نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن خسارة تنظيم الدولة للرقة مؤخرا. ويحيل ذلك إلى أن التنظيم سيشهد تحولات في المنطقة من أجل أن يضمن البقاء على قيد الحياة، مع العلم أن هذه التحولات لا تعني أن "
الإرهاب" سيختفي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن انتزاع
الرقة في الفترة الأخيرة؛ ترك تنظيم الدولة في موقف حرج ووضع غير مستقر، سواء في سوريا أو العراق. وعلى الرغم من تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ أن "هزيمة الإرهاب أصبحت وشيكة"، إلا أن هذه التصريحات لا تمت للواقع بصلة.
وأضافت الصحيفة أن سوريا لا تزال تعج بعدد كبير من المقاتلين المتطرفين، فضلا عن كون مهمة تحديد العدد الحقيقي لمتبني أيديولوجية التنظيم، شبه مستحيلة. في المقابل، لا يمكن إنكار أن تنظيم الدولة لا يزال يحكم قبضته على عدد من الجيوب المتقطعة إقليميا، في حين تفرض هذه الحقيقة على تنظيم الدولة جملة من التحولات. من جانب آخر، قد يندثر جيش التنظيم، لكن من المرجح جدا أن يشكل خلاياه الخاصة التي ستعمل على تنفيذ هجمات في كل مكان.
وبينت الصحيفة أن العنف الذي تولده آلة تنظيم الدولة؛ سيصبح أمرا من الصعب التنبؤ به أو توقعه أكثر مما هو عليه الآن في العراق وسوريا. فعلى سبيل المثال، عندما غادرت القوات الأمريكية العراق في سنة 2011، اعتقدت واشنطن أن تنظيم الدولة في العراق ليس إلا بقايا حركة تضم بضع مئات من المقاتلين، ليحدث العكس تماما. فقد عزز تنظيم الدولة في العراق قواه في الأشهر الموالية لانسحاب القوات الأمريكية، ليعلن البغدادي قيام "الخلافة" بعد ثلاث سنوات.
وأوردت الصحيفة أن التلاشي المتوقع "لجيش التنظيم"، سيؤدي بالضرورة إلى جملة من التحولات التي ستجعل حتما من أعماله الوحشية أمرا غير قابل للتنبؤ به على نحو متزايد. وسيترك تنظيم الدولة خلفه وحدتين تشغيليتين في العراق وسوريا، من المرجح أن تكون كلاهما أكثر فتكا وأكثر وحشية من السابق.
ونقلت الصحيفة أن الفكر المتطرف لن يندثر بموجب هزيمة تنظيم الدولة في معاقله الرئيسية؛ نظرا لأن التنظيم قد أخذ في التكيف مع العصر الجديد منذ فترة. في الأثناء، أصبح السلاح الآخر لتنظيم الدولة، المتمثل في الذئاب المنفردة، جليا للعيان من خلال الهجمات التي نفذت في البلدان الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية. علاوة على ذلك، ليس هناك مؤشرات توحي بأن الذئاب المنفردة في طريقها إلى الاختفاء بين عشية وضحاها.
وأضافت الصحيفة أن من الخصائص الأخرى المميزة لتنظيم الدولة، أنه يلقى دعما خاصا من قبل السنة؛ نظرا لأنه كيان يعمل على تغذية الكراهية ضد الشيعة في كل من سوريا والعراق.
وفي الأسبوع الماضي، وعقب العثور على ترسانة عسكرية تعود لتنظيم الدولة في منطقة دير الزور السورية، تبين أن جزء منها صناعة إسرائيلية. وعموما، لا تعد هذه المرة الأولى التي يكتشف فيها وجود أسلحة إسرائيلية بين قبضة تنظيمات متطرفة؛ على غرار تنظيم الدولة وجبهة النصرة.
وأوردت الصحيفة أن هذا التدخل الأجنبي لن يختفي على الفور، أو على الأقل في الأيام القليلة القادمة. في الأثناء، وخلافا لما صرح به بوتين حول قرب انتهاء الإرهاب، لن يندثر الإرهاب سواء في سوريا أو خارجها. ويعزى السبب وراء ذلك إلى أن هذا التنظيم المتطرف يخدم مصالح العديد من "المعتوهين" والجهات الفاعلة الأخرى المهتمة باستمرار حالة العنف في الشرق الأوسط والغرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن هزيمة تنظيم الدولة في معاقله الرئيسية؛ تعني أن ميدان المعركة سيكون مختلفا. ومن المؤكد أن تتواصل أعمال العنف في سوريا والعراق وفي الغرب، على حد سواء. في المقابل، سيساهم التغيير على مستوى طريقة عمل التنظيم الذي سيعمد إلى النشاط في الخفاء، في جعل عملية ترصد حركاته صعبة للغاية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على عكس إدارة باراك أوباما، مثل قدوم دونالد ترامب إلى الإدارة الأمريكية أحد العوامل التي ساعدت على هزيمة تنظيم الدولة في العراق وسوريا. في المقابل، لا تعترف الكثير من الجهات بتأثير ترامب على مجريات هذه الحرب.