هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحل، الخميس، الذكرى السابعة لثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، التي بدأت بمظاهرات شعبية دعت لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك وانتهت بإعلان تنحيه عن السلطة في 11 شباط/ فبراير.
وتتزامن ذكرى الثورة مع عيد الشرطة المصرية في الخامس والعشرين من يناير حيث تعمد الداعون للاحتجاجات قبل سبعة أعوام اختيار هذا اليوم للتعبير عن غضبهم من تجاوزات الشرطة بحق المواطنين.
وللمرة الأولى منذ اندلاع الثورة تمر الذكرى السنوية لها دون إعلان أي حزب أو جماعة أو قوى سياسية عن الدعوة لفعاليات لإحياء هذه الذكرى، حيث كان من المعتاد خلال السنوات السابقة تنظيم مظاهرات احتجاجية أو مؤتمرات جماهيرية، حيث سادت حالة من الهدوء شوارع وميادين القاهرة ;المحافظات المصرية المختلفة.
اقرأ أيضا: ذكريات ثورة يناير المصرية.. هل ضاعت أحلام الشعب؟
ويقول مراقبون إن حالة القمع غير المسبوقة التي تشهدها البلاد والتضييق على أي محاولة للتعبير عن الرأي والسيطرة الأمنية المشددة منعت تنظيم أي فعالية لإحياء ذكرى الثورة رغم تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
كما زادت موجة الطقس السيء التي تضرب البلاد من هدوء الشوارع بعد تعرض المحافظات لسقوط أمطار غزيرة وانخفاض في درجات الحرارة، بالإضافة إلى منح الحكومة موظفي القطاعين العام والخاص إجازة من العمل احتفالا بذكرى الثورة وعيد الشرطة وهو ما أدى إلى خلو الشوارع تقريبا من المارة.
عيد لا ثورة
وشهدت ذكرى الثورة تزايد الهجوم عليها في وسائل الإعلام المؤيدة للنظام والتي تسيطر عليها الأجهزة الأمنية بشكل كامل، حيث وصفت الثورة بأنها كانت مجرد مؤامرة من أعداء البلاد وتسببت في تدهور الاقتصاد الوطني وانتشار الفوضى في عدد من البلدان العربية.
وكان من اللافت للنظر اهتمام الإعلام بالتركيز على الاحتفال بعيد الشرطة، وتجاهل ذكرى ثورة يناير (كانون الثاني)، حيث وضعت قنوات التلفزيون الرسمية والخاصة المؤيدة للنظام شارة تهنئة على شاشتها بعيد الشرطة رقم 66.
واستقبلت وزارة الداخلية ذكرى ثورة يناير بطريقتها الخاصة حيث قام أفراد الشرطة بتوزيع الحلويات والورود على المواطنين في ميدان التحرير، مهد الثورة ورمزها.
كما شهد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، الاحتفال بعيد الشرطة ومنح الأوسمة والأنواط لمجموعة من الضباط وأسماء شهداء الشرطة تقديرا لتضحياتهم من أجل الوطن وتفانيهم في العمل، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية.
واكتفى السيسي، خلال كلمته، بتوجيه التحية للشعب المصري في ذكرى الثورة، ولم يفته أن يحذر المصريين من قوى داخلية وخارجية تستغل المطالب النبيلة للشعوب في تحقيق أهداف مغرضة.
الإخوان تدعو للتوحد
أما جماعة الإخوان المسلمين التي تتعرض منذ أكثر من أربع سنوات لحملة قمع غير مسبوقة طالت عشرات الآلاف من أعضائها وقياداتها، وتركتهم بين معتقل ومطارد ومهاجر فلم تتمكن من تنظيم أي فعاليات جماهيرية لإحياء ذكرى الثورة.
وأكدت الجماعة، في بيان لها يوم الخميس حصلت "عربي21" على نسخة منه، على ضرورة توحيد الصف الثوري لإنهاء الانقلاب، عبر مشاركة الجميع دون استثناء في بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
وطالبت "جميع الفرقاء السياسيين بالتمسك بأهداف ثورة يناير لاستعادة حقوق الشعب وحقوق الشهداء والجرحى وإنقاذ الوطن من سيطرة العسكر".
وذكرت الجميع أنها شاركت "جميع المصريين بكل طوائفهم في أعظم ثورة شعبية في العصر الحديث أبهرت العالم بسلميتها وقوتها ونجحت في بدايتها واستطاعت إسقاط رأس النظام، ولولا خيانة عسكر الانقلاب وتآمرهم على حلم الشعب المصري وانقلابهم على التجربة الديمقراطية الوليدة، واختطافهم أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر لكان للثورة والشعب اليوم شأن آخر"، حسب البيان.
النشطاء يتبادلون الذكريات
وبسبب حالة القمع التي يمارسها النظام، ومنعه لأي محاولة للتعبير عن الرأي، اكتفى العديد من النشطاء والسياسيين الذين شاركوا في ثورة يناير باستعادة ذكريات الثورة، وخاصة الثمانية عشر يوما التي قضاها آلاف المحتجين في ميدان التحرير ورفضوا مغادرته حتى تنحي الرئيس الأسبق مبارك.
ونشر آلاف النشطاء صورا ومقاطع فيديو لأحداث الثورة وأسماء شهدائها تحت هاشتاج #25يناير.
واكتفت الأحزاب السياسية، مثل حزب الوفد وحزب المحافظين، بإصدار بيانات التهنئة بذكرى الثورة، والتي استغلتها لمهاجمة جماعة الإخوان المسلمين واتهامها بإفساد الثورة واستغلالها لتحقيق مصالح ضيقة.
وخارج البلاد، حيث يتواجد الآلاف من معارضي النظام، أحيا الائتلاف العالمي للمصريين بالخارج الذكرى السابعة لثورة يناير في مدينة "فرانكفورت" الألمانية، حيث عقد الائتلاف مؤتمرا تحت عنوان "يناير حلم الحرية"، شارك فيه مجموعة من النشطاء والسياسيين.
اقرأ أيضا: بذكرى الثورة.. ماكين يذكّر السيسي بجرائمه.. والخارجية ترد
وأكد المتحدثون في المؤتمر على ضرورة دعم الديمقراطية في مصر وعدم نسيان دماء شهداء الثورة، مؤكدين أن الأمل لم يفقد بعد لاستكمال الثورة والخروج من حالة الظلم والفساد التي يمارسها النظام الحالي.
إجراءات أمنية مشددة
وأعلنت الحكومة عن اتخاذ إجراءات أمنية مشددة وانتشار مكثف لقوات الجيش والشرطة لمواجهة أي تظاهرات مفاجئة، حيث طوقت قوات الأمن مداخل القاهرة الكبرى ونشرت الكمائن والتمركزات الأمنية الثابتة والمتحركة بالطرق الرئيسية.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان لها، إنها وضعت خطة شاملة لتأمين الميادين والمنشآت الحيوية والشرطية في جميع المحافظات خلال الاحتفال بعيد الشرطة الذي يصادف ذكرى ثورة 25 يناير، موضحة أنه تم توزيع قوات من المباحث والشرطة السرية وتوسيع دائرة الاشتباه الجنائي والسياسي لضبط أي شخص يحاول زعزعة الاستقرار.
وحذرت الداخلية من أنها ستتعامل بكل حزم مع أي محاولة لإشاعة الفوضى بالبلاد، مؤكدة على التصدي لأي محاولات تظاهر دون تصريح أو ارتكاب أعمال تخريبية أو تعطيل مصالح المواطنين أو الإخلال بالأمن العام.