هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تفاعلت وسائل الإعلام الإسرائيلية مع الهجوم الأمريكي البريطاني الفرنسي على سوريا فجر اليوم السبت، ومتابعة نتائجها المتوقعة على إسرائيل.
وذكر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت إيتمار
آيخنر، أن إسرائيل تم إبلاغها مسبقا بموعد الضربة، والجيش أعلن الاستنفار الكامل
في الجبهة الشمالية تحسبا لأي تطور ميداني يعقبها، رغم أن الحياة تجري في التجمعات
الاستيطانية الشمالية كالعادة.
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن هناك تقدير
موقف عسكري إسرائيلي يفيد بأن إيران قد ترد على الهجوم الإسرائيلي الأخير على إحدى
قواعدها العسكرية التيفور، بالتزامن مع
الهجوم على سوريا.
ونقل عن أوساط سياسية في تل أبيب قولها أن الأعمال
الدموية التي يرتكبها النظام السوري ضد مواطنيه تضع قيادته في موضع الخطر.
وزير الإسكان يوآف غالانت، وعضو المجلس الوزاري
المصغر للشئون الأمنية والسياسية قال، إن الضربة الأمريكية هي إنذار للمحور المكون
من إيران وسوريا وحزب الله، مفاده أن استخدام السلاح الكيماوي هو تجاوز لخط أحمر
لن تقبل به الإنسانية، ولن تتكيف معه.
اقرأ أيضا: ترحيب إسرائيلي.. ردود فعل دولية متباينة على الضربات بسوريا
وأشارت الصحيفة إلى أن الضربة الأمريكية لأهداف في
سوريا، تزامنت مع إعلان إسرائيل قبل ساعات، أن الطائرة الإيرانية التي اخترقت
أجواءها قبل شهرين حملت مواد متفجرة، لتفجيرها داخل إسرائيل.
وختمت بالقول: رغم الاستنفار الأمني العسكري في
إسرائيل، لكن التجمعات الاستيطانية في هضبة الجولان والجليل الأعلى تعيش أجواء
طبيعية، ولم تتلق بعد تعليمات جديدة من الجيش أو الجبهة الداخلية، رغم تعقب كل
جديد قد يحصل في سوريا.
صحيفة معاريف نقلت عن الجنرال عاموس غلعاد الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع قوله إن "الأسد شخصية خطيرة، والهجمة الغربية سوف تردعه، لكنه سيعود لسابق عهده، ورغم تجريده من معظم سلاحه الكيماوي الذي كان بحوزته، فقد احتفظ لنفسه بكميات تكفيه لاستكمال قتل بقية أبناء شعبه".
وأوضح في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "استخدام
الأسد للسلاح الكيماوي ضد مواطنيه، قد يشجعه غدا على استخدامه ضد فرنسا أو
إسرائيل، وقد قررت الولايات المتحدة أن أي استخدام لهذا السلاح لن يمر مرور
الكرام، ومعها قوات التحالف".
وأضاف: "ضربة هذا الفجر رسالة قوية، قد تدفع الأسد
للتوقف عن استخدام هذا السلاح من جديد، رغم أنه ما زال يسيطر على سوريا برعاية
روسيا وإيران، ويعتبر نفسه يقاوم تمردا في بلاده، وسجل انتصارات له في الآونة
الأخيرة، وهو مستعد لاستخدام كل وسيلة تمكنه من البقاء".
اقرأ أيضا: ضربات جوية أمريكية بمشاركة بريطانيا وفرنسا على سوريا (شاهد)
وأشار أن الأسد سبق له أن سمح لكوريا الشمالية بأن
تبني في بلاده مفاعلا نوويا، وبعد أن كان لديه 1300 طن من الأسلحة الكيماوية، فقد
أعلن أنه تنازل عن كل هذه الكميات، لكن التجربة أثبتت أنه يكذب، فقد تم تفكيك
غالبية هذه الكميات، وأبقى لديه ما يكفيه للمس بالمتظاهرين ضده وبالسكان المدنيين،
وهو لا يتردد في استخدامه ضد الأطفال والنساء.
صحيفة "إسرائيل اليوم" نقلت تقديرات أمنية
وعسكرية في تل أبيب مفادها أن الأسد لن يورط إسرائيل في أي رد على هجوم قد يستهدف
بلاده، رغم بقاء الحساب مفتوحا مع إيران عقب مهاجمة إسرائيل لقاعدة التيفور مؤخرا.
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الهجوم الأمريكي فجر السبت جاء امتثالا لتهديد الرئيس دونالد ترامب بأن استخدام السلاح الكيماوي هو تجاوز لخط أحمر لن يتم القفز عنه، وكأن شيئا لم يكن، وقد جاءت هذه الضربة تنفيذا لهذا التهديد، بمشاركة بريطانية وفرنسية.
الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة يديعوت أحرونوت رون
بن بشاي قال إن "حجم الضربة الأمريكية ضد أهداف سوريا فجر اليوم لها جملة
دلالات أهمها: أن الأسد بإمكانه أن يستريح، ومعه حلفاؤه الروس والإيرانيون، وأن
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خشي فعلا من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، فالضربة
كانت محدودة جدا، وطالما أن الأسد لم يشعر بأن ثمة تهديدا جديا على نظامه فإنه سيواصل
استخدام السلاح الكيماوي، وهو سبب يدعو إسرائيل للقلق".
وأضاف في تحليل عسكري ترجمته "عربي21" أن "الضربات التي استهدفت عدة أهداف عسكرية تابعة للنظام السوري لم تضرب في عصبه، ولم تجب من النظام أثمانا جدية تجعله يفكر ثلاث مرات قبل أن يقرر استخدام السلاح الكيماوي في مناسبات قادمة".
اقرأ أيضا: هذه المواقع التي استهدفتها الضربات الغربية بسوريا
ورغم أن الأسرة الدولية أرادت ردع الأسد عن استخدام
هذا السلاح، فمن الواضح أن هذا الهدف لم يتحقق من الضربة، لأنه طالما أن الأسد
يحظى بالرعاية الروسية، فلن يتردد باستخدام هذا السلاح من جديد ضد مواطنيه، وربما
على المدى البعيد ضد إسرائيل، بحسب الخبير العسكري.
ورغم أن واشنطن وباريس ولندن أرادت إخراج البطاقة
الحمراء في وجه الأسد، لكنها بالكاد أخرجت له البطاقة الصفراء على استحياء، وفي
الوقت نفسه بات النظام يعلم أن أي استخدام لهذا السلاح، ولو كان من الكلور، سيقابل
برد غربي، ومهما كان حجم هذا الرد، لكن العالم لن يقفز عن هذا الحدث، رغم أن الثمن
الذي دفعه النظام في هذه المرة كان منخفضا جدا، وفق بشاي.
وختم بالقول: رغم أن التقديرات الغربية كانت تتحدث
عن ضرب مطارات سورية واستهداف منظومة الصواريخ الدفاعية، وربما إطلاق صواريخ على
قصر الأسد، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، ورغم ما أطلقه الروس من تحذيرات لكنهم لن
يفعلوا شيئا، كما جرت العادة، طالما أنهم لم يروا واشنطن تفرض عليهم عقوبات
اقتصادية ودبلوماسية جديدة.