هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن الناشط السياسي المصري، حازم عبد العظيم، طيّه لملف الرهان على المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة بمصر، الفريق أحمد شفيق، وذلك في أعقاب التصريحات التي قالها الأخير بالأمس بشأن موقفه من الانتخابات المزمع إجراؤها منتصف العام المقبل، مضيفا: "بالنسبة لي؛ انتهى تماما هذا الملف على المستوى السياسي وطويت صفحة شفيق، لكن يبقى فقط تواصلنا على المستوى الشخصي والإنساني ليس إلا".
وتوقع في مقابلة مع "عربي21" قيام عدد من الشخصيات المهمة في الجهات السيادية بإجراء مقابلات مع "شفيق"، للضغط بقوة عليه بكل السبل الممكنة لثنيه عن موقفه من الترشح لانتخابات الرئاسة، والتفاوض معه بشكل أو بآخر من خلال أسلوب الترهيب أو الترغيب.
ونوه إلى أن الضغوط التي تعرض لها "شفيق" قد تكون وصلت حد التهديد بالمساس به وأسرته وعائلته وسمعته الشخصية وفتح الكثير من القضايا الاتهامات ضده، مضيفا: "أساليب الترهيب والترغيب كثيرة، وهذا هو عمل رجال النظام الحاكم، وهم محترفين في ذلك تماما. لا أحد يعلم تفاصيل ما فعلوه مع شفيق خلال الفترة الماضية، الأمر الذي جعله ينقلب على كل كلامه 180 درجة".
اقرأ أيضا: السادات يعلن لـ"عربي21" نيته خوض سباق الرئاسة في مصر
ونفى "شفيق"، في تصريحات عبر الهاتف مع فضائية "دريم" المصرية الخاصة، مساء الأحد، اختطافه من قبل السلطات المصرية، قائلا إنه تم استقباله بشكل جيد في القاهرة، لدى وصوله مطار القاهرة الدولي، مساء السبت، وأنه يتمتع بحرية تامة، على حد قوله.
وردا على سؤال حول موقفه من الترشح للانتخابات الرئاسية، قال "شفيق": "أعلنت خوضي للانتخابات من الإمارات.. وأنا الآن متواجد على أرض الوطن ويجب أن أزيد الأمر تدقيقا وتفحصا، وأن أنزل إلى الشارع لتحري الدقة وتحديد المطلوب، وأستشعر مع ما يدور من مجهودات"، لافتا إلى وجوده في مصر يتيح له التأكد من صحة قرار الترشح من عدمه.
واستطرد "عبد العظيم" قائلا: "الكثيرون راهنوا على الفريق شفيق وعلّق عليه البعض آمالهم، لكن يبدو أن حجم وكمّ الضغوط والابتزازات التي تعرض لها كانت أكبر منه بكثير"، مشيرا إلى أن "شفيق" عقب تصريحاته أصبح في قمة الأمن والأمان بالنسبة له ولأسرته، وأنه لا يعنيه أي تحركات لـ"شفيق" لاحقا.
وبشأن إذا ما كان "شفيق" قد خذل من راهنوا عليه، وأنه لم يكن جديرا بالثقة التي حظي بها من قبل البعض، قال:" علينا أن نتمهل قليلا كي تتكشف الحقائق أكثر فأكثر، فإذا لم يكن قد تعرض لضغوط وبادر بالإعلان عن تصريحاته فوقتها يمكن القول إنه خذلنا وخيّب آمالنا فيه، أما إذا كان قد تعرض لضغوط شديدة وهو الأقرب لما حدث، فلا ينبغي المزايدة أو التهجم عليه، وعلينا أن نلتمس له العذر في ظل نظام ينتهج ممارسات رخيصة وغير أخلاقية تماما".
وأشار إلى أن بنات الفريق "شفيق" تحدثوا هاتفيا مع والدهم أمس الأحد لفترة قصيرة، مؤكدا أنهم في حالة قلق عليه، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة التي زادتهم قلقا على قلقهم، حيث كانوا مندهشين إلى حد كبير مما قاله، لأنهم يعلمون جيدا أن والدهم شخصية عنيدة، وأنه لن يتراجع عن موقفه من انتخابات الرئاسة بسهولة.
اقرأ أيضا: بعد تراجع شفيق.. ما شكل الانتخابات التي يريدها السيسي؟
وشدّد "عبدالعظيم" على أن جميع التصريحات التي قالها "شفيق"، في مداخلته على قناة دريم الفضائية، غير صحيحة باستثناء حديثه بشأن الفيديو الخاص به الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية، لافتا إلى أنه يستقى معلوماته من أسرة "شفيق"، التي عبّر عن تعاطفه معها ودعمه المعنوي لها، خاصة أنه كان على اتصال مباشر بـ"شفيق"، خلال الخمسة شهور الماضية، وكان يدرك تماما نواياه وما كان يعتزم القيام به.
وحول إذا ما كانت تصريحات "شفيق" بمثابة مناورة بحسب اعتقاد البعض، أضاف:" استبعد ذلك تماما، فكيف يعود الفريق مرة أخرى لصدارة المشهد بعد ما حدث، وكيف يثقوا فيه بعد ذلك؟، إلا في حالة واحدة أن يوضح للجميع أبعاد وتفاصيل ما جرى معه من ضغوط وابتزازات خلال 24 ساعة التي أعقبت ترحيله لمصر".
