صحافة دولية

مونيتور: حائط البراق يكشف الصدع بين إسرائيل ويهود الشتات

مونيتور: هوتفلي قالت إن معظم اليهود الأمريكيين لا يفهمون إسرائيل- أ ف ب
مونيتور: هوتفلي قالت إن معظم اليهود الأمريكيين لا يفهمون إسرائيل- أ ف ب

وصفت المعلقة في موقع "المونيتور" مازل معلم، الصدع الحاصل بين إسرائيل واليهود الأمريكيين، حول إلغاء المزايا التي كان اليهود التقدميون يتمتعون بها عند حائط البراق، أو كما يعرف بالحائط الغربي، بأنه تعبير عن الأزمة التي تسبب بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية. 

 

وتقول الكاتبة إن "الكثيرين لم يكونوا ليعرفوا عن الأزمة المتصاعدة بين الطرفين بشأن المزايا في حائط البراق حتى تصريحات نائبة وزير الخارجية تسيبي هوتفلي في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر، التي يمكن أن تشبه بهجوم إرهابي آخر بشأن العلاقة بين إسرائيل واليهود الأمريكيين، ومن خلالهم تم الكشف عن الدراما التي يعاني منها هؤلاء في الإعلام الإسرائيلي، وأصبحت على الأجندة السياسية الإسرائيلية".

 

وتشير معلم في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الجدل بدأ بعد مقابلة هوتفلي مع شبكة (124 نيوز) الإنجليزية، لافتة إلى أنه من ضمن الأشياء التي قالتها هوتفلي أن معظم اليهود الأمريكيين لا يفهمون إسرائيل؛ لأنهم "لا يرسلون أبدا أبناءهم للقتال من أجل البلد.. ومعظم اليهود الأمريكيين لا أبناء لهم يعملون جنودا يذهبون للمارينز يقاتلون في أفغانستان والعراق.. ومعظهم لديهم حياة عادية، ولا يشعرون أن حياتهم عرضة للصواريخ، وأعتقد أن جزءا منها هو تجربة ما تعانيه إسرائيل بشكل يومي". 

 

وتبين الكاتبة أن إهانة نائبة وزير الخارجية انتشرت في كل مكان مثل النار في الهشيم، واكتشف نتنياهو، الذي يشغل منصب وزير الخارجية أيضا، الضرر الذي يمكن أن تحدثه تصريحاتها، وقام بإصدار بيان خاص، استنكر فيه هذه التصريحات وشجبها، وقال إن "يهود الشتات هم أعزاء علينا، وهم جزء لا يتجزأ من  الشعب، ولا مكان لهذه الهجمات والتعليقات، التي لا تعبر عن الموقف الإسرائيلي". 

 

وتلفت معلم إلى أن "المجموعة  القريبة من نتنياهو قامت في وقت لاحق، وفي محاولة لتخفيف الأزمة، بنشر تعليقات تفيد بأن نتنياهو يفكر بعزل هوتفلي، لكنها لا تزال في مكانها، واستخدم نتنياهو وضعها المعقد من أجل ترضية اليهود الأمريكيين، فبعدما قبل قرار اليهود الأرثوذكس بإلغاء المميزات الممنوحة لليهود التقدميين بالصلاة في مكان خاص، اعتبر الكثير من اليهود الأمريكيين أنه سبب في تدمير العلاقات بين إسرائيل واليهود في الشتات". 

 

وتقول الكاتبة إن "أي شخص زار المجتمعات اليهودية في الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية فإنه فهم حجم الأزمة، وفي الوقت الذي يتعامل فيه الرأي العام الإسرائيلي، خاصة العلمانيين، مع إلغاء المزايا في الحائط الغربي بنوع من اللامبالاة وعدم التعاطف، إلا أن اليهود الأمريكيين اعتبروه صدمة كبيرة هزت القاعدة التي قامت عليها العلاقات". 

 

وتوضح معلم أن "الكثير من اليهود في أمريكا ممن لا يخدمون في (جيش الدفاع الإسرائيلي)، ولا يرسلون أبناءهم وأحفادهم للخدمة فيه يؤمنون بالنموذج الصهيوني، ويعبرون عن احترامهم له، ومع ذلك فهم يشعرون بالإحباط؛ لأن الألم الذي عانوا منه لا يتم الاعتراف به أو الشعور به في إسرائيل، وظل هذا هو الحال حتى 22 تشرين الثاني/ نوفمبر عندما قامت هوتفلي بالاستخفاف بهم، وكان موقفا لا يحتمل ويعبر عن جهل منها". 

