سياسة دولية

مصر تدخل على خط صفقة الغواصات الإسرائيلية المشبوهة.. كيف؟

يائير ليبد: نتنياهو أخفى موافقته على بيع شركة تيسين كروب الألمانية غواصات متطورة للجيش المصري- أ ف ب
يائير ليبد: نتنياهو أخفى موافقته على بيع شركة تيسين كروب الألمانية غواصات متطورة للجيش المصري- أ ف ب
كشف الإعلام الإسرائيلي، الخميس، عن تفاصيل جديدة حول قضية الغواصات، حيث أكد معارض إسرائيلي بارز أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، منح الضوء الأخضر للشركة الألمانية لبيع ذات الغواصات لمصر.

انتهاك الاتفاق

وقال عضو الكنيست وزعيم حزب "هناك مستقبل" الإسرائيلي المعارض، يائير لبيد، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، "أخفى موافقته على بيع شركة تيسين كروب الألمانية غواصات متطورة للجيش المصري، وذلك ضمن صفقة الغواصات بين الشركة وإسرائيل"، وفق ما نقله موقع "i24" الإسرائيلي.

وأوضح في حديث إذاعي له اليوم، أن الجيش الإسرائيلي "فوجئ بصفقة الغواصات بين مصر والشركة، ليبلغ وزارة الأمن بذلك، التي طالبت بدورها وعلى الفور بتوضيحات من الشركة الألمانية حول انتهاك الاتفاق معها، بعدم تزويد دول الجوار الإسرائيلي بأسلحة متطورة".

ولفت لبيد الذي كان يشغل منصب وزير المالية وقت إبرام صفقة الغواصات المشبوهة، والذي كشف الموضوع حينها، إلى أن "الشركة الألمانية قالت لوزارة الأمن إنها استشارت رئيس الحكومة بالأمر، وهو الذي صادق على بيع الشركة الألمانية الغواصات لمصر، بدون أن يعود طبعا لا لوزارة الأمن ولا لقيادة الجيش الإسرائيلي".

وأكد المعارض الإسرائيلي، أن الأمر "حينما يتعلق بالمال؛ فإن ذلك يسمى شبهات فساد، ولكن عندما يصبح الأمر متعلقا بالأمن، فإن هذا يصبح شبهات بخيانة إسرائيل".

وأضاف: "ما حدث بصفقة الغواصات يشكل خطرا على أمن إسرائيل، ولا شك لدي أنها أيضا قضية الفساد الأكبر بتاريخ إسرائيل"، مع العلم أن نتنياهو يواجه شبهات فساد متعلقة بصفقة الغواصات، والمعروفة بـ"ملف 1000".

أزمة دبلوماسية

وكشف أمس أن مصر اشترت غوّاصات من ذات النوع الذي اشترته "إسرائيل" من شركة "‏ThyssenKrupp‏" ("تيسين كروب")، مع العلم أن "السياسة الإسرائيلية تهتم بكتابة بند في كل اتفاق لشراء أسلحة من دولة أجنبية، يحظر على الدولة التي تبيعها الأسلحة أن تبيعها لدول أخرى في الشرق الأوسط"، وفق موقع "المصدر" الإسرائيلي.

وفي الاتفاق الذي وقعته "إسرائيل" مع الشركة الألمانية لشراء الغواصات، ذكر بند كهذا، لذا، تفاجأ وزير الأمن الإسرائيلي حينذاك، بوغي يعلون، عندما اكتشف أنه في 2013 باعت الشركة الألمانية أربع غواصات شبيهة لمصر رغم وجود بند يشير إلى بيعها لـ"إسرائيل" حصريا، فأرسل يعلون ممثلا عن المنظومة الأمنية إلى ألمانيا بشكل طارئ لمعرفة لماذا خرقت الشركة الاتّفاق.

وأوضح الموقع، أن الممثل الإسرائيلي التقى في ألمانيا مع مستشار الأمن القومي الخاص بالمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، "وتفاجأ عندما عرف أن هناك مستندا موقعا يرد فيه تنازل إسرائيل عن البند الذي يحظر بيع الغواصات إلى دول جارة"، مشيرا إلى أنه "دهش أكثر عندما أوضح الألمانيون أن التنازل الإسرائيلي جاء في لقاء مع ممثل من قبل رئيس الحكومة نتنياهو".

وعندما عرف يعلون بالموضوع، التقى مع نتنياهو لمعرفة ما حدث، "لكن نتنياهو أنكر أنه وافق على قرار كهذا"، بحسب "المصدر" الذي أشار إلى أن القاهرة حتى الآن "حصلت على غواصتين من بين أربع غواصات اشترتها من الشركة الألمانية".

وأشار الموقع إلى أن "القضية ظلت سرية حتى يوم أمس، لأن "إسرائيل" أرادت تجنب حدوث أزمة دبلوماسية مع مصر"، 

وبسبب شبهات الفساد التي تحوم حول صفقة الغواصات بين "تل أبيب" وألمانيا، والتي تبلغ قيمتها نحو ‏1.2‏ مليار يورو، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية مؤخرا ستة إسرائيليين لديهم صلة بالصفقة ومقربين جدا من نتنياهو.
التعليقات (0)