هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا جنرال إسرائيلي الشعب الإيراني إلى تغيير دولتهم من الداخل بمساعدة دول خارجية، مؤكدا أن إيران تشكل تهديدا استراتيجيا لإسرائيل، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن طهران تخشى من استخدام تل أبيب القوة ضدها.
وأضاف الجنرال ميخال سيغال، الرئيس السابق لملف إيران في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" إن "ايران تخشى فعليا من استخدام القوة الإسرائيلية ضدها، وأن أحاديث بنيامين نتنياهو المتكررة حول أنها تهديد وجودي على إسرائيل كلام دقيق، وفي محله، لأن هذا التهديد حقيقي، ومن يحاول التخفيف من ذلك فإنه كمن ضحك علينا حين حذرنا بعد الانسحاب من غزة أنهم سيطلقون الصواريخ باتجاه إسرائيل، لم يصدق أحد hحينها".
اقرأ أيضا: الغارديان: هل بدأت المواجهة بين إيران وإسرائيل؟
وأضاف سيغال في حوار مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، وترجمته "عربي21" ، أن "مخاطر إيران تكمن في أنها أوجدت أمام إسرائيل تهديدات استراتيجية، من خلال تزويدها لحلفائها في المنطقة: حزب الله، سوريا، حماس، الجهاد الإسلامي، بأسلحة بعيدة المدى، قذائف صاروخية، قذائف هاون، بنادق قناصة، عبوات ناسفة، حتى أن القوة البحرية الخاصة بحماس تدربت بدعم إيراني. والحرس الثوري لديه وحدات خاصة بحفر الأنفاق، ومعلوماتها هذه يرسلها لجميع أولئك الحلفاء".
إيران تخشى القوة الصارمة
وأضاف أن "هناك بعض المنظمات المسلحة في المنطقة توصف بأنها إيرانية بحتة. فحزب الله يعتبر ممثل المرشد في لبنان، لأن خامنئي له ممثل في كل دولة، وحسن نصر الله يتلقى منه التعليمات، ولديها صاروخ مكتوب عليه "تدمير إسرائيل"، مما يعني أننا في الطريق لمواجهة مع إيران".
وأكد سيغال، الخبير الإسرائيلي الأكثر دراية بإيران، أن "إيران قد تنسحب من مواثيق تخصيب اليورانيوم عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، لكنها تخشى من استخدام القوة ضدها، ولذلك يجب أن تكون القوة ذات مصداقية موثوق بها. المهم أن نوجه ضربات وقتما لزمت الحاجة، دون خشية من رد فعل إيران، لأن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وإعادة فرض العقوبات عليها، سيغير قواعد اللعبة من جديد في كل أنحاء الشرق الأوسط".
وأشار سيغال، الذي يكتب اليوم مقالات عديدة في الملف الإيراني بصورة مركزة، أنه "من الواضح أن واشنطن لن تتساهل مع طهران. نحن أمام عملية دراماتيكية، وربما وصل المجتمع الدولي لفرضية مفادها تغيير النظام في إيران، في ظل تزايد الدعوات الموجهة للشعب الإيراني، بالتزامن مع ما تعانيه إيران من مشاكل داخلية كثيرة، وتلقيها في الآونة الأخيرة ضربات مؤلمة".
وأضاف: "إيران تجد نفسها في ضائقة جدية، حتى أن ردودها على مهاجمة قواعدها محدودة جدا. وربما تعلم أن أي رد منها قد يلعب لصالح ترامب".
اقرأ أيضا: إسرائيل: هذا هو الدرس الذي تعلمته إيران بعد الهجمات الأخيرة
وتابع: "الإيرانيون يدركون جيدا أنهم أمام عهد جديد يختلف عن أوباما. الأمريكيون اليوم يفعلون ولا يتكلمون فقط. هذه إدارة تعيد الردع الأمريكي إلى الشرق الأوسط".
وحول مفاصل القوة في الدولة الإيرانية، يقول سيغال إن "الحرس الثوري هم القوة المسيطرة على مقدرات البلاد. نتحدث عن مئات الآلاف مع عائلاتهم، يأخذون على عاتقهم السلاح الاستراتيجي والمشاريع النووية، يسيطرون على الاقتصاد، تصدير النفط، الشركات الكبرى، وبدأوا باختراق الوزارات الحكومية، ومناصب رفيعة في الجمهورية، ولا يبدو أن هذه القوة في طريقها للتراجع إلى الخلف".
الحرس الثوري
واستدرك قائلا إن "الجهة الوحيدة التي كانت في طريقها لاستيعاب هذا النفوذ المتزايد للحرس الثوري كان الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني، ولذلك يمكن الحديث عن ثورة داخل ثورة بسبب التأثير المتنامي للحرس في الدولة الإيرانية، ويمكن الحديث عن الاسم المركزي في هذه القوة وهو قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي يمسك بيديه مفاتيح معظم عمليات الحرس".
وأشار أنه بعد أن "تحدث الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش في 2002 عن محور الشر الذي تكون آنذاك من العراق وإيران وكوريا الشمالية، فقد ذهب العراق بعد صدام حسين. وكوريا تبدي مؤشرات تصالحية، مما يجعل إيران وحيدة معزولة، عدوة للعالم الغربي، مما يدخلها بحالة من الضغط لأنها تشعر أن الولايات المتحدة موجودة بصورة دائمة في حديقتها الخلفية، وهي محقة بذلك. فأذربيجان تضم قوات أمريكية، والأسطول الخامس موجود في قطر، وبالتالي فهم يشعرون أن أمريكا تحيط بهم من كل الاتجاهات".
وأكد سيغال أن "تقييم إسرائيل لوضعية إيران تنبع من قراءة شاملة للشرق الأوسط، كونها المنطقة الأقل استقرارا، وقابلة لحدوث تطورات غير متوقعة، ولا أحد يعلم ما الذي ستشهده بعد قليل. فالثورات العربية جعلت من حدود سايكس بيكو أمرا من الماضي، ولذلك تجد إسرائيل نفسها في عين العاصفة، ولا أحد يعلم من هي القوة التي ستصبح العظمى في الشرق الأوسط".
وختم سيغال في نهاية حواره المطول بالقول إنه "لابد من إجراء تغيير داخلي من الشعب الإيراني ذاته، مع دعم غير كبير يأتي من الخارج، لأن هذا الشعب لديه القوة الكافية للتحرك من تلقاء نفسه. هو مثقف ومبدع. ويحظى الإيرانيون بغير قليل من الجوائز العالمية في شتى التخصصات والمجالات، بدءا من صناعة الروبوتات وحتى تخصص الرياضيات، والأبحاث الأكاديمية. هذه بلد غنية بالتاريخ والاقتصاد، وفي حال توفر دعم خارجي مع ضغط داخلي، فإن هناك أملا بأن تبدأ ساعة التغيير تتحرك، أسرع مما كنا نتصور"، على حد زعمه.
اقرأ أيضا: "نجاد" يحمل "خامنئي" مسؤولية فشل الاتفاق النووي الإيراني