هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتضارب القراءات والتحليلات بخصوص جديّة التهديدات الإسرائيلية بشن عمل عسكري ضد لبنان، ففي الوقت الذي طالب فيه البعض بأخذ التهديدات الِإسرائيلية على محمل الجد، استبعد آخرون صدقية النوايا الإسرائيلية، لا بل ذهبت آراء إلى توصيف التهديد بأنه خدمة مجانية قدمت لإيران وحزب الله.
وكان رون بن يشاي الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة يديعوت أحرونوت، قال إن رونين مانليس المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، وجه رسالة للبنانيين عبر مقال صحفي، زعم فيه أن بلادهم تحولت إلى مصنع لإنتاج الصواريخ الإيرانية.
وحذر في مقال نشرته أولا صحف تابعة للمعارضة اللبنانية، في خطوة غير عادية، تلاه عدة نقولات لمواقع إسرائيلية منها واللا العبري ، من استمرار السيطرة الإيرانية على لبنان، لأنها لم تعد مكتفية بإرسال الأموال أو الأسلحة والمستشارين، وإنما باتت تحول لبنان تدريجيا إلى أشبه ما يكون بفرع إيراني.
مخططات "إسرائيل"
ودعا النائب عن كتلة التنمية والتحرير غازي زعيتر إلى أخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد، قائلا: "نتوقع من العدو الصهيوني أي اعتداء في ظل استعداداته المستمرة لتعويض هزيمتيه عام 2000 عند تحرير الجنوب، وعام 2006 عندما فشل عدوانه"، مضيفا في تصريحات لـ"عربي21": "لا نهاب هذا العدو فلنا معه تجارب طويلة، فعندما احتل أرض الجنوب سابقا عمل على استهداف المدنيين والمصالح العامة بطريقة همجية، لكنه لم يحقق في الوقت عينه غاياته ولم يبلغ طموحاته".
وعن مآلات أي معركة مقبلة، قال زعيتر العضو في الكتلة التابعة لرئيس محلس النواب نبيه بري: "واثقون من الانتصار في حال شنّ أي عمل عسكري ضد لبنان، وذلك بالاستناد إلى قوة جيشنا ومقاومتنا ووحدة شعبنا".
وحذر زعيتر من مخططات "إسرائيل" تجاه لبنان، وقال: "يسعى عدونا لتنفيذ مخططاته على المستويات كافة الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية"، مشددا على أن الآمال الإسرائيلية معقودة على تحقيق مآربهم في "تفتيت لبنان وبث الفرقة بين أبنائه سعيا إلى تقسيمه".
وحول المطلوب لبنانيا لمواجهة التحديات الإسرائيلية، قال: "علينا أن نكون على قدر كبير من الوعي"، منبها إلى أن "أي عدوان قادم لن يكون مقصورا على فئة من اللبنانيين".
وشدد على أن "الخطر الإسرائيلي يهدّد اللبنانيين عموما ولا يمكن استثناء أحد من آثار ما قد يفعله الاحتلال".
من المستفيد؟
ورأى الخبير الاستراتيجي وهبة قاطيشا في تصريحات لـ"عربي21" أنّ "المواقف الإسرائيلية تخدم حزب الله وإسرائيل في الوقت عينه"، لافتا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تكرر دائما الادعاءات نفسها لاستعطاف العالم، لاسيما عندما يتحدث الصهاينة بأنهم "مطوّقون من العالم العربي عبر الحدود الممتدة بين سوريا ولبنان والأردن".
ووجد في تهديدات الجيش الإسرائيلي "تسخينا للوضع الراهن في الأجواء الإقليمية من خلال إطلاق زوبعة كلامية بهدف توظيفها سياسيا في الأزمة حول الملف النووي الإيراني".
وعن حديث بعض القادة الإسرائيليين عن ضرورة الحسم مع حزب الله، قال: "ليس بمقدور الجيش الإسرائيلي القيام بمعركة في جنوب لبنان أو شنّ حرب إقليمية في الوقت الراهن لأن الظروف غير مواتية لهم، كما أن المصالح الإسرائيلية لا تدفعهم نحو حرب لا تحقق لهم أهدافا استراتيجية".
وتابع: "تشيد الحكومة الإسرائيلية على الحدود مع لبنان جدارا، ما يعني بأنهم يهولون للحرب بهدف إقناع المجتمع الدولي بأن حزب الله إرهابي".
ورأى أن سياق التهديدات الإسرائيلية تخدم في الوقت عينه حزب الله، فقال: "لطالما يؤكد الحزب بأنه حركة مقاومة وليس إرهابا، ولهذا سينطلق من الموقف الأخير للجيش الإسرائيلي إلى الشارع اللبناني والعربي لاثبات تفوقه في سياسة الردع مع إسرائيل وبأنه الجهة القادرة على إيقاف نوايها العدوانية".
ولفت إلى أن "حزب الله وإسرائيل في وضع حرب دائم وكل الاتفاقيات الدولية غير محترمة من قبل الطرفين"، وأردف: "لبنان عالق في هذا الصراع، في الوقت الذي يسود فيه منطق الكذب سجالات الطرفين".
وعن الاتهامات الإسرائيلية للبنان بالوقوع تحت الهيمنة الإيرانية، قال: "لبنان خاضع للهيمنة الإيرانية عبر حزب الله ولديه ترسانة أسلحة كبيرة وهذه ظاهرة ليست موجودة في كل بلاد العالم، وبالتالي فإن العدو يذكرنا بالواقع وبأن قرارانا مصادر".
لماذا الحرب؟
واستبعد القيادي في قوى "14 آذار" فارس سعيد نشوب حرب في المنطقة، وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "حزب الله موجود في جنوب لبنان رغم صدور القرار 1701 عام 2006 وفي هذا السياق جاء الاتهام الإسرائيلي بأن بين كل ثلاثة أو أربعة منازل توجد قاعدة صاروخية للحزب"، لافتا إلى أن الموقف الإسرائيلي "يفيد إيران لكونه يبرز العدائية الصهيونية تجاه لبنان".
وقلّل سعيد من قيمة ما وصفه بالتهديدات تجاه لبنان، فقال: "من يريد شن الحروب لا يهوّل بها"، متسائلا: "لو كان هناك فعلا توجد نوايا حرب إسرائيلية فلا داعي لإطلاق التهديدات، وهذا ما حصل فعلا في الجنوب السوري عندما أبعد الجيش الإسرائيلي الميليشيات الشيعية من الجولان والقنيطرة، منفذا حزاما أمنيا على الأراضي السورية ومن دون التهديد والوعيد الاستباقي".
وعن الدور الإيراني في الصراع القائم، قال: "تعتقد طهران أنها ثبتت نفوذها في سوريا عبر حماية الأسد، وفي العراق عبر الهيمنة على قراره، وتنتظر حاليا الانتخابات اللبنانية والعراقية في 6 و12 أيار/ مايو بانتظار ترجمة الانتصار العسكري إلى انتصار سياسي، وبالتالي ليست بوارد دخول نزاعات تهدد مصالحها".