هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع استمرار حملة مقاطعة منتجات ثلاث شركات، دشن نشطاء مغاربة حملة جديدة لمقاطعة مهرجان "موازين" الموسيقي في نسخته 17 والتي ستنطلق ابتداء من يوم 22 إلى 30 حزيران/ يونيو المقبل، بالرباط، وطالبوا خلالها الفنانين المدعوين بعدم المشاركة في المهرجان.
وكانت عدد من صفحات التواصل الاجتماعي قد دعت قبل شهر إلى مقاطعة ثلاث شركات وصفتها بالمحتكرة والمتسببة في رفع الأسعار، ويتعلق الأمر بكل من شركة سونطرال دانون (الحليب ومشتقاته)، وأفريقيا للغاز (المحروقات)، وأولماس سيدي علي (شركة مياه معدنية)، لتنضاف إليها حملة مقاطعة الأسماك وصولا إلى مقاطعة مهرجان "موازين".
رسائل إلى المشاركين
"خليه يغني بوحدو" (دعه يغني لوحده) شعار دشنه النشطاء المغاربة للدعوة إلى مقاطعة المهرجان الغنائي الأضخم في المغرب والعالم، حيث وجه المنادون للحملة عدة رسائل باللغتين العربية والإنجليزية استهدفت الفنانين المشاركين في مهرجان موازين الغنائي في نسخته 17 من خلال وضع تعاليق في حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل.
وتقول الرسالة: "إلى الفنانين المدعوين لمهرجان موازين. السلام عليكم. يؤسفني إخباركم أن الشعب المغربي سيقاطع مهرجان موازين والذي وعدكم بأداء أجر عشرات ملايين السنتيمات مقابل حضوركم، وذلك لكوننا نعيش مقاطعة شعبية بسبب الفقر والغلاء وتلك أموال الفقراء والمساكين".
وأضافت الرسالة: "ولدينا الثقة الكاملة أنكم ستدعموننا، ولن تقبلوا دعوتهم. إنه لا يشرفكم أكل أموال الفقراء والمساكين".
وسجل النداء "وبالطبع مرحبا بكم مستقبلا إذا تحسنت الأوضاع الاقتصادية. كما نخبركم أنه لن تقبلوا الغناء أمام الكراسي الفارغة لما فيه من إساءة لكم، وعليه لا داعي لقدومكم للمغرب والمشاركة في إطار مهرجان موازين2018".
وفي نداء آخر، أوضح النشطاء سبب المقاطعة قائلين: "نحن مقاطعون للمهرجان لأسباب اقتصادية. نحتاج تلك الأموال التي ستأخذها في سهرتك تلك لإعالة الكثير من الأسر المعوزة التي لا تلتفت إليهم الدولة.. نتمنى أن تلغي حضورك تضامنا معنا".
وانضم المستشار البرلماني عن العدالة والتنمية (يقود الحكومة)، علي العسري، إلى مقاطعة المهرجان، حيث قال في تدوينة له على حسابه بـ"فيسبوك"، إنه "من السمو والعز لحملة المقاطعة المباركة أن تشمل مقاطعة ذل موازين، بكل مظاهر فساده الأخلاقي وتبذيره المالي وإفساده العظيم من 22 يونيو إلى 30 منه، مقاطعة المنصات والتي نقلته من قنوات. أنتم هم مغرب الثقافات الحقيقي يا شعب مغربي عظيم…. #مقاطع".
كما دعا نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تدوينات وأشرطة مرئية، سكان مدينتي الرباط وسلا اللتين تحتضنان فعاليات المهرجان، إلى عدم مشاهدة المهرجان وترك المنصات فارغة لإنجاح المقاطعة.
فنانون يقاطعون
وانخرط فنانون مغاربة في حملة المقاطعة، حيث أشادت الفنانة المغربية الشهيرة، لطيفة رأفت، بالحملة، وقالت في تعليق لها في حسابها على "فيسبوك" ردا على نداء المقاطعة: "ردي واضح، لا يمكن أن أكون متضامنة مع الشعب وأشارك. أكيد لا ولا ثم لا حتى تسوى الأوضاع في بلادنا. وأموال موازين هناك مجالات كثيرة يمكن أن تنفق فيها".