 

وتذكر الكاتبة أن مجموعة إسرائيلية استفادت من الجدل الذي أحدثته هوتفلي، وتضم هذه المجموعة المقاتلين الجنود الذين شاركوا في حرب الأيام الستة، ودخلوا القدس الشرقية عام 1967، حيث يقوم هؤلاء بحملة ضد إلغاء الاتفاق في الجدار الغربي، مشيرة إلى أن المنظمة ظلت تعمل لأكثر من شهر على لفت انتباه الرأي العام لقضيتهم، لكن دون جدوى، فـ"الإسرائيليون ليسوا مرتبطين بحس الكارثة التي يشعر بها اليهود الأمريكيون". 

 

وتفيد معلم بأنه في اليوم الذي أثارت فيه هوتفلي ضجة بتصريحاتها، فإن المجموعة وزعت عريضة على وسائل التواصل الاجتماعي، جاء فيها: "نحن الجنود والضباط الذين قاتلوا في القدس والمنطقة القريبة من الجدار الغربي في حرب الأيام الستة، قررنا أن ننضم للقتال، وجعل الجدار الغربي للرجال والنساء من أبناء الشعب اليهودي في إسرائيل والعالم كلهم"، وأضافت العريضة: "إننا غاضبون ومحبطون من الطريقة التي  تتم فيها إدارة موقع وطني يهودي للشعب اليهودي كله، ومنح فقط للأرثوذكس.. إن الجدار الغربي هو موقع للعبادة للناس كلهم في إسرائيل ولكل شخص في الشتات، ونؤمن أن كل يهودي ويهودية لهم الحق في العبادة عند الحائط الغربي بطريقته أو بطريقتها الخاصة.. وتؤذي الطريقة التي تعامل فيها الحكومة يهود الشتات، وتؤذي علاقة الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وتصميمنا الوطني". 

 

وتنوه الكاتبة إلى أن "تصريحات هوتفلي أسهمت في نشر رسالة المجموعة، وبتذكير الإسرائيليين أن الحائط الغربي ليس ملكا لليهود الأرثوذكس فقط، لكنه رمز لليهود في إسرائيل والشتات، ولهذا أصبحت الأزمة مع اليهود الأمريكيين وتداعياتها موضوع الساعة في نشرات الأخبار والحوارات الرئيسية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وقابل الإعلام الرئيسي مسؤولا من اليهود الأمريكيين تلو الآخر، ومنح اليهود الأمريكيون فجأة المنبر للحديث".

 

وتورد معلم أن من بين من تمت مقابلتهم رئيس الحركة الإصلاحية في الولايات المتحدة الحاخام ريك جاكوبس، الذي قابلته القناة العاشرة التابعة للجيش الإسرائيلي، وطالب رئيس الوزراء طالب بعزل نائبة وزير الخارجية، وعبر عن دهشته من الجهل الذي أبدته هوتفلي، التي لا تعرف مدى خدمة اليهود في الجيش الأمريكي، وقال في نقد واضح إن نصف سكان إسرائيل لا يخدمون في الجيش، ومن ضمنهم اليهود الأرثوذكس.

 

وبحسب الكاتبة، فإنه في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، وقبل أيام من الجدل الذي أثارته هوتفلي، فإن مدير مؤسسة "رويت"، التي تقوم بمعالجة التحديات التي تواجه إسرائيل واليهود في نيويورك، غيدي غرينستين، قابل وفدا من الصحافيين وعمد البلدات الإسرائيليين، الذين جاءوا لإجراء سلسلة من المقابلات مع قادة المجتمع اليهودي الأمريكي، حيث كان غرينستين عاطفيا، ويتحدث عن حس الأزمة التي تعيشها إسرائيل والخوف، لكنه كان يتحدث عن الأحداث المتعلقة بالحائط الغربي. 

 

وتختم معلم مقالها بالقول: "يبدو أن بعض الحاضرين كان مبالغا في وصفه للأزمة في بعض الأحيان، لكن وبعد نشر كلمات نائب وزير الخارجية المؤذية بدا واضحا أن لدى يهود الشتات سببا للخوف".

التعليقات (0)