هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اهتم محللون
إسرائيليون بقدرة الفلسطينيين على تسويق روايتهم الإعلامية لأحداث مسيرة العودة
على مستوى الرأي العام العالمي في الوقت الذي ظهر فيه ضعف الرواية الإسرائيلية
وعدم القدرة على ترويجها رغم امتلاكها قدرات وإمكانات دعائية كبيرة.
وذكر عاموس هارئيل
الخبير العسكري الاسرائيلي في صحيفة "هآرتس" في مقال ترجمته
"عربي21" أن "حماس نجحت من خلال هذه المظاهرات في تحقيق إنجاز
جديد، بجانب وضع معاناة قطاع غزة على أجندة صانع القرار الدولي، وهو الإنجاز
الإعلامي والدعائي، ما سيشجع استمرار هذه التظاهرات في أيام الجمع القادمة، على
أن تصل ذروتها مجددا في الخامس من حزيران لإحياء ذكرى النكسة التي وقعت عام
1967".
من جانبها نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الجنرال رونين مانليس الناطق
باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام الأجنبي توجيهه "اتهامات قاسية لوسائل الإعلام
العالمية لأنها خضعت لرواية حماس في المظاهرات الأخيرة على حدود قطاع غزة، رغم أن
حماس لم تقدم رواية صادقة، ومع ذلك نجحت في تسويقها، في حين أن إسرائيل قدمت رواية
دقيقة عما حدث، لكنها خسرت" وفق زعمه.
وأضاف مانليس في مقال
نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، وترجمته "عربي21" أن "وسائل الإعلام
العالمية لم تكلف نفسها عناء التدقيق في ما تبثه حماس من روايات حول مسيرات العودة
التي شهدت سقوط أكثر من 60 قتيلا فلسطينيا الأسبوع الماضي، وفي ظل أن حماس استطاعت
أن تكذب أمام العالم والفلسطينيين، لكني فخور بأن الجيش الإسرائيلي لم يكذب، ولم
يستخدم المواطنين الإسرائيليين كدروع بشرية، رغم أن الجنود الإسرائيليين لم ينجحوا
بأخذ صور جيدة كما فعل الفلسطينيون، لكننا ملتزمون بما نعلنه ونقوله".
وأوضح مانليس أن
"بعض وسائل الإعلام الغربية ساعدت حماس في ترويج أقوالها ومزاعمها، ولم تقم
بالتأكد مما تنقله عن الحركة، وقد ثبت لدي أنني إن أردت الانتصار في معركة كسب
الرأي العام العالمي فإنني مضطر لأن أكذب، لكني أفضل قول الحقيقة، ولو بثمن
الخسارة".
وختم بالقول إن
"حماس اجتهدت في توفير الإمكانيات التقنية أمام الصحفيين العالميين الذين
وصلوا إلى حدود غزة لتغطية المسيرات، فقد زودتهم بكاميرات للتصوير، وخط إنترنت،
ومنحتهم أمكنة متقدمة للتصوير بصورة مريحة، وكان غرض حماس أن ترافق هذه المسيرات
تغطية إعلامية تصل كل العالم".
صحيفة إسرائيل اليوم
نقلت عن السفير الأمريكي في تل أبيب ديفيد فريدمان قوله إن "الصحافة العالمية
منحت حماس غطاء واضحا خلال تغطيتها للمسيرات الأخيرة، لأنها حولت الحركة إلى ضحية،
فيما نجحت حماس في تقسيم شاشات التلفزة العالمية للمقارنة بين أحداث نقل السفارة
الأمريكية إلى القدس، والمظاهرات على حدود غزة".
وقال فريدمان في مقال على شبكة فوكس نيوز، ترجمته "عربي21" إن "وسائل الاعلام العالمية
تعمدت في تغطيتها لأحداث الاثنين الماضي أن تثير زوبعة حول نقل السفارة الأمريكية،
من خلال تغطيتها المكثفة لهجمة حماس الإعلامية الواضحة ضد إسرائيل عبر المسيرات
خلال الأسابيع الماضية".
وأوضح أن "وسائل
الإعلام الليبرالية حول العالم أرادت فعلا إعلان فشل الرئيس ترامب في خطوة نقل
السفارة، ولذلك عمدت إلى تقسيم شاشات التلفزة إلى قسمين، واحد يبث نقل السفارة،
وآخر يغطي مظاهرات غزة، بحيث يظهر رابط بين الحدثين أمام الرأي العام العالمي، رغم
أن هناك مائة كيلومتر تفصل بين المكانين".
وختم بالقول إن
"الصحافة العالمية حولت عناصر حماس إلى مجموعة من المساكين والضحايا، وحين
وجدت الحركة فرصتها بأن تتصدر عناوين الصحف العالمية لم تتردد في ذلك من خلال
إشعال تلك المسيرات".