هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأت وسائل الإعلام المؤيدة لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، في مصر التمهيد لاحتمال فشل العملية العسكرية التي بدأتها القوات المسلحة لتطهير سيناء من الإرهاب قبل أكثر من عشرة أيام.
وأكد العديد من الإعلاميين وضيوفهم من العسكريين السابقين أن القضاء على الإرهاب بشكل تام هو أمر مستحيل، وأنه من المتوقع حدوث عمليات إرهابية جديدة في البلاد خلال الأيام المقبلة.
وكانت القوات المسلحة أطلقت العملية الشاملة "سيناء 2018" يوم 9 شباط/ فبراير الجاري، بمشاركة كافة أفرع القوات المسلحة وقوات الشرطة المدنية؛ بهدف استهداف عناصر تنظيم داعش في سيناء والظهير الصحراوي لمحافظات مصر.
عمليات إرهابية قريبة
وفي هذا السياق، قال الإعلامي عمرو أديب، إنه من رابع المستحيلات أن تتمكن أي دولة في العالم من القضاء نهائيا على الإرهاب، مؤكدا أن الجميع يحاول أن يسيطر على العناصر الإرهابية قدر الإمكان.
وأضاف أديب، عبر برنامجه على قناة "أون إي"، مساء الأحد الماضي، أن الجديد في هذه العملية هو أن الجيش المصري أخذ زمام المبادرة للمرة الأولى، وتحول في حربه ضد الإرهاب من الدفاع ورد الفعل على العمليات الإرهابية إلى الهجوم.
وتوقع أديب وقوع عملية إرهابية الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى عمليات أكبر قد تحدث قبل الانتخابات الرئاسية، المزمع إجراؤها في آذار/ مارس المقبل، مستشهدا بتهديدات أيمن الظواهري وتنظيم داعش باستهداف مصر تزامنا مع الانتخابات".
أما رئيس تحرير صحيفة الأخبار، ياسر رزق، فقال إنه بعد انتهاء العملية في سيناء قد تخرج بعض العناصر الكامنة لتنفيذ هجمات جديدة، واستهداف الجيش أو الشرطة، مؤكدا أن ذلك لا يعني فشل الحملة الأخيرة.
وأضاف رزق، في حوار مع الإعلامي أحمد موسى، على قناة "صدى البلد": "لا يمكن لأحد هزيمة الإرهاب تماما، الإرهاب موجود، وسيظل موجودا في كل مكان".
الإرهاب يتطور
وعلى المستوى الرسمي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيد، إن وزير الخارجية سامح شكري أجرى لقاءات مع عدد من المسؤولين في مؤتمر ميونيخ للأمن، المنعقد حاليا في ألمانيا؛ لشرح تطورات العملية العسكرية في سيناء.
وأضاف أبو زيد خلال مقابلة مع قناة "أون لايف": "لا تستطيع دولة واحدة أن تقضي على الإرهاب، مشيرا إلى أن الإرهاب يتطور، وأصبح يهدد العالم أجمع، ويجب على المجتمع الدولي عدم توفير الملاذ الآمن للإرهابيين.
العملية تقترب من نهايتها
وأصدرت القوات المسلحة، الاثنين، البيان العاشر حول العملية "سيناء 2018"، الذي تضمن أبرز النتائج التي حققتها الحملة، معلنا مصرع ثلاثة من أفراد الجيش وإصابة ثلاثة آخرين.
وأكد البيان قرب الانتهاء من تحقيق أهداف العملية الشاملة؛ تمهيدا لعودة الأوضاع في وسط وشمال سيناء إلى طبيعتها.
وأوضح البيان أنه تم استهداف وتدمير العديد من الأهداف الإرهابية ومخازن السلاح والذخيرة، مشيرا إلى قتل 4 عناصر تكفيرية مسلحة شديدة الخطورة.
"ناس مش فاهمة"
وتعليقا على هذا البيان، قال الخبير الاستراتيجي وقائد قوات الصاعقة السابق، اللواء مصطفى كامل، إن الحرب على الإرهاب في سيناء اقتربت كثيرا من تحقيق أهدافها الاستراتيجية، التي تم التخطيط لها قبل بدء العملية الشاملة "سيناء 2018".
وأوضح كامل، في مداخلة هاتفية، الاثنين، مع قناة "أون لايف"، أن هدف هذه العملية هو تضييق الخناق على العناصر الإرهابية؛ عن طريق إحكام الحصار عليهم، وقطع خطوط الإمداد عنهم، ومنعهم من التواصل والتنسيق فيما بينهم".
وفي السياق ذاته، قال مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، اللواء محمد الغباري، في مداخلة مع برنامج مع قناة "سي بي سي"، إن العملية الشاملة لن تقضي على جميع الإرهابيين، لكنها ستقضي على مناطق ارتكازهم في سيناء".
وأكد المعنى ذاته عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، اللواء أحمد عبدالحليم، الذي أكد أنه لا يستطيع أحد أن يقول إن العملية الشاملة التي تجريها القوات المسلحة في سيناء ستقضي على الإرهاب بشكل كامل، موضحا أن هناك بعض الدول التي لها مصلحة في هدم مصر، وجماعات إرهابية دولية موجودة في العواصم الغربية تحرك الخلايا النائمة، وتمولها بالمال والأسلحة الحديثة، على حد قوله.
كما أكد الخبير العسكري، حمدي بخيت، أن "من يقول إن الجيش سيقضي على الإرهاب تماما هي ناس مش فاهمة حاجة، مؤكدا، في حوار مع قناة "العاصمة"، أن الجيش يضرب الإرهاب في مقتل، لكنه لا يقضى عليه بصفة نهائية، وسيظل الإرهاب موجودا، كما هو الحال في أوروبا وأمريكا".