هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عبّر القيادي في نداء تونس، وسام السعيدي، عن تمسّك حركته بتولّي رئيس قائمة النداء بتونس منصب "شيخ بلدية العاصمة"، مؤكّدا أنّ حزبه لا ينوي التحالف في المطلق مع النهضة في مختلف المجالس البلدية، بل ستكون التحالفات فيها حالة بحالة.
وتابع السعيدي في
تصريح لإذاعة "شمس آف آم"، الثلاثاء، بأنّ النداء لا يحتاج إلى النهضة،
مشيرا إلى أنّه "لا نية لحزبه للذهاب في تحالف وطني مع حركة النهضة، بل ستتمّ
التحالفات عموما على قاعدة الأشخاص الذين يشبهوننا"، وفق تعبيره.
ولفت السعيدي إلى أنّ
النداء سيذهب نحو تشكيل أغلبية ليحظى رئيس قائمة النداء كمال إيدير برئاسة بلدية
تونس عبر تحالفات أخرى، على غرار الائتلاف المدني، والمستقلين، والجبهة الشعبية.
اقرأ أيضا: لماذا شنت نخب نسوية هجوما على مرشحة النهضة لبلدية تونس؟
أولوية كبيرة
وفي سياق متصل، رشّحت حركة النهضة التي فازت بـ21 مقعدا في بلدية تونس متفوقة بذلك على "النداء" الذي تحصّل على 17 مقعدا، السيّدة سعاد عبد الرحيم، لتتولّى منصب "شيخ المدينة"، الذي يحظى برتبة وزير، في سابقة لم تشهد مثلها تونس من قبل.
وقال القيادي
بحركة النهضة، عبد اللطيف المكّي، إنّ سعاد عبد الرحيم استطاعت وقائمتها الفوز
بالمرتبة الأولى، وهو ما يعطيها أولوية كبيرة لترؤس بلدية تونس.
وتابع، في تصريح خاص لـ"عربي21"، بأنّ البرلمان كان سيضمّنُ قانون الجماعات المحلية فصلا يقضي بتولّي رئيس القائمة الفائزة بالمرتبة الأولى في الانتخابات رئاسة البلدية، لكن ذلك لم يتمّ.
وقال: "هي فكرة منطقية، وحتى لو يتمّ التنصيص عليها في القانون، فالسيدة
عبد الرحيم فازت بفارق محترم أمام حزب النداء، إضافة إلى الأبعاد التي تحملها
الأخيرة، باعتبارها امرأة، وهذه فرصة للجميع ليثبتوا إيمانهم بالحداثة، ويفسحون لها
المجال".
وأضاف أنّ تولّي سعاد عبد الرحيم منصب رئيس بلدية العاصمة "سيجعل اسم
تونس حاضرا في العالم طيلة خمس سنوات، باعتبار أنّها ستكون أوّل امرأة منتخبة على
رأس مدينة وعاصمة عن جدارة".
مزيد التأمل
وأكّد المكّي أنّ فسح المجال للسيّدة عبد الرحيم "تمرين حقيقي لمن
يؤمن بالحداثة، ولو على حساب مكاسب سياسية"، واصفا إيّاها بالمرأة المستقلة
وصاحبة التاريخ السياسي المشرّف.
وتابع المكّي تعليقا على
تصريح السعيدي بأنّ النداء لن يتحالف مع النهضة على المستوى الوطني، وأنّه (النداء) لا
يحتاج إليها، وبأنّ هذه الفترة تعدّ فرصة للجميع لمزيد من التأمل، لافتا إلى أنّ المفاوضات ستتمّ بين الفائزين بمقاعد في المجلس البلدي وليس
بين الأحزاب".
وقال: "عموما، أعتقد أنّه ستكون هناك توجيهات عامة من القيادات المركزية
للأحزاب وقوائمها الفائزة في الجهات، حيث ستكون لكلّ بلدية خصوصيتها".
امرأة في الجامع
من جانبه، استهجن المكلف بالاتصال في حركة نداء تونس، فؤاد بوسلامة، تولّي امرأة منصب رئيس بلدية تونس، مضيفا في تصريح لبرنامج "الحدث" على قناة "آم تونيزيا"، مساء الثلاثاء، "شيخة مدينة تونس مرأة (...) تصوروا امرأة ليلة 27 من رمضان في الجامع؟".
وقال: "سنتمسك
بكمال إيدير (...) لا يعقل في تقاليدنا هناك ليلة 27 من رمضان والأعياد الدينية
وعندنا تقاليد في الجوامع للأسف (...) نحن بلد إسلامي، أنا أراها في مراكز أعلى من
شيخ المدينة".
لكنّ عضو جمعية
"النساء الديمقراطيات"، نبيلة حمزة، استنكرت عدم فسح المجال لامرأة مهما
كان انتماؤها الحزبي لتولّي منصب رئيس بلدية تونس، مؤكّدة في تصريح لبرنامج
"الحدث"، أنّها تساند من موقعها صعود النساء إلى مراكز القرار.
مفارقة
ديمقراطية
وقال المُنسّق العام لشبكة
"مراقبون"، رفيق الحلواني، إن بلدية تونس تعد الأكبر في الجمهورية، باعتبارها تضم 60 مقعدا، وتعدّ حوالي 600 مكتب اقتراع.
وأشار خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، إلى أنّ 6 قائمات حزبية ومستقلة ستكون ممثّلة
في مجلس بلدية تونس، لافتا إلى أن الأعضاء الـ60 سيختارون شيخ المدينة، بعد 13
حزيران/ يونيو القادم، من بين رؤساء القائمات وهم: سعاد عبد الرحيم وكمال إيدير أو
أحمد بوعزّي أو مهدي الرباعي أو محمد منير بن ميلاد أو لطفي بن عيسى.
وعلّق الإعلامي هادي يحمد في فيسبوك بأنّ "المفارقة الديمقراطية أن
حركة النهضة فازت في أكثر من ثلث البلديات التونسية، لكنها غير قادرة على إدارة
مجالس البلديات وحدها، ولا حتى الاستئثار برئاسة البلديات بحكم واقع التحالفات
المستقبلية.. بلدية العاصمة نموذجا".
اقرأ أيضا: "النهضة" تُقدم أول امرأة لرئاسة بلدية تونس العاصمة