صحافة دولية

أتلانتك: ما الذي تريده أمريكا في سوريا؟

أتلانتك: من الصعب معرفة ما تريده الولايات المتحدة في سوريا- جيتي
أتلانتك: من الصعب معرفة ما تريده الولايات المتحدة في سوريا- جيتي

نشرت مجلة "أتلانتك" مقالا للصحفي كريشناديف كالامور، يقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال للجمهور في أوهايو، في حديث جانبي، بأن القوات الأمريكية ستغادر سوريا "قريبا جدا". 

ويعلق الكاتب قائلا إن "هذه كانت أخبارا جديدة بالنسبة لفريق الأمن القومي في إدارته، خاصة أن القوات الأمريكية كانت تخطط في الوقت ذاته لإرسال عشرات الجنود الإضافيين إلى سوريا، وبالتأكيد لم يشر المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف العالمي لمكافحة تنظيم الدولة بريت ماكغيرك، إلى أي خطط لسحب القوات قريبا، عندما قال يوم الثلاثاء: (نحن في سوريا لقتال تنظيم الدولة، وتلك هي مهمتنا، ومهمتنا لم تنته بعد، ونحن سننهي تلك المهمة)".

 

ويشير كالامور في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"ـ إلى أنه في الوقت الذي كان يصرح فيه ماكغيرك بهذا، فإن رئيسه كان على بعد أميال يقول: "أريد أن أخرج، أريد أن أعيد قواتنا إلى الوطن، لقد حان الوقت، لقد كنا ناجحين جدا ضد تنظيم الدولة".

 

ويتساءل الكاتب: "هل ستغادر القوات قريبا أم إنها لن تغادر؟ وهل انتهت مهمة قتال تنظيم الدولة أم لم تنته؟ كان يجب أن يكون الجواب على هذه الأسئلة مباشر، إلا أن البيان الصادر عن البيت الأبيض يوم الأربعاء، الذي كان يهدف لتوضيح الأمور، ترك الالتباس كما هو، وهذا هو البيان كاملا: 

(المهمة العسكرية لاجتثاث تنظيم الدولة من سوريا وصلت إلى نهاية سريعة، حيث تم تدمير تنظيم الدولة بالكامل تقريبا، وتبقى أمريكا وشركاؤنا ملتزمين بالقضاء على الوجود الصغير لتنظيم الدولة في سوريا، الذي لم تجتثه قواتنا إلى الآن، وسنستمر في التشاور مع حلفائنا وأصدقائنا بخصوص الخطط المستقبلية، ونتوقع من دول المنطقة وخارجها، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، العمل نحو تحقيق السلام، والتأكد من عدم ظهور تنظيم الدولة ثانية)".

 

ويعلق كالامور قائلا: "بعبارة أخرى، فإن الألفي جندي أمريكي الموجودين في سوريا، سيبقون لمقاتلة ما تبقى من تنظيم الدولة، لكن ما هي المدة؟ لا أحد يعلم".

 

ويجد الكاتب أنه "على عكس إدارة أوباما، التي انتقدت لوضعها جدولا زمنيا للانسحاب من أفغانستان، فإن إدارة ترامب ترفض القول متى ستسحب القوات الأمريكية من الدول التي تقوم فيها بتقديم الاستشارة للدول التي تحارب حركات تمرد (أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها)، ويقول المسؤولون في الأمن القومي إن الوجود العسكري الأمريكي سيستمر ما دامت الظروف تقتضي وجود تلك القوات، لكن كغيرها من المناطق الساخنة (إيران وقطر وكوريا الشمالية)، يبدو أن ما يقوله الرئيس في العلن متناقضا مع ما تقوله بقية إدارته، وهذا صحيح بالنسبة لسوريا أيضا".

 

وتنقل المجلة عن ترامب، قوله في أوهايو الأسبوع الماضي: "لندع الآخرين يعتنون بها الآن.. قريبا جدا، قريبا جدا نحن خارجون منها"، فيما نقلت وكالة "أسوشييتد برس" يوم الجمعة، أن ترامب قال لمستشاريه في شهر شباط/ فبراير، إنه يريد الخروج من سوريا، لكن مستشاريه كانوا يظنون أنهم أقنعوه بالحاجة لإبقاء وجود عسكري مفتوح في سوريا. 

ويلفت كالامور إلى أن صحيفة "نيويورك تايمز" قالت في تقرير لها في آذار/ مارس: "قام الرئيس بالتوقيع على الخطة قبيل أعياد الميلاد، (وهو ما لاقى ارتياحا كبيرا لدى الجنرالات)، خلال اجتماع في غرفة كندي للمؤتمرات في البيت الأبيض، ولن تصبح الخطة رسمية إلا بعد منتصف شهر كانون الثاني/ يناير، عندما يصادق عليها وزير الخارجية وقتها، ريكس تيلرسون، في خطاب له في كاليفورنيا، لكن كان قد تم تقريرها قبل ذلك بأشهر تحت إشراف ماتيس، بمساعدة قوات النخبة الخاصة الذين قادوا المعركة ضد تنظيم الدولة في سوريا، ومرة أخرى نزل ترامب عند رغبة مؤسسة الأمن القومي، كما فعل على مستوى أوسع مع أفغانستان الصيف الماضي".

