هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها في واشنطن ريس بليكلي، يعلق فيه على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة، وفشله في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعقد صفقة جديدة مع إيران.
ويقول بليكلي إن ترامب بدد آمال حلفاء الولايات المتحدة بشأن معارضته للاتفاقية النووية الإيرانية، وأشار إلى أن الآراء التي تغيرت هي مواقف الرئيس الفرنسي، وقال يوم أمس عن ماكرون: "هو ينظر، كما أعتقد، إلى إيران بشكل مختلف كثيرا عما كان قبل أن يخطو خطواته للمكتب البيضاوي، ويعرف موقفي خاصة فيما يتعلق بإيران".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ماكرون قال قبل ذلك إنه يتوقع خروج الرئيس ترامب من الاتفاقية النووية، التي تم توقيعها عام 2015؛ للحد من برامج طهران النووية، مقابل رفع العقوبات، لافتا إلى أن تصريحات ماكرون جاءت في نهاية زيارة رسمية له، استمرت 3 أيام، وعبرت عن العلاقة القريبة بينه وبين ترامب.
وتستدرك الصحيفة بأن ماكرون لم يقدم أي تلميحات عن التوافق في المواقف بينه وبين ترامب في عدد من القضايا، مثل إيران، والتغير المناخي، والتجارة، ومستقبل سوريا، لافتة إلى أنه تكهن بأن ترامب سيتخلص من الاتفاقية النووية "لأسباب محلية"، وسيقوم "بفرض عقوبات شديدة" على إيران.
ويفيد الكاتب بأن الرئيس الفرنسي سافر إلى واشنطن في مهمة لتسويق فكرته بعقد اتفاق نووي جديد للرئيس ترامب، ويتم من خلاله الحفاظ على الاتفاق الحالي مع وضع عدد من القيود الجديدة، طويلة الأمد على الجمهورية الإسلامية، وتشمل البرنامج النووي وبرامج الصواريخ الباليستية وتأثيرها في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كان يحضر فيه ماكرون لمغادرة واشنطن، فإنه وبّخ ترامب على تغيير موقف الولايات المتحدة في قضايا مختلفة، منها اتفاقية باريس للمناخ، وقال إن مواقفه قد "تكون فعالة على المدى القصير، لكنها ستكون مجنونة على المدى البعيد".
ويلفت التقرير إلى أن إيران عبرت من جانبها عن قلة اهتمامها في التفاوض على اتفاقية جديدة، مشيرا إلى أن التوتر مع الغرب زاد يوم أمس، عندما دعا المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي الدول الإسلامية للوحدة ضد الولايات المتحدة، وقال: "لقد قاومت الأمة الإيرانية محاولات البلطجة الأمريكية والقوى المتغطرسة الأخرى، وستواصل المقاومة.. ويجب على الدول المسلمة كلها الوحدة ضد أمريكا والأعداء الآخرين".
وتذكر الصحيفة أن المرشد شجب تصريحات ترامب هذا الأسبوع، التي قال فيها إن "بعض الدول في الشرق الأوسط لن تبقى ولو أسبوعا دون الدعم الأمريكي"، واعتبر تصريحاته "مهينة للمسلمين".
ويورد بليكلي نقلا عن علي أكبر ولايتي، وهو أحد كبار مستشاري المرشد، قوله إن إيران لن تقبل بأي تعديلات على الاتفاقية النووية، منوها إلى أن ترامب أشار إلى أنه سيقوم بإعادة فرض العقوبات على إيران في بداية الشهر المقبل، ما سيؤدي إلى انهيار الاتفاقية.
وقال ولايتي إنه لو خرج ترامب من الاتفاقية، فإن إيران ستخرج منها بالتأكيد، و"لن تقبل أي صفقة لا تعود علينا بالنفع، والإبقاء على العقوبات تحت أي مسمى أو ذريعة ليس مقبولا"، ورفض تعديل الاتفاقية لإرضاء ترامب، أو تخفيف تأثيرها في المنطقة، حيث قال: "هذه منطقتنا، ونحن في منطقتنا، وهذا أمر مشروع"، بحسب الصحيفة.
وينوه التقرير إلى أن ترامب شجب إيران لدعمها رئيس النظام السوري بشار الأسد والمتمردين الحوثيين، وقال إن الموقف المتشدد آتى ثماره، وعندما كان باراك أوباما في السلطة فإن الإيرانيون كانوا يصرخون "الموت لأمريكا" وهم "لا يصرخون الآن، كانوا يصرخون معه، أما معي فلا".
وبحسب الصحيفة، فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ستصل أيضا إلى واشنطن اليوم، حيث من المتوقع أن تكرر دعوة ماكرون لأمريكا لاحترام التزامها بالاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن ترامب غمر ماكرون بالترحيب، وبمأدبة رسمية حافلة، بيد أن ميركل ستحظى بجلسة محادثات خاصة في البيت الأبيض لمدة عشرين دقيقة فقط، يعقبها غداء عمل.