سياسة عربية

الهدوء على جبهة غزة قيد الاختبار.. وليبرمان يهدد

حالة هدوء حذر بين الطرفين- جيتي
حالة هدوء حذر بين الطرفين- جيتي
مع توتر الأوضاع بين قطاع غزة المحاصر والاحتلال الإسرائيلي، تبقى حالة الهدوء الحذر على طول الخط الفاصل مع قطاع غزة قيد الاختبار خلال الساعات القادمة.

وتسود حالة غضب شديد داخل الحكومة الإسرائيلية؛ بسبب الطائرات الورقية الحارقة التي يطلقها متظاهرون فلسطينيون من غزة على الأراضي المحتلة، وعكس ذلك الغضب قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بخصم أموال التعويضات من أموال السلطة الفلسطينية؛ بسبب الأضرار التي سببتها تلك الطائرات الورقية.

وهدد وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بأن "إسرائيل سوف تتصدى للطائرات الورقية الحارقة، ولن تبقي حسابات مفتوحة".

وزعم ليبرمان في مستهل جلسة لحزب "إسرائيل بيتنا"، أن غزة أرسلت 600 طائرة ورقية، نجح الجيش الإسرائيلي في اعتراض 400 منها عن طريق استخدام وسائل تكنولوجية، موضحا أن الطائرات المتبقية (200) أحرقت 9000 دونم من المحاصيل والغابات"، وفق ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.

وقال ليبرمان: "يجب أن يكون واضحا بأننا غير مستعدين لقبول روتين إرسال الطائرات الورقية ولا أعمال الشغب على السياج الحدودي، وليس المحاولات لاجتيازه والتسبب بأضرار في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل".

وأضاف: "لذلك، سوف نتصرف وفقا للمصالح الإسرائيلية في التوقيت المناسب، على أي حال"، متابعا: "أنا لا أحرص على إبقاء حسابات مفتوحة، ونحن سنغلق جميع حساباتنا مع حماس والجهاد الإسلامي"، وفق قوله.

موقع "المصدر" الإسرائيلي أكد أن الطائرات الورقية تتسبب "بأضرار هائلة" في المستوطنات المجاورة لغزة، لافتا إلى أنه "رغم أن القبة الحديدية تنجح في التعرض بنجاح لمعظم القذائف والصواريخ التي تطلق من غزة، لكن المناطق المجاورة لغزة ما زالت غير قادرة على مواجهة الطائرات الورقية الحارقة التي تصل إليها يوميا من غزة وتؤدي إلى حرائق في مناطق واسعة".

وفي الوقت الذي أصدر نتنياهو قراره بشأن الأضرار الناجمة عن تلك الطائرات، وصلت أمس إلى إسرائيل طائرة ورقية حارقة أخرى، كانت تحمل عبوة ناسفة خفية، وقد نجح الجيش الإسرائيلي في مواجهتها"، وفق "المصدر" الذي أشار إلى أن "الجهود أمس استمرت طوال اليوم لإطفاء الحرائق التي سببتها الطائرات الورقية الحارقة".

ونبه الموقع إلى أنه رغم أن هذه الطائرات "بدائية وقديمة، لكنها ما زالت قادرة على إحداث أضرار كبيرة"، لافتا إلى أن الأجهزة الإسرائيلية المختلفة تستعد ليوم "النكسة" الذي يصادف اليوم الثلاثاء، وأيضت تستعد ليوم القدس الذي يصادف يوم الجمعة القادمة، وهي الجمعة الأخيرة في شهر رمضان.

كما نوه الخبير العسكري الإسرائيلي لدي صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، بأن حماس يمكنها جني فائدة من المظاهرات وإطلاق الطائرات الورقية الحارقة، معتبرا أن "خليطا من الوسائل (إطلاق النار والقذائف والمظاهرات والطائرات الورقية) هدف لدفع إسرائيل للتنازل".

في حين رأى أن "الخطر الكامن في استمرار إطلاق النار هو أنه آجلا أم عاجلا سيكون هناك خسائر حقيقية في أحد الطرفين، وحينها فإن قدرة القيادات على السيطرة ستواجه تحديا كبيرا"، موضحا: "الطرفان يصممان هنا على رفع مبلغ الرهان، بعد أن تبين في الجولات السابقة أنهما يجدان صعوبة في قراءة الواحد لنوايا خصمه ،وأنه من السهل جدا الانزلاق لحرب جديدة".

الكاتب الإسرائيلي لدى صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تل ليف رام، ذكر أن "استئناف نار الصواريخ، وإرهاب الطائرات الورقية، والذي اعتبر في البداية كتهديد غير ذي بال، أصبح في بداية الصيف مصيبة، تسبب بأضرار شديدة في المزروعات والاقتصاد، وأغلق طرقا وأوقف القطار من عسقلان إلى نتيفوت".

وأضاف: "كلما مر الوقت احتدمت المشكلة، ورغم استخدام الحوامات، فلن يتوفر لهذه المشكلة حل"، معتبرا أن "ما حصل في الأيام الأخيرة في غلاف غزة (اشتعال الحرائق)، بقدر كبير لا يقل أهمية عن الصواريخ".

كما اعتبر الكاتب أن يوم الثلاثاء، الذي يصادف ذكرى النكسة، "سيكون موضع اختبار مرة أخرى في المواجهة المتوقعة على الجدار"، متسائلا: "هل ردا على القتلى سيتم مرة أخرى إطلاق الصواريخ؟".

وأضاف: "إلى أن تختار إسرائيل السياسة، نوصي على الأقل بتخفيض مستوى التهديدات والشرح لسكان الجنوب الأمور كما هي؛ بمعنى، ماذا تريد إسرائيل، وماذا تعتزم بالمبادرة إليه لاحقا، وليس كيف تشعر حماس وبأي قدر هي مردوعه".
التعليقات (0)