صحافة دولية

هل تبقي واشنطن على الاتفاق النووي مع إيران رغما عن ترامب؟

جيتي
جيتي

نشرت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على رفض الأوساط الأمريكية لقرارات ترامب حيال الاتفاق النووي مع إيران، حيث يعارض أغلب السياسيين الأمريكيين بمن فيهم مؤيدو سياسة ترامب إلغاء الاتفاقية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من حملة الانتقادات الشرسة التي وجهها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للاتفاق النووي مع إيران، ووصفه على أنه "أسوأ اتفاق في تاريخ الولايات المتحدة"، إلا أن الاتفاق ما زال ساريا إلى الآن.
 
وأكدت الصحيفة أنه في غضون أيام، يتوجب على ترامب اتخاذ قرار بشأن الاتفاق النووي. وفي هذا السياق، يرى المراقبون أن ترامب سيبقي على الاتفاق ولن يقوم بإلغائه، مؤكدين أن الاضطرابات السياسية الأخيرة في إيران لها أثر كبير على هذا القرار، ويقدم ترامب تقريرا كل 90 يوما للكونغرس الأمريكي حول التزام إيران ببنود الاتفاق، الذي ينص على منع طهران من إنتاج قنابل نووية.

 

اقرأ أيضا: أمريكا تعلن الجمعة قرارها بشأن الاتفاق النووي الإيراني

وأضافت الصحيفة أنه إبان الاتفاق النووي في سنة 2015 علقت الولايات المتحدة جميع العقوبات التي فرضتها على طهران. وفي هذا الصدد، ينبغي لترامب أن يقرر كل 120 يوما ما إذا كان سيمدد تعليق العقوبات أو إعادة فرضها مرة أخرى. عموما، يقترب الموعد النهائي لاتخاذ قرارين في البيت الأبيض، حيث سيقدم ترامب يوم الخميس القادم، تقريرا يفيد ما إذا كانت إيران ملتزمة بالاتفاق، وبالتالي، تمديد العمل به. وفي يوم الجمعة الموالي، سيتخذ ترامب قرارا حول العقوبات المعلقة منذ سنة 2015.
 
وأفادت الصحيفة أن ترامب يميل إلى وقف تعليق العقوبات المسلطة على النظام الإيراني. وحيال هذا الشأن، صرح عضو بارز في الحكومة الأمريكية لصحيفة "بوليتيكو" أنه "في حال مدّد ترامب تعليق العقوبات ضد إيران، سيكون ذلك بمثابة رسالة واضحة للمعارضة الإيرانية مفادها أن الولايات المتحدة تقف مع النظام الفاسد". ومن جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي عن دعمه للاحتجاجات الحالية في إيران، مشددا على رغبته في أن تتغير الحكومة في طهران.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب يرغب في استغلال هذه الفرصة من أجل إظهار موقفه الرافض لبرنامج الصواريخ الإيراني، فضلا عن التعبير عن استيائه إزاء نفوذ طهران المتزايد في منطقه الشرق الأوسط. وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، رفض ترامب الإقرار بالتزام إيران لبنود الاتفاق، على الرغم من تصديق الأمم المتحدة على تقيد إيران بالاتفاق النووي. وتبذل واشنطن جهودا حثيثة في الخفاء من أجل إنقاذ الاتفاق النووي مع طهران.
 
وأوردت الصحيفة أن ترامب حث الكونغرس منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على اتخاذ إجراءات قانونية جديدة تجاه إيران، بهدف السماح للولايات المتحدة بممارسة سياسة القوة مع طهران. وفي هذا الإطار، صرح وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، المؤيد للاتفاق النووي، أن ممثلي الشعب في حاجة إلى مزيد من الوقت من أجل اتخاذ مثل هذه الإجراءات. وبالتالي، لن يتخذ أي قرار في هذا الشأن قبل نهاية الأسبوع الجاري.
 
وأبرزت الصحيفة أن مجلس الشيوخ يتعمد تأجيل اتخاذ أي قرار حول إيران. وفي هذا الصدد، يرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب كوركر، أن اتخاذ قرار بفرض عقوبات على إيران من شأنه أن يدفع طهران إلى استئناف برنامجها النووي. ونتيجة لذلك، ستلجأ الولايات المتحدة إلى القوة العسكرية من أجل ردع طهران. وأردف الجمهوري كروكر أن ترامب عليه في الوقت الحاضر أن يحافظ على الاتفاق النووي.

وذكرت الصحيفة أنه في حال استأنفت الولايات المتحدة فرض العقوبات على طهران، ستتوقف واشنطن عن استيراد النفط الإيراني، الأمر الذي من شأنه أن يضر باقتصاد إيران. وبالتالي، لن تتوانى طهران عن اتهام واشنطن بأنها السبب وراء الأزمات الاقتصادية التي عصفت بالبلاد مؤخرا، وأنها مسؤولة عن الاحتجاجات الحالية.

 

اقرأ أيضا: ولايتي: كل الخيارات متاحة إذا انسحبت أمريكا من اتفاق النووي

ومن الواضح أن الرئيس الأمريكي غير ملم بهذه التفاصيل، في حين أن جل ما يسعى إليه يتمثل في تنفيذ وعوده الانتخابية على غرار تقويض الاتفاق النووي مع إيران، فضلا عن سعيه الدؤوب لإرضاء أهم حلفائه في الشرق الأوسط، إسرائيل والمملكة العربية السعودية، اللتين تعارضان الاتفاق النووي مع إيران.
 
وأكدت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي يرغب في إجراء محادثات حول برنامج إيران الصاروخي دون التطرق للاتفاق النووي. ومن جهتها، حذرت إيران من مغبة إلغاء العمل بالاتفاق النووي، الأمر الذي سيضطرها لوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشرف على برنامجها النووي.
 
وقالت الصحيفة إن نهاية الأسبوع ستكشف العديد من المعطيات بشأن الاتفاق النووي، كما ستجيب عن السؤال الأبرز: إلى متى يجب أن يقبل ترامب بهذا الاتفاق غير المرحب به؟

التعليقات (0)