 

ويقول الكاتب إنه "كان من بين دعاة البقاء في سوريا لفترة أطول تيلرسون وماكماستر، أما تيلرسون فإنه غادر الإدارة، وماكماستر سيغادرها الأسبوع القادم، ويبقى وزير الدفاع جيمس ماتيس، وقد يجد حلفاء له في هذا الموضوع، متمثلين في وزير الخارجية القادم مايك بومبيو، وخليفة ماكماستر جون بولتون المستشار للأمن القومي، وكلاهما دعا في السابق لموقف أقوى لأمريكا في سوريا".

 

ويرى كالامور أن "تردد ترامب في إبقاء قوات أمريكية في سوريا لا يتناقض فقط مع ما يراه مستشاروه، لكن حتى مع تشخيصه هو للأخطاء التي وقعت فيها إدارة أوباما في العراق؛ حيث سحب قواته بسرعة، الأمر الذي ترك، بحسب تقدير ترامب وغيره، فراغا سمح لتنظيم الدولة وغيره من الحركات الراديكالية بالازدهار، وليس من الواضح ما الذي جعل الرئيس يصل إلى موقفه الحالي، بعد انتقاده لانسحاب أوباما السريع من العراق، ثم يعلن أنه يسعى لانسحاب سريع من سوريا، ثم يستقر أخيرا على التزام بـ(القضاء على) ما تبقى من وجود لتنظيم الدولة في سوريا، بالرغم من (النهاية المفاجئة) للمهمة، فيما قالت صحيفة (واشنطن بوست) بأن برنامج (فوكس أند فريندس)، الذي يعرف بأن الرئيس يشاهده ويعتمد على النصائح الواردة فيه، حثه صباح الأربعاء على إبقاء القوات في سوريا".

 

وينوه الكاتب إلى أن بيان البيت الأبيض لم يذكر مبلغ 200 مليون دولار مساعدات لسوريا قامت الإدارة بتجميدها، وقال ماكغيرك، متحدثا يوم الثلاثاء في معهد السلام في واشنطن: "كان الرئيس واضحا بالنسبة لنا بأن كل شيء نقوم بفعله يجب أن نقوم بمراجعته بانتظام وتقييمه، خاصة كل دولار ننفقه من أموال دافعي الضريبة، ولدينا عملية مراجعة منتظمة، وبالذات فيما يتعلق بمبلغ 200 مليون دولار، فنحن نتفحص كيف يمكن أن يتم إنفاقها بشكل فعال أكبر"، مشيرا إلى أن بيان الأربعاء لم يحدد أي من "البلدان في المنطقة وخارجها.. ستعمل نحو السلام، وتتأكد من أن تنظيم الدولة لن يظهر ثانية".

 

ويبين كالامور أن "الحرب الأهلية السورية، التي بدأت قبل سبعة أعوام، تدخل فيها خليط معقد من الدول والحركات المتطرفة، التي تعمل متعاونة في بعض المناطق وضد بعضها في مناطق أخرى، ومعظمها تقف ضد تنظيم الدولة، لكن كثيرا منها تعارض بعضها، ويبقى رئيس النظام السوري بشار الأسد في منصبه، بمساعدة من روسيا وإيران وحزب الله، وكلهم يعارضون تنظيم الدولة بالإضافة إلى مجموعات أخرى تهدف إلى الإطاحة بالأسد، وفي حملتهم ضد تنظيم الدولة فإن أمريكا وحلفاءها يعملون فعليا ضد الأسد وروسيا وإيران، بدعمهم لجماعات الثوار المعادية للأسد".

 

ويذهب الكاتب إلى القول: "أي أنه من الممكن أن تكون المعركة ضد تنظيم الدولة قد تم كسبها، لكن ليس من الواضح كيف يمكن للمجموعات التي هزمت تنظيم الدولة أن تتفق على هدف مشترك مرة ثانية".

 

ويختم كالامور مقاله بالإشارة إلى قول الجنرال جوزيف فوتيل، الذي يرأس القيادة المركزية للجيش، يوم الثلاثاء، متحدثا إلى جانب ماكغيرك: "لقد كان الجانب العسكري لهذا الأمر من عدة نواح هو الجزء الأسهل.. إن ما بعد عملية إعادة الاستقرار وإعادة الحكم وكل شيء من هذه الأوضاع، هو ما يكون أصعب وأكثر تحديا على المدى الطويل".

التعليقات (1)
م.ع
الثلاثاء، 06-08-2019 05:43 م
ستخرج يا أمريكي وانت صاغر بلادنا لن تكون نزهة لك هذه سوريا وعليك أن تسأل الذين سبقوك. .الم تتعلموا الدرس من فيتنام ..نحن السوريين نفدي بلادنا بارواحنا لم يأت دوركم بعد .. دخلتم بلادنا دون إذن حكومتها بحماقاتكم خربتم العالم أينما توجدون يوجد الدمار والإرهاب والله انتو دولة عظمى بس الصهاينة عبلعبو فيكم وعبستخدموكم لمشاريع قذرة ستفشلون بها