نشرت الصحافية جينا بيلهومور تقريرا على مدونة موقع قناة "الجزيرة" الإنجليزية، تقول فيه إن
القطريين هرعوا للمتاجر فور سماعهم في بداية الشهر عن
الحصار الذي فُرض على قطر، واشتروا كميات من منتجات شركة "
المراعي"، التي تعد أكبر شركة ألبان في الشرق الأوسط، ومقرها
السعودية؛ خوفا من تداعيات الحصار على هذا البلد الخليجي، الذي يستورد 80% من طعامه.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن
تركيا وإيران تقدمتا لتغطية النقص في السوق القطرية، فأصبح الكثير لا يرغبون في استهلاك الحليب القادم من دول مجلس التعاون الخليجي.
وتنقل بيلهومور عن المسؤول عن المبيعات في سوق الميرا للبقالة في الدوحة رنجيت كومر بولامي، قوله: "يسألني الناس عن مصدر المنتوجات، فإن قلت لهم السعودية أو دبي، لا يأخذونها".
ويورد الموقع نقلا عن فهد جاسم التميمي، وهو أحد المتسوقين الكثر المقاطعين للبضائع القادمة من الدول المتنازعة مع قطر، قوله: "لا أشتري تلك المنتجات".
ويشير التقرير إلى أن كلا من السعودية والبحرين والإمارات ومصر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، في 5 حزيران/ يونيو، متهمة الدوحة بدعم "التطرف"، والتقارب مع إيران، لافتا إلى أن قطر أنكرت هذه التهم مرارا وتكرارا.
وتنقل الكاتبة عن عمال المطاعم، قولهم إنه طلب منهم إزالة الأطعمة القادمة من الإمارات والسعودية من ثلاجات مطاعمهم، مشيرة إلى أن منتجات شركة "المراعي" تتكدس في محلات السوبر ماركت في أكوام، وعليها تخفيضات؛ في محاولة للتخلص منها، أما المواطنون الذين خزنوا تلك المنتجات في الأيام الأولى فإنهم يشعرون بالندم.
ويورد الموقع نقلا عن حصة (22 عاما)، وهي قطرية، قولها إن عائلتها وجيرانها تخلصوا من المنتجات السعودية التي خزنوها، وأضافت: "تحولنا فجأة من شعب يحب طعم الحليب الطازج في قهوتنا إلى شعب يشرب الحليب التركي، الذي له طعم غريب، إن كنا صادقين"، وقالت: "لكننا نبقى نقول: نحبه.. الحليب التركي رائع.. لسنا بحاجة للمنتجات السعودية".
ويلفت التقرير إلى أن محمد (24 عاما)، يقول إن قنينة حليب بطعم الفراولة لا تزال موجودة في ثلاجة بيتهم منذ ثلاثة أسابيع، حيث كانت والدته تميل لشراء حليب "المراعي" بسبب التنزيلات، لكن شقيقته نظرت إليها نظرة عتاب، فعدلت عن ذلك.
وتقول بيلهومور إنه لكون قطر اتخذت قرارا بألا تتخذ إجراءات انتقامية ضد الدول العربية المقاطعة لها، فإن الإعلام الرسمي يرفض تشجيع هذه الدراما، منوهة إلى أن شركة قطر الإعلامية أصدرت دعاية تظهر امرأة قطرية تشتري حليبا سعوديا، في الوقت الذي تظهر فيه كلمات لا تشجع على المقاطعة، إلا أن "المواطنين غير مقتنعين".
وينوه الموقع إلى أن محللا سياسيا قال في مقابلة على قناة "العربية"، المملوكة للسعودية، إن قطر ستضطر للاستسلام؛ لأن شعبها لن يكون قادرا على الاعتياد على المأكولات التركية والإيرانية.
وبحسب التقرير، فإنه نتج عن تلك المقابلة انتشار صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لرجل قطري يلعق الحليب التركي عن شاربيه، مع تعليق على الصورة، جاء فيه: "يقال إن المعدة القطرية لا تتحمل الألبان التركية، انت شتقول؟ (ماذا تقول؟)"، ثم كتب عليها: "هل لديك سوت؟"، مستخدمين كلمة حليب باللغة التركية.
وتنقل الكاتبة عن شيماء الكيلاني، وهي طالبة سورية كانت تتسوق في سوق الميرا للبقالة في الدوحة، قولها: "أنا أتجنب شراء منتجاتهم"، في إشارة إلى السعودية والإمارات ومصر، وأضافت: "لا يهمونني لأني أرى ما يفعلونه وأسمع ما يقولونه، فأشعر أنه يجب علي ألا أشتري منهم".
ويفيد التقرير بأنه في حين أن الحليب المتروك في الثلاجات القطرية قد يتلف، فإن العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي هي في حالة مشابهة، مشيرا إلى أن الوطنية التي أظهرها المواطنون القطريون تنتهي بالمعدة.
ويختم "الجزيرة" تقريره بالإشارة إلى قول حصة: "هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنك استخدامها لإظهار أنك تؤدي ما عليك.. ليس هناك شيء آخر يمكن فعله، لا نستطيع الخروج إلى الشوارع، ولا نستطيع كتابة العرائض.. وهذه هي الطريقة الوحيدة التي نستطيع فيها الاحتجاج، بشراء الحليب التركي".