صحافة دولية

"إندبندنت" تكشف مسار زيارة ابن سلمان لأمريكا.. ما أهدافها؟

إندبندنت: رحلة ابن سلمان تهدف لعقد صلات مع الرأي العام الأمريكي- جيتي
إندبندنت: رحلة ابن سلمان تهدف لعقد صلات مع الرأي العام الأمريكي- جيتي

ذكرت صحيفة "إندبندنت" أنها اطلعت على برنامج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يقوم بجولة في الولايات المتحدة، التي تضم لقاءات مع شخصيات بارزة في مجالات عديدة.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الوثيقة، التي تقع في 36 صفحة، تضم لقاءات ابن سلمان مع مديرين تنفيذيين لشركات كبرى، وسياسيين، ورجال نفط، وعاملين في مجال التكنولوجيا والترفيه والفن، مستدركا بأن رحلة ابن سلمان تهدف، على ما يبدو، لعقد صلات مع الرأي العام الأمريكي، كما يشير لقاؤه مع مقدمة البرامج المعروفة أوبرا وينفري في لوس أنجلوس. 

وتنقل الصحيفة عن المحاضر في جامعة دينفر نادر هاشمي، قوله إن "السعودية تعاني دائما من مشكلة صورتها في الغرب؛ بسبب وضع المرأة وقطع الرؤوس"، ويضيف هاشمي: "عندما تلتقي مع أوبرا حتى دون مقابلة، فإنك تحاول الحصول على دعم من صانعة رأي عام، وستدخل في بيوت الناس، وتخوض عميقا في الثقافة الأمريكية".

ويلفت التقرير إلى أن شركة العلاقات العامة "كورفيس"، التي أستأجرتها السعودية، لم تعلق على الأمر، ولا السفارة السعودية في واشنطن، ولا حتى ممثل وينفري، مشيرا إلى أن نورا ماكدونيل من محطة "سي بي أس" قابلت الأمير ابن سلمان في أول مقابلة على برنامج "ستون دقيقة" تجرى مع زعيم سعودي منذ عقود، واستخدم المناسبة لتعزيز صورته بصفته إصلاحيا جريئا وشابا يقوم بالإصلاحات الضرورية، سواء اقتصادية أو اجتماعية للمملكة، من مثل الحد من سلطة الشرطة الدينية، والسماح للمرأة بقيادة السيارة. 

وتورد الصحيفة نقلا عن ابن سلمان، قوله في المقابلة إن "السعودية تؤمن بالعديد من مبادئ حقوق الإنسان، وفي الحقيقة فإننا نؤمن بفكرة حقوق الإنسان، إلا أن المعايير السعودية ليست مثل الأمريكية"، وأضاف: "لا أريد القول إن لدينا مشكلات، بل بالتأكيد نعاني من مشكلات، ومن الطبيعي أننا نحاول إصلاح هذه العيوب". 

ويفيد التقرير بأن ابن سلمان اجتمع بعد المقابلة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وسافر بعد ذلك إلى بوسطن ونيويورك، وسيسافر إلى هيوستن وسان فرنسيسكو ولوس أنجلوس، لافتا إلى أن جدول لقاءاته يحتوي على مقابلة المؤثرين في المجالات التقنية والسياسية والفنية.

وتكشف الصحيفة عن أن ابن سلمان التقى في يوم الثلاثاء مع وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر، والرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته المرشحة الديمقراطية هيلاري، وسيناتور نيويورك تشاك تشومر، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويترس، وعمدة نيويورك السابق مايكل بلومبيرغ، فيما التقى على عشاء مع توماس فريدمان من "نيويورك تايمز"، وروبرت ميردوخ، ومسؤول التحرير في مجلة "ذا أتلانتك" جيفري غولدبيرغ، وكان له لقاء مع مجلس تحرير صحف "نيويورك تايمز"، و"واشنطن بوست"، و"وول ستريت جورنال"، و"لوس أنجلوس تايمز"، و"سان فرنسيسكو كرونيكل"، و"فانيتي فير"، بالإضافة إلى مدير المخابرات مايك بومبيو، ومستسار الأمن القومي المقال أتش آر ماكماستر، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، ومستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط جارد كوشنر. 

وبحسب التقرير، فإن ابن سلمان سيقابل الرئيس السابق باراك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري، والجنرال ديفيد بترايوس، ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، وسيزور مزرعة جورج دبليو بوش في تكساس، مشيرا إلى أن رحلة ابن سلمان تشمل مقابلة بيل غيتس ومديرين تنفيذيين لشركات تكنولوجية، مثل بيتر ثيل، وإيلون ماسك، وتيم كوك من شركة "أبل" و"مايكروسوف" و"بيونغ" و"أمازون" و"أوبر" و"ديزني لاند" و"لوك مارتنهيد". 

 

وتنقل الصحيفة عن المحللة جين كيننيمونت من "تشاتام هاوس"، قولها إن  "هذه محاولة مقصودة للقاء الممثلين من الحزبين، وهي تذكير بالعلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة والسعودية بشكل عام، وليس فقط مع ترامب وجارد كوشنر"، وتضيف كيننيمونت: "الكل يهتم باللقاء مع رجل مؤثر، وفي مرحلة ما بعد ملاحقة الفساد، فإن المستثمرين لم يحسموا أمرهم بعد، فهم يحتاجون وقتا ليقرروا أين سيضعون أموالهم". 

وينوه التقرير إلى أن الحكومة السعودية قد احتحزت أكثر من 300 شخصية، من أمراء ورجال أعمال ومسؤولين، في ريتز كارلتون، بحجة مكافحة الفساد، حيث ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المعتقلين تعرضوا للانتهاك والابتزاز، وهو ما تنفيه الحكومة. 

وتؤكد الصحيفة أن لدى ابن سلمان صديقا في البيت الأبيض، الذي يحاول توقيع صفقات سلاح مع السعودية بقيمة 35 مليار دولار، واستثمارات بقيمة 200 مليار دولار، مشيرة إلى قول نقاد إن معظم السلاح الأمريكي سيجد طريقه للحرب اليمنية المدمرة، التي أعلنها ابن سلمان عام 2015، بصفته وزيرا للدفاع. 

ويستدرك التقرير بأنه رغم الإصلاحات الداخلية، التي تجعل من المملكة مقبولة بصفتها شريكا للدول الغربية، إلا أن مستنقع اليمن يمثل صداعا كبيرا للسعوديين، حيث يرى هاشمي أن "هذه الزيارة هي محاولة لتأكيد ابن سلمان بأن لديه شرعية دولية ودعما، وما يكشفه برنامج الرحلة عن عمق العلاقة القريبة بين السعودية والولايات المتحدة التي تمتد لعقود".

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول هاشمي إن "التغيير في السعودية لا يزال تجميليا، وفي ضوء ما فعله الجميع من فرش البساط الأحمر، فإن ولي العهد أصبح محبوب الغرب".

التعليقات (0)