فيما اعتذرت الفنانة المغربية المقيمة بمصر، سميرة سعيد، عن المشاركة في المهرجان في نسخته الجديدة، حيث ذكرت مصادر مقربة من الفنانة، بحسب مجلة "سيدتي"، أن إدارة “موازين”، استعاضت عنها بمروان خوري، بعدما كان حفلها مبرمجا يوم 23 حزيران/ يونيو المقبل على منصة النهضة.
وقالت الفنانة في حوار سابق بخصوص عدم مشاركتها بالمهرجان، إنه بالرغم من تقديرها للمهرجان إلا أنها مستاءة من إدارة المهرجان وأن مسألة غيابها عن برمجته تعود لأسباب مادية فقط لا غير.
رد الجمعية المنظمة
قالت جمعية مغرب الثقافات المنظمة لمهرجان موازين إن هذا الأخير "مهرجان للشعب".
ونشر الحساب الرسمي للمهرجان على "فيسبوك" الذي يتابعه أزيد من 400 ألف معجب، صورة مرفقة بتدوينة جاء فيها: "مهرجان موازين هو مهرجان للشعب، بحيث يمكن للجميع حضور السهرات والحفلات الفنية وتعتبر هذه من السمات والقيم التي تطبع المهرجان بحيث إن الدخول المجاني يغطي 90 في المئة من العروض السنوية".
وقلّل مصدر من داخل الجمعية المنظمة لموازين من تأثير حملة المقاطعة، وقال في تصريح لـ"عربي21"، إنه "منذ انطلاق الربيع العربي ونحن نسمع عن نداءات لمقاطعة مهرجان موازين، إلا أنها كانت تفشل في كل مرة، والدليل على ذلك حضور عشرات الآلاف من الزوار في كل نسخة".
وتعليقا على تدوينة الجمعية، قال النشطاء: "المسألة ليست مسألة مجانية الحضور بل هي كل الأموال التي تصرف على مهرجان من أموال الشعب يمكن أن تصرف لتنمية المناطق الفقيرة".
ويثير مهرجان موازين في كل سنة جدلا بالمغرب، كان أشدها تلك النسخة التي ظهرت فيه المغنية الأمريكية جينفر لوبيز على القناة الثانية وهي تؤدي بعض الحركات الراقصة وبلباس فاضح استهجنها المغاربة قائلين إنها لا تليق ببلد إسلامي، بالإضافة إلى الأجور “الخيالية” التي تعلن بعض التقارير الإعلامية أن المغنيين يتقاضونها من أجل إحياء حفلات لمدة لا تزيد عن ساعتين.
يشار إلى أن مهرجان (موازين .. إيقاعات العالم)، الذي انطلق سنة 2001، يعد موعدا لعشاق ومحبي الموسيقى في المغرب، إذ استقطب أكثر من مليوني زائر خلال كل دورة من دوراته الأخيرة، ويعتبر ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم. ويتم تنظيم مهرجان موازين كل سنة على مدى تسعة أيام، ويقدم برنامجا غنيا ومتنوعا يجمع بين أكبر النجوم العالميين ومن العالم العربي، مما يجعل مدينتي الرباط وسلا مسرحا للقاءات استثنائية بين الجمهور وفنانين مرموقين.
ويخصص هذا المهرجان، الذي يساهم في الترويج للموسيقى المغربية، أكثر من نصف برمجته للمواهب الوطنية. ويمكن المهرجان، الذي يحمل قيم السلام والانفتاح والتسامح والاحترام، من الولوج المجاني بنسبة 90 في المائة من حفلاته الموسيقية، مما يجعل الوصول إلى الجمهور مهمة أساسية. كما يعد داعما أساسيا للاقتصاد السياحي الإقليمي وفاعلا في خلق صناعة الفرجة بالمغرب.