وبين اتحاد الشغل، الذي يتمسك بإقالته من منصبه، وصلت إلى تعطيل مرافق حيوية في الدولة، ما بات ينذر بكارثة سياسية واقتصادية.
البيان رقم واحد.
وتعالت دعوات بين التونسيين عبر الشبكات الاجتماعية، لتولي الجيش زمام الأمور، وتسيير مؤسسات الدولة، للحد مما أسموه "الانفلات والتغول النقابي، واستغلال مؤسسات الدولة لتصفية الحسابات السياسية بين الخصوم".
ودعا الناشط محي الدين نفلة الجيش التونسي صراحة لمسك السلطة، وكتب في تدوينة له: "تعفن الوضع في تونس يشي بحدوث المآسي لشعب مسالم، ندعو جيشنا الباسل لمسك الأمور وكنس الخونة الفاشلين والناهبين والمجرمين منذ2011".
وناشد العضو بحزب "بني وطني"، سمير بن عياد، الجيش للتدخل لإنقاذ تونس من أزمتها، مثلما أنقذ المسافرين على متن باخرة قرطاج.
واعتبر الناشط معز شاوش أن إنقاذ تونس في تلاوة "البيان رقم واحد".
وأثنى الإعلامي أنور جراي على أداء المؤسسة العسكرية في تدوينة له، مذكرا بدور الجيش التونسي في حماية الشعب خلال الثورة.
دعوات عاطفية
ووصف المحامي والناشط السياسي سمير عبد الله، في تصريح لـ"عربي21"، دعوات بعض التونسيين الجيش لإصدار البيان رقم واحد بـ"الدعوات العاطفية"، بسبب حالة فقدان الثقة من الطبقة السياسية.
وأضاف: "إشادة بعض التونسيين بالجيش التونسي وصلت حد طلب بعضهم تلاوة البيان رقم واحد، وهذا مؤشر خطير، وإقرار بفشل الطبقة السياسية في المعارضة وفي الحكم".
وشدد في المقابل على أن الجيش التونسي سيظل محافظا على الدور المنوط بعهدته في حماية تراب الوطن، دون الدخول في معارك سياسية، أو بحث عن شهوة السلطة.
واعتبر أن تدخل الجيش التونسي لإنقاذ الآلاف من التونسيين العالقين في الميناء اقتضته طبيعة الإضرابات "الوحشية والعشوائية" في قطاعات حيوية.
وتابع: "نظرة التونسي للمؤسسة العسكرية نظرة احترام وثناء؛ بسبب بقائها على الحياد، وحمايتها للثورة، وإنجاحها كل المحطات الانتخابية، وحماية المسار الديمقراطي في البلاد".
وسبق للنائب في البرلمان التونسي، علي بنور،أن دعا صراحة الجيش لتلاوة "البيان رقم واحد"، محملا الأحزاب مسؤولية الفشل وتردي الوضع العام، ليعود ويعتذر أمام رئيس الجمهورية عن تصريحه.