هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت الأنباء المتطابقة حول هروب النقيب محمود الورفلي المعروف بـ"ضابط الإعدامات" بقوات اللواء الليبي خليفة حفتر، ردود فعل وتساؤلات عن كيفية هروبه ومصيره خاصة بعد صدور مذكرة اعتقال جديدة من قبل محكمة الجنايات الدولية.
وأكدت عدة مصادر إعلامية محلية أن "الورفلي غادر مكان احتجازه في مدينة المرج (شرق ليبيا) ليصل إلى مدينة بنغازي وسط حراسة مشددة، وأن الإفراج جاء بعد تدخل قيادات في الكتيبة "210" والكتيبة "156" للإفراج عنه، بضمان عدم قيامه بأي أنشطة أو تحركات"، وفق المصادر.
"هروب وليس إفراجا"
من جهته، كشف مصدر من الشرق الليبي، طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الموقف، لـ"عربي21"، أن "الورفلي هرب ولم يتم الإفراج عنه، وأن عملية الهروب تمت خلال السماح للورفلي بزيارة زوجته ومولوده الجديد المتواجدين في مزرعة، فرافقه حراس السجن إلى هناك، وعند وصولهم كان "رفقاء" الورفلي في الانتظار، وتم تهريبه بقوة السلاح بعد الاشتباك مع الحراس"، وفق روايته.
وأضاف المصدر أن "من شاهدوا الورفلي بعد وصوله إلى بنغازي لاحظوا أن حالته الصحية سيئة جدا وأنه يعاني من مرض جلدي"، دون مزيد من التفاصيل".
"الجنائية ترد"
وأكد المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية، عبدالله الفادي في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة أصدرت بالفعل أمرا ثانيا بالقبض على محمود الورفلي لمسؤوليته عن ارتكاب جريمة الحرب المتمثلة في القتل العمد في سياق النزاع المسلح في ليبيا".
اقرا أيضا : الجنائية الدولية تصدر مذكرة اعتقال ثانية لقيادي بقوات حفتر
وذكرت المحكمة على موقعها الرسمي أن الدعوى المقامة على "الورفلي" أمام المحكمة مقبولة نظراً إلى عدم اتخاذ إجراءات للتحقيق معه داخل ليبيا، وأن الأمر الثاني للقبض جاء استكمالاً لأمر القبض الأول الذي صدر في 15 آب/أغسطس 2017.
والسؤال: ما مصير ضابط الإعدامات بعد عملية هروبه؟ وهل ستكتفي المحكمة بمذكرة اعتقال وفقط؟
"دلالات الهروب"
من جانبه؛ قال الناشط الحقوقي الليبي، أحمد التواتي إنه "حتى الآن لا توجد معلومات موثوقة حول هروبه أو الإفراج عنه، لكن في كل الأحوال هو مطلوب دوليا ومكوثه خارج السجن لن يعفيه من الملاحقة وإن كانت دلالات خروجه أو تهريبه الآن كبيرة وقد تشكل خطورة حتى على حياته".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "أما قبيلته فلن توفر له أي حماية، ستحميه القوات التي كانت تحت إمرته، لكن لن يكون محميا من الملاحقة الدولية ولنا سابق تجارب على مطلوبين تم القبض عليهم من الداخل الليبي رغم كل الحماية الداخلية التي كانوا يحظون بها"، وفق رأيه.
"القبيلة ستحميه"
لكن الطبيب العسكري الليبي، محمد الطويل أكد أن "خروج الورفلي جاء بعد ضمانات بعدم قيامه بأي تصفيات أخرى، وأن قبيلته ستحميه من تسليمه إلى المحكمة الدولية، وكذلك مؤيدوه الذين خرجوا في مظاهرات من قبل وهددوا حتى "حفتر" نفسه لو حدث مكروه للورفلي".
وتابع في حديثه لـ"عربي21": والسؤال المهم الآن: ما هي الآلية التي سيتم بها تسليم "الورفلي" للمحكمة الدولية في ظل هذا التكاتف القبلي والأمني لحمايته وفي ظل هشاشة الدولة والحكم القبلي في الشرق الليبي وعدم وجود أي سيطرة لحكومة الوفاق على المشهد هناك؟"، حسب تعبيره.
إحراج "حفتر"
المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار أشار إلى أنه "من الصعب التكهن بدلالات خروج الورفلي أو تهريبه، وأنا أرجح تهريبه، وبناء على هذه الفرضية، فإن "حفتر" لا يملك السيطرة على المشهد العسكري، وأن التهريب لربما تم بناء على وصول معلومات لأتباع "الورفلي" بقرب تسليمه للمحكمة الدولية".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21"، أن "تسليم الورفلي للمحكمة سيحرج حفتر ويفقده الكثير من الثقة لدى المتورطين معه، وبخصوص الورفلي فهو لا يملك حاضنة اجتماعية لكن ستحميه القوات الخاصة الموالية له، وقرار المحكمة هو محاولة لإحراج "حفتر" دوليا"، كما قال.