هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضرورة دفع ليبيا ومساعدتها في إتمام العملية الانتخابية المنتظرة، حتى يعم الاستقرار والأمان.
وناقش ماكرون مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي عبر اتصال هاتفي، الأوضاع في ليبيا والحلول الفعلية للخروج من الأزمة، وآلية دعم المسار الدستوري والانتخابي وتوصل الأطراف إلى توافق سياسي من شأنه إنهاء المعاناة الإنسانية في البلاد.
فوضى
وفي تصريحات سابقة، اعترف ماكرون بمسؤولية بلاده في الفوضى التي تشهدها ليبيا اليوم، مضيفا خلال زيارته إلى تونس شباط/ فبراير الماضي: "لقد أغرقنا بشكل جماعي ليبيا في مستنقع دون أن نتمكن من تسوية الوضعية".
وطرحت المباحثات الأخيرة بين ماكرون والسيسي عدة تساؤلات حول علاقتها بالعملية الانتخابية المنترة، وكيفية الدعم التي تحدثا عنها، وهل ستضغط فرنسا على مصر للقبول بالانتخابات وفقط دون دعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر مرة أخرى؟
موقف واحد
من جهته، أكد الأكاديمي المصري المتخصص في الملف الليبي، خيري عمر، أن "مصر وفرنسا يدعمان الانتخابات وتحقيق الاستقرار في ليبيا، وموقفهما في هذا الأمر واحد، لكن يختلفان فقط في طريقة إدارة البلاد حتى الانتخابات وهل الاستفتاء أولا أم الانتخابات".
اقرأ أيضا: هذا ما اتفق عليه ماكرون والسيسي في اتصال هاتفي ليلا
وأشار في تصريحات لـ"عربي21"، إلى أنه "لن تكون هناك ضغوط فرنسية على النظام المصري بخصوص ليبيا، لأن موقف البلدين متوافق جدا، ومصر يمكنها دعم العملية الانتخابية عبر تخليها عن الحل العسكري، والتي تأكدت مصر أنه ليس حلا ولن يكون هناك حسم"، وفق قوله.
وتابع: "في العملية الانتخابية يسعى كل مرشح لكسب دعم إقليمي ودولي، وبخصوص "حفتر" سيفعل ذلك أيضا إذا ترشح، ومتوقع أن تدعمه مصر كونه الأقرب لها من المرشح العارف النايض"، وفق تقديره.
بدائل أخرى
لكن الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، استبعد من جانبه، أن "يتخلى النظام المصري عن "حفتر" بعد كل هذا الدعم، لكن يبدو أنه لم يعد الخيار الوحيد وثمة بدائل أخرى ستراهن عليها مصر في المرحلة القادمة".
وأضاف لـ"عربي21": "معسكر عملية "الكرامة" ومن يدور في فلكه يريدون الانتخابات، لكن من قبل اعتماد الدستور، أي تغيير الوجوه الحالية بأخرى في مرحلة انتقالية جديدة"، حسب رأيه.
"كذبة" الانتخابات
وأوضح الكاتب والباحث السياسي الليبي، عز الدين عقيل، أنه "لاتوجد أطراف دولية أو إقليمية تريد حلا جذريا للأزمة الليبية، لكن كله "ضحك على الدقون"، والحل في ليبيا سيتم فقط عبر جلوس الأطراف الفاعلة للتفاوض حول تسليم السلاح وفك الميليشيات".
وقال في حديثه لـ"عربي21": "الانتخابات هي أكبر "كذبة" على الليبين، لأن الفائز سيرجع لنقطة التفاوض مع هذه الميليشيات لتسليم السلاح، بل سيوجد صراع على هذه الانتخابات وصفقات لتزوير الانتخابات لمرشح بعينه ومن ثم ستكون هناك صفقات مع هذه الميليشيات".
صراع الجنوب
وحول دلالة المباحثات الفرنسة المصرية حول دعم الانتخابات في ليبيا، أشار عقيل إلى أن "فرنسا ليست من مصلحتها إنهاء القتال في الجنوب الليبي، وهي تقوم بمحاولة تغييرات ديمغرافية في الجنوب لكي تضمه إلى المناطق الفرانكفورية تحت سيطرتها"، كما قال.
وتابع: "ومصر تحاول أن تكسب المجتمع الدولي لتتعدى التهديدات المحيطة بها، لذا من الطبيعي أن تناقش الملف الليبي، لكن في الأخير لا يستطيع أحد مساعدة ليبيا في الانتخابات لأنها ستكون تحت سيطرة أمراء الحروب، ودعم الانتخابات هو فقط مجاملة للمجتمع الغربي".
ضغط على "حفتر"
ورأى الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، أنه "من الطبيعي أن تسعى مصر للتفاهم مع الدول ذات النفوذ في ليبيا، والدول العظمى تقبل - كأمر واقع – بـ"المشير" حفتر كقائد للجيش الليبي ولكن تشترط أن تشارك من خلال من تدعمهم في السلطات العليا التي تحكم ليبيا".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21"، أن "مصر لن تتخلى عن حفتر مهما كانت الضغوط، كون البديل هم جماعات موالية للإخوان المسلمين بدعم من تركيا وقطر وبريطانيا، لكن قد يكون هناك ضغط على حفتر للقبول بحل تشارك فيه مجموعات لم يكن يقبل بها من قبل"، حسب كلامه.