سياسة دولية

ساترفيلد في مهمة غامضة لوقف التوتر بين لبنان وإسرائيل

هناك نزاع على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في منطقة مثلثة مساحتها نحو 860 كيلومترا مربعا- أ ف ب
هناك نزاع على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في منطقة مثلثة مساحتها نحو 860 كيلومترا مربعا- أ ف ب

 قال مسؤولون من لبنان وإسرائيل اليوم الخميس إن مبعوثا أمريكيا أكد للبنان أن إسرائيل لا تسعى للتصعيد بين البلدين في أعقاب حرب كلامية احتدمت بينهما.

وتبادل البلدان التهديدات والإدانات بشأن جدار حدودي تقيمه إسرائيل وبسبب عطاء طرحه لبنان للتنقيب عن النفط والغاز في مياه متنازع عليها وتدفق السلاح على جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.

وقال مسؤولون لبنانيون وإسرائيليون إن ديفيد ساترفيلد القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي زار إسرائيل الأسبوع الماضي ولبنان هذا الأسبوع في مهمة وساطة. وأكد مسؤولون أمريكيون الزيارتين دون أن يذكروا جدول أعماله بالتفصيل.

وقال مسؤول لبناني بارز طلب عدم نشر اسمه: "فيما يتعلق بزيارة المبعوث الأمريكي فقد أجرى مباحثات تتعلق بالجدار مع إسرائيل وقال إنه ليس هناك ما يدعو للقلق ولا يوجد اتجاه للتصعيد. وأكد للبنان أن إسرائيل لا تريد التصعيد".

وقال مسؤول إسرائيلي طلب كذلك عدم نشر اسمه إن ساترفيلد كان "ينقل رسائل" لبيروت بشأن عدة قضايا خلافية.

وقال المسؤول: "موقفنا دائما أننا لا نريد أن نرى الوضع مشتعلا". وأضاف أن دولتين أوروبيتين على الأقل تتوسطان فضلا عن الولايات المتحدة.

عطاء التنقيب

وصف لبنان الجدار الحدودي الإسرائيلي بأنه "عدوان" قائلا إنه يمثل تعديا على الأراضي اللبنانية. وتقول إسرائيل إن الجدار سيكون بكامله على جانبها من الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة.

 

اقرأ أيضا: لبنان: الجدار الحدودي الذي تبنيه "إسرائيل" يمس سيادتنا

ويبنى الجدار قرب الخط الأزرق الذي حددته الأمم المتحدة بين البلدين والذي يرسم الحدود بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000. ولدى لبنان تحفظات على مسار الخط الحدودي في 13 موقعا.

وتظهر لقطات لرويترز صورت على الحدود وضع مصدات خرسانية بارتفاع سبعة أمتار على الأقل جنبا لجنب لتشكل جدارا على الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وقالت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إن أعمال البناء تجري على الجانب الإسرائيلي. وقال أندريا تينينتي المتحدث باسم يونيفيل: "قواتنا على الأرض والأوضاع هادئة".

وقال مكتب الرئاسة اللبنانية إن الرئيس اللبناني ميشال عون أشار اليوم الخميس إلى أن الاتصالات جارية مع دول صديقة "لمنع الأطماع الإسرائيلية" ونقل مكتبه عنه تعهده بمواجهة أي اعتداء على أراضي لبنان أو مياهه.

وأدانت إسرائيل كذلك العطاء الذي طرحه لبنان للتنقيب عن النفط والغاز ووصفته بأنه "مستفز جدا" قائلة إن حقلا يعرف باسم (بلوك 9) يقع في مياهها الإقليمية. ويقول لبنان إن منطقة الامتياز تقع بالكامل في مياهه الإقليمية.

وهناك نزاع على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في منطقة مثلثة مساحتها نحو 860 كيلومترا مربعا تمتد لأطراف ثلاث من أصل خمس مناطق لامتيازات التنقيب عن مصادر الطاقة طرحها لبنان في عطاءات أوائل العام الماضي.

ومن المتوقع أن يوقع لبنان غدا الجمعة أول عقود للتنقيب والإنتاج من منطقتي امتياز مع كونسورتيوم يضم شركة توتال الفرنسية وإيني الإيطالية ونوفاتك الروسية.

 

اقرأ أيضا: لبنان: "إسرائيل" تقرع طبول الحرب.. فمن المستفيد؟


وخاضت إسرائيل حربا في لبنان عام 2006 مع حزب الله الذي تقول إنه ازداد قوة منذ أن ساعد في تغيير دفة الحرب الأهلية في سوريا لصالح الرئيس بشار الأسد.

وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إنهم يعتقدون أن إيران تنشئ مصانع في لبنان لإنتاج صواريخ دقيقة التصويب قد تمكن حزب الله من تهديد البنية الأساسية الحيوية في إسرائيل في أي حرب قد تنشب في المستقبل. ولمح مسؤولون إسرائيليون إلى أنهم قد يأمرون بتوجيه ضربات استباقية لمثل هذه المصانع.

ولم يرد حزب الله أو إيران على ما تردد عن مسألة الصواريخ.

وساترفيلد معروف لكل من لبنان وإسرائيل باعتباره سفيرا سابقا في بيروت ورئيسا سابقا لقوة حفظ السلام الدولية في شبه جزيرة سيناء المصرية وهو الدور الذي جعله على اتصال مستمر مع المسؤولين الإسرائيليين.

وقالت المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في بيروت ردا على سؤال عن زيارة ساترفيلد للبنان إنه جاء "للقاء مسؤولين حكوميين لبحث العلاقات الثنائية الأمريكية اللبنانية".

وقال مسؤول أمريكي آخر إن ساترفيلد اجتمع مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم الثلاثاء،
وجاءت زيارته لبيروت في أعقاب زيارة تل أبيب الأسبوع الماضي لإلقاء كلمة في مؤتمر أمني.

 

وامتنع مسؤولون إسرائيليون وكذلك السفارة الأمريكية في إسرائيل عن تقديم تفاصيل عن محادثاته مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

التعليقات (0)