وبشأن رؤيته لمشهد الانتخابات الرئاسية في ظل غياب "شفيق"، قال:" لن تكون هناك أي انتخابات حقيقية على الإطلاق، وستفقد أي زخم أو مشاركة واسعة فيها، فلم يعد لها أي طعم أو لون أو رائحة، خاصة في ظل انعدام الضمانات التي تضمن نزاهتها، وفي ظل غياب أي مرشح حقيقي. سيكون المشهد عبثيا وبائسا من الدرجة الأولى".
ورجّح مقاطعة معظم القوى السياسية المعارضة لهذه الانتخابات، ولن يشاركوا فيها بأي شكل من الأشكال، لأنه لم يعد بمقدورهم فعل أي تغيير من خلالها، ولأنها باتت محسومة تماما سلفا، لافتا إلى أن المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة، خالد علي، لن يكون منافسا في أي عملية انتخابية، حيث أن فرصه قليلة للغاية أو تكاد تكون منعدمة تماما، وهذه قراءة متسقة مع الواقع، بحسب قوله.
واستطرد "عبدالعظيم"، قائلا:" الساحة أصبحت خالية تماما أمام السيسي يفعل فيها ما يشاء ويعربد فيها كيفما يشاء، وبالطبع يمكنه النزول في الانتخابات منفردا من أجل الحصول على نسبة الـ 5% من قاعدة الناخبين، وهي النسبة المقررة في قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية، وبالتالي سيصبح المشهد كما كان خلال حكم المخلوع مبارك استفتاء يليق به".
وتابع:" كل شيء أصبح واردا ومحتملا في هذه البلد التي فقدت جميع مقومات الدولة، فنحن أزاء عصابة حاكمة لا تجد من يردعها، إلا أن ما يحدث حاليا يؤكد بما لايدع مجال للشك أن النظام يعيش مراحله الأخيرة، وأنه وصل لدرجة كبيرة من التأزم وانسداد الأوضاع أمامه، ويبدو أن القوى الباطشة هي المسار الوحيد الذي سيظل متجها إليه حتى يلقى مصيره المحتوم".
اقرأ أيضا: أول ظهور لأحمد شفيق منذ وصوله القاهرة.. ماذا قال؟ (شاهد)
وأشار "عبدالعظيم"، وهو أحد الشخصيات المقربة من "شفيق"، إلى أن الجهات الأمنية نجحت في اختراق حزب الحركة الوطنية المصرية، الذي يترأسه "شفيق"، وتم تفجيره من الداخل، وهو الأمر الذي أنعكس على حملة الاستقالات المتوالية التي حدثت خلال الأيام السابقة، فضلا عن هجوم البعض على "شفيق" من داخل حزبه.
وعبّر "عبدالعظيم" عن اندهاشه من ردود الفعل الغربية تجاه ما جرى مع "شفيق"، لافتا إلى أنها كانت أقل من مستوى التوقعات وتكاد تكون غير ملموسة حتى هذه اللحظة، موضحا أن ردود الفعل الغربية قد تتغير خلال الساعات المقبلة، حال إصرار "شفيق" على موقفه من الترشح للرئاسة دون تراجع.
وكشف "عبدالعظيم" عن أنه سافر مرتين خلال الفترة الماضية إلى دولة الإمارات، وتحديدا في حزيران/ يونيو 2014، وفي أيار/ مايو 2017، بدعوة من جهات إماراتية (لم يحددها)، ولم تكن الدعوة موجهة له من "شفيق" نفسه، الذي التقى به خلال تلك الزيارات.
ولفت إلى أنه التقى بشخص من جهة سيادية إماراتية عقب وصوله "أبو ظبي"، وكان الحديث بينهما وديا، حيث اعتذر له الثاني على رفضهم السابق منحه تأشيرة سفر إلى الإمارات، لافتا إلى أن المسؤول الإماراتي أكد له أنهم يحبونه ويعرفونه جيدا ويعلمون كل شيء عنه، مضيفا:" بعد ذلك، تواصلت مع الفريق شفيق والتقيت به عدّة ساعات".
كما كشف أن عدد من القوى والشخصيات المعارضة كانت تعتزم إصدار بيان خلال الساعات الماضية لرفض ما جرى بحق "شفيق"، وللتعبير عن تضامنهم مع حقه في الترشح للانتخابات الرئاسية، إلا أنه عقب تصريحات "شفيق" تراجعوا عن هذه الخطوة.
واختتم "عبدالعظيم" بقوله:" في كل الأحوال أكن كل الاحترام والتقدير للفريق أحمد شفيق ولمحاولته الشجاعة في دخول الانتخابات، وأقدّر وأتفهم تماما موقفه لو كان قد تعرض لضغوط حقيقية، وأتمنى بالطبع له ولأسرته السلامة، وستظل علاقتي به على المستوى الشخصي مستمرة وفيها كل الاحترام، أما على المستوى السياسي فهذا موضوع آخر".