هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لا فوث دي غاليثيا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، في ظل حالة الخوف التي يعيشها النظام من اندلاع ثورة جديدة ضده.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه لا أحد كان يشك في أن السيسي سيكون الفائز في الانتخابات وسيظفر بالأغلبية الساحقة من الأصوات، مثلما حصل سنة 2014. لكن، لا يمكن لهذه البيانات أن تخفف من استياء نسبة مهمة من الشعب المصري، الذين عزفوا عن الإقبال على صناديق الاقتراع والتصويت رغم التهديدات والحوافز التي قدمتها السلطات.
وذكرت الصحيفة أنه من بين منتقدي النظام، لم يبق خارج السجن سوى عدد قليل من قادة الثورة.
ويضاف إلى هذه المجموعة، بعض المواطنين الذين شاركوا في الثورة التي استمرت لنحو ثلاثة أسابيع وتمكنت من الإطاحة بنظام مبارك الذي دام لثلاثة عقود. وفي الوقت الحالي، يخضع ميدان التحرير لسيطرة قوات الأمن، خوفا من اندلاع احتجاجات جديدة قد تجعل السيسي يواجه نفس مصير مبارك، بعد مرور سبع سنوات على الثورة.
ونقلت الصحيفة تصريحات الناشط الحقوقي شادي الغزالي، مؤسس "ائتلاف شباب الثورة" الذي يعد من أبرز المجموعات السياسية التي برزت خلال الثورة في ميدان التحرير، أن "ما حدث في البلاد مؤخرا لا يمكن أن يعتبر انتخابات، بل مجرد إجراء بسيط ليتمكن السيسي من تجديد ولايته. ومن المهين اعتبار هذه المهزلة بمثابة انتخابات، لأن في ذلك خيانة لدماء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل مستقبل البلاد".
وقالت إنه من الواضح أن إصلاح الدستور يعد من بين الأهداف المستقبلية للسيسي لضمان بقائه لأكثر من ثلاث ولايات أخرى، وحتى يتمكن في نهاية المطاف من قيادة البلاد إلى الأبد.
ونوهت الصحيفة بأن شادي الغزالي قد تلقى العديد من التهديدات، لكنه مع ذلك حافظ على ثباته وإصراره، مؤكدا أنه لن يستسلم ولن يغادر البلاد. وسيواصل على نفس المنوال رغم المصير المؤلم الذي لقيه زميله أحمد ماهر، أحد أبرز مؤسسي حركة 6 نيسان/ أبريل الشهيرة، أو علاء عبد الفتاح المدون والناشط الحقوقي المصري، الذي لطالما عرف بنشاطاته خلال الحملة التي شنت ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين. فقد زج بكلا الناشطين في السجن لمدة طويلة بتهمة التظاهر دون ترخيص.
اقرأ أيضا: ديلي تلغراف: كيف اغتال السيسي الثورة المصرية؟
وذكرت الصحيفة أن ثورة 2011 نجحت في الإطاحة بنظام حسني مبارك، ما فتح أبواب الرئاسة أمام محمد مرسي، عضو جماعة الإخوان المسلمين وأول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر آنذاك، واستمر لمدة سنة في هذا المنصب إلى غاية قيادة السيسي، الذي كان في منصب وزير الدفاع، لانقلاب ضده. وقد شن السيسي حملة قمع وحشية طالت أولا الإسلاميين، لتشمل فيما بعد جميع أشكال المعارضة في البلاد.
وتحدثت الصحيفة عن الشيخ عبد المنعم، الذي كان يعلق صورة مرسي في متجره، إلا أنه تخلى عنها منذ انقلاب سنة 2013. وفي هذا السياق، صرح الشيخ عبد المنعم قائلا: "لقد أزلت الصورة خوفا من أنصار السيسي، فأنا شيخ طاعن في السن وتجاوز عمري 73 سنة". وفي الواقع، يجد المصريون أنفسهم، اليوم، عاجزين عن التعبير عن مدى استيائهم من وضع البلاد في ميدان التحرير.
وأوردت الصحيفة أن العلم المصري الضخم يرفرف في قلب ميدان التحرير، في نفس المكان الذي نصبت فيه الخيام الأولى عند انطلاق الاحتجاجات. وفي تلك الفترة، كانت العديد من المجموعات الشبابية تنشط بلا كلل على موقع التوصل الاجتماعي فيسبوك لجذب المزيد من المتظاهرين وتبليغ رسالتهم إلى العالم بأسره.
وأكدت الصحيفة أن شادي الغزالي كان من أبرز المتظاهرين في ميدان التحرير، وهو يدفع ثمن ذلك اليوم بسبب الضغوط والتهديدات المسلطة عليه من قبل النظام. وفي وقت سابق، أكد السيسي أن ما عاشته البلاد في تلك الأيام "لن يتكرر أبدا". وقد فسر الناشط هذه عبارة قائلا: "إن السيسي يريد أن يتبع نمط بشار الأسد أو القذافي ليحكم البلاد إلى الأبد". كما أضاف: "آمل فقط ألا يسير المصريون على خطى السوريين أو الليبيين وأن يعبروا عن رفضهم لواقع البلاد بطريقة سلمية".