هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت تصريحات سفير ليبيا السابق في الإمارات، العارف النايض حول ترحيبه بمشاركة "إخوان ليبيا" في الانتخابات المرتقبة، تساؤلات وتكهنات عن "مغازلة" لكسب تأييد الجماعة وحزبها أو بداية لتنسيق بين الطرفين.
وقال النايض في مقابلة مع قناته الخاصة التي تبث من الأردن، إنه يرحب بمشاركة الإخوان في الانتخابات الليبية المقررة نهاية العام الجاري، لكن كأفراد وأشخاص بالدرجة الأولى، مبديا عدم رغبته في مشاركتهم كتنظيم، مشيرا إلى أنهم سيطروا على مفاصل الدولة، و"الجميع يرى ما آلت إليه الأمور"، حسب كلامه.
"مغازلة" ودعاية مبكرة
في سياق آخر، طرح النايض مبادرة أسماها "إحياء ليبيا 2023"، تهدف إلى النهوض بمستقبل ليبيا على كافة الصعد والمجالات، مؤكدا أن "مبادرته تمتلك خططا لأهم الأولويات بالشأن الليبي وستتولى العديد من الإصلاحات في كثير من الملفات"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
اقرأ أيضا: متحدث باسم حفتر يشيد بروسيا ويطلب المزيد من دعمها
وأكد النايض أن هناك دعوات كيدية تحاول إقصاءه عن المشاركة في الانتخابات الليبية بحجة أنه يحمل جنسية "كندية"، مشيرا إلى أنه تنازل عنها منذ 2015، مؤكدا أن "سيف القذافي لو ترشح لن يكون خصمه، كون خصمه الوحيد هو "الإرهاب" وداعموه"، وفق زعمه.
ورأى مراقبون أن "تصريحات النايض حول الإخوان وإطلاق مبادرة في هذا التوقيت ما هي إلا "مغازلة" ودعاية انتخابية مبكرة لتسويق نفسه كمنقذ للأزمة الليبية، لكن المشكلة التي ستقابله كونه محسوبا على دولة الإمارات العربية الداعم الأقوى له، وهو ما قد يقلل من فرص فوزه"، كما قالوا.
معركة "فكرية"
من جهته، أكد المدون الليبي، فرج فركاش أن "معركة "النايض" مع الإخوان معركة فكرية، وهو لم يخف طموحه في الوصول إلى السلطة منذ إعلانه الترشح لمنصب رئيس المجلس الرئاسي وسعيه الدؤوب لاحقا ليحل محل "فائز السراج" وحشد تأييد أعضاء من الكونجرس الأمريكي وشركات علاقة عامة للتسويق لنفسه".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "النايض قد تضطره الظروف مستقبلا إلى التحالف مع الإخوان، لكن هذا مستبعد جدا في الوقت الحالي، ولا نتفق مع إصراره على انتخابات رئاسية دون إطار دستوري يحدد مهام الرئيس وواجباته وربما تؤسس لنظام فردي آخر"، حسب تقديره.
"تنازلات"
وقال مستشار مجلس "شباب الوادي" بالجنوب الليبي، طاهر النغنوغي إن "النايض يسير على خطى ثابثة للوصول لرئاسة الدولة ويقدم في تنازلات كبيرة وكثيرة حتى يتمكن من الوصول لذلك، ولا شك أن تنازله عن منصب سفير ليبيا في الإمارات سيكون مقابل مكان أكبر من ذلك".
وأضاف لـ"عربي21": "أما بخصوص تأييده للانتخابات نهاية العام، فإنها تؤكد أنه يريد انتخابات بدون دستور حتى تدخل البلاد في مرحلة انتقالية ومن ثم يستطيع هو تنفيذ مصالح الجهات الداعمة بكل أريحية"، حسب تعبيره.
اقرأ أيضا: حزب "جبريل" يحرض على المظاهرات في طرابلس الليبية..ما أهدافه؟
مرشح "انقلابي"
لكن الناشط السياسي الليبي، عبد القادر القنين رأى من جانبه أن "النايض ليس من حقه التنظير عن الديمقراطية وهو من أيد خروج دبابات "حفتر" إلى الشوارع للانقلاب على الشرعية وأيده في تدمير مدينة بنغازي، فكيف يريد الدخول في انتخابات ديمقراطية".
وتابع: "النايض مرشح انقلابي مثل حفتر فضلوا لغة الرصاص والقتل كبديل عن الحل السلمي أو صندوق الانتخابات، وعليه أولا الاعتذار للشعب الليبي عن تأييده للانقلاب العسكري بقيادة حفتر قبل أن يتحدث عن انتخابات ومشاركته فيها".