هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شكك محللون في قدرة الجيش المصري على هزيمة فرع تنظيم الدولة في سيناء في وقت قصير، بالرغم من الهجوم الكاسح الذي يشنه لسحقه.
وبدأت عملية الجيش في التاسع من شباط/ فبراير الماضي بعد أن كلف عبد الفتاح السيسي، المرجح فوزه بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في 26 آذار/ مارس المقبل، الجيش والشرطة بالقضاء على الجهاديين في سيناء في غضون ثلاثة أشهر.
ومنذ ذلك الحين، تم تمديد الموعد النهائي، وبدأت القوات المسلحة عمليتها الأكثر شمولية المستمرة حتى الآن لإنهاء التمرد الجهادي الذي نفذه في اعتداءاته الأولى قبل خمس سنوات.
وينشر الجيش بانتظام مجريات العملية التي أكد أنها أفضت إلى قتل أكثر من 100 جهادي بينما فقد 20 جنديا على الأقل.
ويقول زاك جولد، المحلل في مجموعة أبحاث "سي أن إيه" الكائنة بالولايات المتحدة إن "مصر تقوم بعمل جيد بالفعل في السيطرة على كيفية تقديم الأخبار".
ويتابع مستخدما اسما بديلا لتنظيم الدولة: "حتى داعش تواجه تحديا لنشر أي بيانات ما يشير إلى أن مصر تسيطر على الأمر (...) لكنه يجعل من الصعب معرفة ما يجري فعلا وما إذا كان التأثير على المدى الطويل سيكون مختلفا".
وشنت القوات المصرية عدة عمليات في شبه جزيرة سيناء ضد الجهاديين الذين قتلوا مئات الجنود ورجال الشرطة.
وبايعت جماعة أنصار بيت المقدس المصرية تنظيم الدولة في 2014 واكتسبت الخبرة وحظيت على دعم لوجستي من الجماعة الدولية التي كانت تسيطر على أرض أعلنت عليها "الخلافة" في العراق وسوريا.
سرعان ما كثّف الجهاديون في سيناء من هجماتهم ضد المدنيين، وزرعوا قنبلة على متن طائرة روسية تقل سياحا من منتجع شرم الشيخ في عام 2015 ما أسفر عن مقتل جميع ركابها وعددهم 224 شخصا.
وابتداء من أواخر عام 2016، بدأوا أيضا باستهداف الأقباط المسيحيين، وقتلوا أكثر من مائة في تفجيرات كنائس وعمليات إطلاق نار في جميع أنحاء البلاد.
وصدر إنذار السيسي بعد المذبحة التي نفذها مسلحون يشتبه بأنهم من تنظيم الدولة وراح ضحيتها أكثر من 300 مصل في مسجد في سيناء مرتبط بالصوفيين الذين يعتبرهم التنظيم كفرة.
وكتب المدون "إيجيغرين فلاي" غير المفصح عن هويته ويكتب على موقع "إيجيبت ديفنس ريفيو": "يبدو أن هناك تركيزا أكبر على فاعلية استهداف المسلحين الأفراد مع إضعاف إمداداتهم اللوجستية".
وأضاف: "في حين ركزت الهجمات المصرية السابقة على منطقة معينة مستقلة عن المناطق الأخرى في وقت واحد، يبدو أن عملية سيناء 2018 نسقت الجهود في نهاية الأمر في جميع أنحاء البلاد".
تهديد الانتخابات
وشارك نحو 60 ألف جندي وفق الجيش في الحملة التي بدأت بعد فترة من جمع المعلومات الاستخبارية في شبه الجزيرة الواقعة على الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة.
ويقول عمر عاشور الأستاذ المساعد في معهد الدوحة للدراسات العليا إن "العملية الأخيرة كانت مختلفة عن الهجمات السابقة من نواح عدة".
وأشار إلى "حملة دعائية/ وتغطية إعلامية مكثفة، وإلى حجم القوى التي حشدت... والتعاون المستمر مع المليشيات أو التشكيلات القبلية المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش النظامي، والتنسيق التكتيكي والتشغيلي المتزايد مع إسرائيل".
ووفقا للمحللين فإنه من المرجح أن تؤدي العملية إلى إضعاف تنظيم الدولة في سيناء والذي لا يضم أكثر من ألف مقاتل يعتمدون بشكل متزايد على هجمات الكر والفر، وتفجيرات الطرق، وهجمات القنص.
لكن العملية لن تحقق انتصارا حاسما وتضع نهاية لهذه الهجمات.
وتقول ستيفاني كارا الباحثة المشاركة مع "ريسك ادفايزوري غروب" لشمال أفريقيا "يبدو أن الجيش يعتمد على مزيج من الضربات الجوية والعمليات البرية لتقليل قدرات الجماعات الإرهابية في شمال ووسط سيناء".
وأضافت: "مع ذلك، لا يبدو أن الحملة الأخيرة تختلف بشكل كبير عن العمليات التي شهدتها المنطقة في السنوات القليلة الماضية. ويبدو أن الجيش يستخدم نفس التكتيكات التقليدية التي استخدمها في الماضي".
في المقابل، توعد تنظيم الدولة بمهاجمة المنشآت ذات الصلة بالانتخابات ومضاعفة جهوده لمهاجمة السياح في جميع أنحاء مصر.
وتم تعزيز الأمن خلال أيام الاقتراع بين 26-28 آذار/ مارس.
ويقول جانتزين غارنت محلل شؤون الشرق الأوسط لدى شركة تحليلات "مجموعة نافانتي" إن تنظيم الدولة "يواصل عملياته ضد قوات الأمن في سيناء لكن من المؤكد أنها اختلت".
"هذا قد يحبط أي مخططات للجماعة المسلحة بهدف تعطيل الانتخابات الرئاسية".
إلا أنه قال: "إذا كانت خلايا تنظيم الدولة الذي لم ينفذ هجمات منذ عدة أشهر، تعمل بشكل مستقل، فإن حملة سيناء سيكون لها تأثير صغير على قدراتها".