تحدثت صحيفة
إسرائيلية عن الهدف الأهم الذي تسعي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى تحقيقه عبر التوصل لاتفاق تهدئة مع حركة "
حماس" في قطاع
غزة.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير لها أعده كل من ينيف كوفوفيتش وجاكي خوري، أن الجهاز الأمني الإسرائيلي "أوصى بتقديم تسهيلات لقطاع غزة في إطار اتفاق مع حركة حماس قبل التقدم في مسألة الجنود الإسرائيليين المحتجزين لديها في غزة".
وزعمت أن موقف الجهاز الأمني، سابق الذكر، "مخالف لموقف جهات كبيرة في المستوى السياسي الإسرائيلي"، الذي يري ضرورة ربط قضية الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية بأي اتفاق مع "حماس" في قطاع غزة.
كما لفتت شخصيات كبيرة في جيش الاحتلال إلى إمكانية "الخروج في هذه المرحلة بمشاريع إنسانية في القطاع، سيكون بإمكانها منع مواجهة عسكرية محتملة، على الأقل حتى استكمال العائق تحت الأرضي الذي يجري تشييده على الحدود مع القطاع، ويحتاج حتى نهاية السنة القادمة".
وللتأكيد على حاجة "إسرائيل" لتهدئة جبهة غزة، قالت مصادر كبيرة في جهاز الأمن الإسرائيلي: "على إسرائيل فعل كل ما في استطاعتها، كي لا تكون هي الجهة التي تؤدي إلى انهيار هذا الاتفاق".
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن المستوى الأمني الإسرائيلي "متخوف من كارثة إنسانية في القطاع تؤدي على الأقل لمواجهة عسكرية"، حيث يدخل الحصار الإسرائيلي للقطاع عامه الثالث عشر.
وبحسب أقوال أجهزة الأمن، "يمكن التفريق بين مشاريع بنى تحتية أساسية تستهدف منع انهيار القطاع في المدى القصير، وبين مشاريع لتحسين مستوى الحياة في غزة"، موضحة أنه يمكن "ربط استمرار اتفاق التهدئة بإعادة الجنود الإسرائيليين من غزة".
ونوهت الصحيفة بأن "حماس لم ترد بصورة رسمية على الخطة (وثيقة التهدئة المقترحة من قبل الأمم المتحدة ومصر والعديد من الوسطاء)، وما زالت هناك مخاوف من انهيارها".
وبحسب "مصدر في المستوى السياسي لحماس"، أوضح للصحيفة العبرية أن هناك "ثلاثة سيناريوهات محتملة؛ تهدئة كمرحلة أولية، وبعد ذلك ستحاول الأطراف الدفع بصفقة تبادل للأسرى".
وفي المرحلة الأخيرة، "سيتم التوصل لتسهيلات كبيرة في الحصار تؤدي إلى تهدئة على المدى البعيد دون مصالحة فلسطينية داخلية ومواجهة مباشرة مع إسرائيل؛ وخطة أيضا للتهدئة على المدى البعيد تتضمن مصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، وإعادة الحكومة الفلسطينية إلى غزة وتبادل الأسرى ورفع الحصار"، وفق ما أوردته الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنه في حال "تعهدت حماس بالتهدئة أمام مصر، فهي ستفي بوعدها على الأقل في الفترة الزمنية المرغوبة لإسرائيل".
واستنادا لأقوال "شخصيات أمنية إسرائيلية كبيرة"، من المتوقع أن يتم الانتهاء من بناء الجدار، الذي "من شأنه منع اختراق أنفاق هجومية من القطاع نحو إسرائيل، نهاية السنة القادمة"، مؤكدة أن "الأنفاق هي التهديد الأهم بالنسبة لإسرائيل في حالة حدوث مواجهة قادمة".
كما أكد مصدر كبير في جهاز الأمن الإسرائيلي أنه "حتى نهاية 2019، فان الجيش الإسرائيلي يعطي أفضلية لإقامة الجدار على أي شيء آخر"، موضحا أن "استكمال الجدار سيشكل التغيير الاستراتيجي الأكثر أهمية في مواجهة جبهة قطاع غزة".