سياسة دولية

القضاء يمنع بث برنامج كاميرا خفية بتونس.. والتهمة "التطبيع "

بررت الدعوة بأن البرنامج المذكور يهدف إلى التعامل الطبيعي مع العدو الصهيوني ويكرس وهم ما يسمى السلام
بررت الدعوة بأن البرنامج المذكور يهدف إلى التعامل الطبيعي مع العدو الصهيوني ويكرس وهم ما يسمى السلام

أصدر القضاء التونسي قرارا بمنع بث برنامج المقالب "شالوم"، الذي تبثه قناة "تونسنا" الخاصة، إثر موجة جدل حول مضمونه، واتهام الجهة المنتجة له بمحاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتهديد الأمن القومي للبلاد.


وتعتمد فكرة البرنامج على استدراج فنانين وسياسيين ورياضيين لإحدى الفيلات الفاخرة؛ بهدف إجراء حوار لقناة "سي أن أن" الأمريكية أو "بي بي سي" البريطانية، وأثناء ذلك يكتشف الضيف أنه في مقر السفارة الإسرائيلية غير المعلن في تونس؛ ليتم عرض صفقة عليه من قبل حاخام إسرائيلي وسفيرة إسرائيل بتونس بأن يكون أحد عملائهم في البلاد، مقابل دعمه ماديا وسياسيا ولوجستيا، وتعرض عليه في الأثناء حقيبة من الأموال.

 

 


وكان حزب التيار الشعبي -يسار قومي معارض- قد تقدم في 25 أيار/ مايو 2018 بقضية استعجالية لدى رئيس المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة، مطالبا فيها بإيقاف بث برنامج "شالوم".

 

وبرر الحزب دعوته القضائية "بأن البرنامج المذكور يهدف إلى التعامل الطبيعي مع العدو الصهيوني، ويكرس وهم ما يسمى السلام"، وأشار إلى "أن ما صدر عن بعض الضيوف من شأنه أن يمثل انتهاكا للسيادة الوطنية، واختراقا خطيرا للأمن القومي لتونس، فضلا عن انتهاك أحكام الدستور ذات الصلة"، وذلك بحسب نص العريضة التي اطلعت "عربي21 "على نسخة منها.

 

وعبرت النائبة في البرلمان، مباركة عواينية البراهمي، عن حزب التيار الشعبي، في حديثها لـ"عربي21"، عن ارتياحها لقرار القضاء التونسي، الذي وصفته بـ"المنصف" بإيقاف بث برنامج الكاميرا الخفية، بعد شكوى تقدم بها الأمين العام للحزب، وأضافت: "قدرنا في الحزب أن هذا البرنامج الهزلي في ظاهره يخفي محاولات خطيرة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، من خلال تسريب أفكار مسمومة للعائلات التونسية، بدءا من عنوانه "شالوم"، وصولا للشخصيات الإسرائيلية الوهمية، ومحاولات تبييض العدو الإسرائيلي، وإظهاره كحمامة سلام".

 

البراهمي اعتبرت أن مستوى الحوارات التي تدور بين الضيوف من رجال السياسة والرياضة والفن الذين وقعوا في فخ الشخصيات الإسرائيلية الوهمية، ونجحوا في تجنيدهم، سواء بالمال أو بالوعود بالدعم اللوجستي والسياسي، فيه خطورة على الأمن القومي التونسي من خلال إظهار بعضهم بمظهر العملاء الذين يسهل تجنيدهم، فضلا عن الإساءة المتعمدة لشهداء فلسطين ولشهداء تونس".

 

وحول الحديث عن التضييق على حرية الفن والإبداع في تونس بعد قرار القضاء التونسي بإيقاف البرنامج الهزلي، اعتبرت البراهمي أن "قضية التطبيع ليست وجهة نظر أو يمكن أخذها بشكل هزلي، بل هي مسألة أمن قومي".


وكانت شخصيات سياسية قد تقدمت بقضايا ضد البرنامج، على غرار محامي عائلة الشهيد محمد الزواري، ورئيس حزب حركة "وفاء "عبد الرؤوف العيادي، الذي اتهم الفريق العامل فيه باحتجازه وتهديده بالسلاح؛ بهدف اقتلاع تصريحات تسيء لشخصه ولتاريخه النضالي، وتظهره بمظهر العميل والمطبع مع الكيان الصهيوني.

 

 


كما أثارت حلقة أحد أزلام المخلوع بن علي، ويدعى منذر قفراش، جدلا واسعا؛ إثر قبول الأخير بالتعامل مع الكيان الصهيوني خلال البرنامج، وإظهاره استعدادا واضحا للتخابر مع الجهات الإسرائيلية في تونس؛ بهدف "دمغجة" التونسيين، وجعلهم "يعشقون إسرائيل"، على حد وصفه.



وكانت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري –هيئة دستورية مستقلة تعنى بمراقبة مضمون المشهد السمعي والبصري في تونس- قد أصدرت سابقا قرارا بحذف علم الكيان الإسرائيلي الذي يظهر في شارة بداية برنامج "شالوم"، لكنها لم تمنع البث.


وحاولت "عربي21" التواصل مع معد ومقدم البرنامج، الإعلامي وليد الزريبي، لأخذ موقفه بعد قرار القضاء بمنع بث الكاميرا الخفية بشكل نهائي، لكن لم يتسن لنا ذلك، وصرح الزريبي في حديثه مساء الإثنين لراديو "موزاييك" بأن البرنامج أخذ منحى سياسيا، وتم تحميله ما لا يحمل، مؤكدا على أنهم سيقومون باستئناف الحكم القضائي الصادر ضد بث البرنامج، معتبرا مواقف بعض الأحزاب التونسية ذات التوجه القومي الرافضة لمنع عرض البرنامج تدخل ضمن خانة "الشعبوية والنضال الوهمي ضد التطبيع، على حد وصفه.



 

التعليقات (0)