استشهد كاتب ومحلل
إسرائيلي معروف بآية قرآنية في سياق توجيه النصح للحكومة الإسرائيلية في كيفية التعامل مع المملكة العربية
السعودية.
ففي مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم"، استشهد الكاتب الإسرائيلي المعروف مردخاي كيدار بآية "إن الله مع الصابرين"، من سورة البقرة، معتبرا أن الصبر هو ما سيؤدي إلى جني الثمار من العلاقة مع المملكة.
وعلق الكاتب على ما سماها "هتافات الفرح وأنهار الانفعال التي أغرقت الصحافة الإسرائيلية"، إثر المقابلة التي أجراها رئيس الأركان الإسرائيلي مع موقع "إيلاف" السعودي، مضيفا أن "القليل من الإسرائيليين يعرفون أن الذي أجرى المقابلة ليس سعوديا هبط سرا في إسرائيل بل هو مجدي حلبي، أخونا وواحد منا، مراسل "إيلاف" في إسرائيل"، وأن "الموقع يستضيف إسرائيليين منذ إنشائه عام 2001".
وقال كيدار: "يبدو أن إسرائيليين -كبارا ومهنيين في إجراء المقابلات- نسوا القاعدة الأولى في ثقافة السوق في الشرق الأوسط، هذه القاعدة علمنا إياها الكاهن الأكبر لقواعد المفاوضات في منطقتنا البروفيسور موشيه شارون (معلمي وكاهني أطال الله في عمره): لا تظهر أبدا الحماسة، لأن الثمن سيرتفع إلى مستوى لن تستطيع دفعه".
ورأى الكاتب الإسرائيلي أن السعوديين محتاجون لنا بسبب الإيرانيين، وسيكونون مستعدين للدخول إلى الفراش حتى مع الشيطان ذاته؛ فقط إذا خلصهم من الفارسيين". وهنا وجّه الكاتب نصيحته بالقول: "يجب علينا أن نتظاهر بعدم الحماسة، من أجل أن يتشجعوا، فيحاولوا إقناعنا بعمل سلام معنا بشروطنا، مثلا، سفارة في القدس. لماذا؟ هكذا. لأن هذا هو شرطنا".
وهنا قال الكاتب الإسرائيلي إن الحماسة الإسرائيلية لأي إشارة سعودية في العلاقة مع إسرائيل تدل على أننا "لم نتعلم ما يقوله القرآن لجيراننا: (إن الله مع الصابرين)، أي إذا أردت أن يساعدك الله، فلا تستعجل ولا تخرج عن طورك ولا تنفعل ولا تظهر مشاعرك. حافظ على هدوئك وعلى صبرك واحرص على أن تظهر وجها مسكينا".
وزاد الكاتب رؤيته إيضاحا بالقول إن "الضغط والخوف من الإيرانيين، الذي يدفع السعوديين نحونا، يمكننا – ربما للمرة الأولى في التاريخ – من وضع شروط لعقد القران: مفاوضات مباشرة مع السعوديين فقط بدون تدخل أجنبي، سفارة سعودية في القدس، اعتراف سعودي بدولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي، اعتراف بحق اليهود بالعيش في أرجاء أرض إسرائيل، فصل السلام مع السعودية عن المسألة الفلسطينية، امتناع السعودية عن التصويت ضد إسرائيل في المؤسسات والمنظمات الدولية، تطبيع كامل، بما في ذلك علاقات علمية، فنية، تجارية، صناعية ورياضية مع رفع أعلام وعزف السلامين الوطنيين. لا نريد؟ مع السلامة وإلى اللقاء".
وختم "كيدار" مقاله بالقول: "إن من يعتقد أن سلاما كهذا - والذي هو أفضل بكثير من الاتفاقات مع مصر والأردن- هو غير ممكن، فإنه ما زال قابعا في عقلية جواسيس موسى الذين أخبروه بعد أن جالوا في البلاد: (في اليوم الذي نرى فيه أنفسنا بحجمنا الصحيح، فإن جيراننا سينظرون الينا بالطريقة المناسبة، وحتى ذلك الحين اهدأوا)".